تشتهر مدينة دريسدن الألمانية بالهندسة المعمارية الباروكية التي تمتد على طول ضفاف نهر إلبه، ولكن هناك استثناء واحد يبرز وهو مبنى ينيدزي الشهير، المعروف أيضًا باسم "مسجد التبغ". فهو فى الأصل مصنع ولكن قام صاحبه ببناءه بهذا الشكل كى يتهرب من قواعد المدينة فى منع بناء المزيد من المصانع.

يتميز Yenidze بعناصر معمارية شرقية واضحة من المساجد وقصر الحمراء الشهير في غرناطة، وقد ظل شاهقًا فوق حي Friedrichstadt بدرسدن لأكثر من قرن.

يبلغ ارتفاعه 62 مترًا (203 قدمًا)، ويضم 600 نافذة من أنماط مختلفة، ويتميز بقبة زجاجية رائعة، ويبدو وكانه أحد أكبر المساجد في العالم، ولكن على الرغم من مظهره، فإن Yenidze ليس كذلك، ولم يكن أبدًا مسجد. في معظم فترات وجودها، عملت Yenidze كمصنع للتبغ وتم اختيار تصميمه غير العادي كإحياء للأصل الشرقي للتبغ المعالج هنا، ولكنه أيضًا طريقة ذكية لبيع القواعد المتعلقة بالقيود المعمارية في وسط مدينة دريسدن.

لطالما كانت الهندسة المعمارية لمبنى Yenidze موضوعًا للجدل في دريسدن، حيث لا يزال البعض يرى أنهاغير منطقية، على الأقل عند مقارنتها بالعديد من روائع الباروك في المدينة، لكنها تعتبر اليوم على الأقل جزءًا لا يتجزأ من المناظر الطبيعية للمدينة. هذه هي قصة النجاح تمامًا.

بعد 15 عامًا من افتتاحه، تم بيع مسجد التبغ لمجموعة Reemtsma Tobacco، والتي كانت تديره حتى عام 1953. وظل في عزلة لعدة عقود حتى تم ترميمه بالكامل في عام 1996. المبنى مملوك حاليًا لمجموعة EB ومقرها برلين، بعد شرائه عام 2014 من المليونير آدي كيزمان. إنه يعمل كمرفق مكتبي مع مطعم أقيم في قبة كبيرة، حيث يمكن للمستفيدين الاستمتاع بإطلاله 360 درجة على دريسدن.