مع التطور الرهيب لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وانتشاره وقدرته الهائلة على أداء المهام التي تتطلب ذكاء بشرياً، ودخوله بسرعة خيالية في جميع المجالات، وتوخيه الحذر للتقليل من إمكانية وقوع الأخطاء البشرية، نتساءل عن تأثير تلك التكنولوجيا على الأسرة المصرية، وهل ستساعد في بناء الأسرة وتماسكها وحل بعض مشكلاتهم، أم ستزيد من تفككها والشعور بالعزلة الاجتماعية.
من جهته، أكد الدكتور رفعت عبد الباسط أستاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان، من خلال تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن الذكاء الاصطناعي هو تكنولوجيا ضرورية لتطور المجتمعات وتقدمها، ولها الكثير من الإيجابيات والسلبيات، التي لا بد من الخوض فيها وفهمها، كما حدث منذ سنوات من دخول الثورة الصناعية واستفادة الأسر والمجتمعات منها، ثم جاءت ثورة المعرفة، ثم المعلومات والتحول الرقمي، إلي أن وصلنا لمرحلة الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح بديلاً حقيقياً عن الكثير من الجوانب الشخصية ومهامها، واهتمت جميع المناهج التعليمية في مراحل التعليم ما قبل الجامعي، والكليات الأدبية والثانوية والجامعات الأوروبية والدولية الموجودة داخل مصر، بدراسته مع التركيز على جوانبه التطبيقية.
وأضاف أستاذ علم الاجتماع، أنه لابد من الأسرة المصرية أن تعيش الذكاء الاصطناعي وتأخذ منه الايجابيات وتتجنب سلبياته، كما حدث مع دخول عصر العولمة بما له وما عليه، ومن أهم إيجابيات الذكاء الاصطناعي للأسرة، هو إنهاء الكثير من الخدمات الحياتية لها، دون بذل الكثير من الجهد والتعب، فمن الممكن أن تصل الخدمة في ثوان معدودة للمنزل، وتحسين حياة الأسرة من خلال قيامه بأداء المهام الصعبة والخطيرة، بشكل أكثر دقة وشخصية، كما أنها تعد خياراً مثالياً لكبار السن ولمن يعانون من الوحدة والعزلة، لقدرتها على توفير الرفقة الافتراضية وربوتوتات الدردشة.
وأستطرد قائلاً، أما بالنسبة لسلبياته فتكمن في حالة جهل الأسرة وعدم دراستها الكافية لتلك التكنولوجيا، مما يجعلها تسيء استخدامها وتؤدي بهم إلي العزلة الاجتماعية والاعتماد على العنصر الآلي كبديل للأصدقاء والبشر في سماعهم وتبادل المشاعر معهم، كما أنها من الممكن أن تؤدي بأفراد الأسرة للضياع دون أن يدروا حين التسرع في أخذ القرارات أو الضغط على بعض الأوامر بجهل ودون علم، فضلا عن أن التغييرات التي تدعمها التكنولوجيا للعمل والوظائف تتجه للتأثير علي العاملين الأقل أجرا أو الأقل مهارة أکثر من غيرهم، مما يزيد من قلق العديد من الأشخاص داخل الأسرة بشأن فقدانهم لوظائفهم، ومن الممكن أن يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا في تشكيل قراراتنا واقتحام مساحتنا الخاصة وحريتنا في التعبير عن الرأي، وتراجع الذاكرة نظرًا للاعتماد على هذه الأجهزة لتخزين المعلومات.