الإثنين 29 ابريل 2024

في الذكرى الأولى لرحيله.. كمال عيد المعلم صانع النهضة المسرحية

كمال عيد

ثقافة14-7-2023 | 19:05

همت مصطفى

تحل اليوم الذكرى الأولى لرحيل الأستاذ الدكتور والعالم الجليل والمخرج المسرحي الكبير كمال الدين عيد، حيث غيبه الموت صباح يوم 14 يوليو 2022، بعد ما أثرى الحياة الفنية والمسرحية بصفة خاصة في الوطن العربي، بالكثير من إبداعاته وإنتاجه الفني والأدبي، ويعد أحد رموز الإبداع الفني وأحد رواد النهضة المسرحية الحديثة خلال النصف الثاني من القرن العشرين.

بدايات الرحلة

ولد المبدع كمال الدين عيد، عام 1931، وتخرج في المعهد العالي للتمثيل عام 1952، بدأ حياته العملية بالعمل كمفتش للمسرح المدرسي بالإسكندرية عام 1955، ثم انتقل للعمل كمفتش للمسارح والملاهي بمصلحة الفنون.

أوفد في بعثة دراسية إلى دولة المجر، لينال بكالوريوس أكاديمية الفنون المسرحية عام 1962، ثم نال ماجستير الآداب الدرامية من جامعة «بودابست» عام 1970.

حصل كمال عيد على درجة الدكتوراه في فلسفة الآداب الدرامية من أكاديمية العلوم المجرية عام 1974، وبعد عودته عين مخرجًا بالمؤسسة المصرية للمسرح والموسيقى، ثم عين وكيلًا للمعهد العالي للفنون المسرحية.

قيمة فنية مهمة  في المسرح العربي

قدم كمال عيد مساهمات بارزة وقيمة ومهمة في إثراء مسيرة الفن المسرحي بعدة دول عربية شقيقة، سواء عن طريق التدريس بالجامعات والمعاهد الفنية، أو عن طريق تأسيس بعض الفرق والإشراف على التدريب العملي لأعضائها وإخراج بعض عروضها، بالإضافة إلى تأسيسه لقسم الفنون المسرحية بجامعة بابل.

أحد أعمدة النقد المسرحي 

ويعد كمال عيد أحد أعمدة النقد المسرحي وتدريسه، أثرى المكتبة العربية بالعديد من الكتب والأبحاث والمقالات، ما بين التأليف والترجمة، أصبح أغلبها مراجع هامة لكل دارس ومتذوق لفنون المسرح، وتناولت مؤلفاته جوانب متخصصة في علوم المسرح، منها: «المسرح الاشتراكي»، «المخرج المسرحي»، «المفاهيم السيكولوجية في مسرح الطفل»، «أعلام ومصطلحات المسرح الأوروبي»، «دراسات في الأدب والمسرح»، «زوايا جديدة في الدراما»، «المعمل المسرحي»، «سينوغرافيا المسرح عبر العصور».

وألف أيضًا: «ومناهج عالمية في الإخراج المسرحي»، «قضية الأوبرا بين التقليدية والتجديدية»، «اتجاهات في الفنون المسرحية المعاصرة»، «أعلام ومصطلحات المسرح الأوروبي»، «علم الجمال المسرحي»، «علم الدراما شيء وعلم الدراماتورجيا شيء آخر»، وغيرها الكثير.

 

صانع النهضة المسرحية الحديثة

ويعد كمال عيد أحد رموز الإبداع الفني في مصر وخارجها، وأحد رواد النهضة المسرحية الحديثة خلال النصف الثاني من القرن العشرين، فقد وضع مع زملائه المبدعين من المسرحيين، منهم «كرم مطاوع، سعد أردش، جلال الشرقاوي، كمال ياسين، سمير العصفوري»، وغيرهم من شباب المسرح المصري آنذاك، البنات الأولى للنهضة، مستفيدين من دراساتهم في الخارج ومتسلحين بإيمانهم بدور المسرح في تطوير المجتمع.

 كنوز في الإخراج المسرحي 

أخرج كمال عيد الكثير من المسرحيات، وكانت بداية مسيرته الفنية من خلال المسرح، حيث قام بإخراج مسرحية «ثم تشرق الشمس» عام 1962، ومن أبرز مسرحياته: «سهرة مع تشيكوف»، «شفيقة ومتولي»، «الضفادع»، «طبول في الليل»، «مشهد من الجسر»، «أهلا فأر السبتية»، «الأستاذ»، بالإضافة إلى عروض مسرحية أخرى قدمت بالثقافة الجماهيرية.

وانتقل كمال عيد للعمل في السينما في الثمانينات، حيث كانت أول أعماله فيلم «وقيدت ضد مجهول» عام 1981 كمدير تصوير، ثم فيلم «الخط الساخن» عام 1986، ومن أبرز أعماله أيضًا «موعد مع الذئاب، جواز مع سبق اﻹصرار»، وسافر إلى المملكة العربية السعودية في التسعينيات، حيث شارك بتدريس العلوم المسرحية بجامعة الملك سعود بمدينة الرياض، قبل أن يعود إلى مصر عام 2001، واستقر بها كأستاذ  للنقد المسرحي في العديد من الأكاديميات والمعاهد الفنية بمصر.

حصاد وثمار  الرحلة

حصل كمال الدين عيد على العديد من الجوائز والتكريمات، منها: تكريم المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية عام 2016، باعتباره أحد رواد المسرح المصري، جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 2018.

وللعالم الجليل والأستاذ كمال الدين عيد، أحد أيقونات القوى الناعمة والمسرح المصري في تاريخ مصر الحديث، تلاميذ كثيرون بامتداد مختلف دول الوطن العربي، فقد قام بالتدريس في أغلب معاهد الدول العربية للفنون، وأشرف على رسائل الماجستير والدكتوراه في المعاهد والجامعات العربية المختلفة، وهو من سيبقى أثره رغم رحيله عنا في هذه الحياة بفنه وعلمه الزاخر الذي تركه بيننا.

Dr.Randa
Dr.Radwa