الجمعة 27 سبتمبر 2024

كريمة سويدان قرينة اللواء رفعت قمصان : الزواج من رجل شرطة مهمة فدائية

28-9-2017 | 16:49

حوار : هدى إسماعيل

الحياة الزوجية مزيج من السعادة والحزن، بعض الأزواج يستطيعون الوصول إلى بر الأمان، وهناك آخرون تخور قواهم وتضعف عزائمهم أمام عقبات الحياة، لكنها رغم انشغال زوجها بعمله الذى استحوذ على معظم وقته كانت قدوة لدعم ومساندة الزوج، تحملت مسئولية أسرتها أثناء انشغاله بالزود عن الوطن ومحاربة الإرهاب والتطرف، ورغم ما لمسته من مخاطر من عمله إلا أنها ألحقت ابنها بالعمل الشرطى، تمنكت من تجاوز عقبات الحياة لتحقق السعادة التى تصبو إليها.

وللتعرف عن كثب على رحلة نجاحها كان ل «حواء » هذا اللقاء مع كريمة سويدان، قرينة اللواء رفعت قمصان، مستشار رئيس الوزراء لشئون الانتخابات.

في البداية نود التعرف على كواليس أول لقاء جمعك باللواء رفعت؟

تعرفت على رفعت عن طريق شقيقه فهو زوج شقيقتي الكبرى، وخلال فترة خطوبتهما سافر الأول إلى لندن ما جعل رفعت – وكان «ملازما » وقتها- يصطحب شقيقتى  لشراء احتياجات منزل الزوجية وكان تواجدي معهما أمرا طبيعيا، في بداية الأمر لم أكن أتقبل وجوده لأنه كان صاحب شخصية «ثقيلة جدا » بالإضافة إلى أنه كان قليل الكلام،  ومع تبادل الأحاديث وكثرة اللقاءات التى جمعتنى به بفضل شقيقتى نشأت بيننا قصة حب دامت لعامن ثم أعلنت خطبتنا، بعدها ترك المباحث وانضم لأحد الأجهزة الأمنية السياسية، ومن هنا بدأت مرحلة جديدة في حياتنا فعمله كان يستحوذ على وقته، فلم أكن أراه كثيرا، لذلك كان يحاول جاهدا التواجد حتى ولو ساعة يوميا كي يشاركني في شراء مستلزمات منزلنا.

كيف كان الزواج في ظل ظروف عمله الصعبة؟

يجب أن أذكر أن الظروف المادية وأسعار الشقق المرتفعة أجبرتنا على الزواج في شقة شقيقتي وأخوه بعد انتقالهما إلى السعودية، وبعد الزواج التحقت بإحدى المؤسسات الصحفية بعد أن اتفقنا على ألا يتدخل أحد في عمل الآخر، وبعد عام من زواجنا استأجرنا شقة في حلوان ثم سافرنا إلى اليمن حيث تم تعين زوجي قنصل مصر باليمن لمدة عامن، وأستطيع أن أقول إنها أحلى أيام حياتي لأن العمل في السفارة كان بسيطا وبالتالي كان زوجى متواجدا معنا دائما والسفارة بجانب المنزل.

وكيف تغلبت على مشاكل الزواج خاصة في السنوات الأولى ؟

الحياة متشابكة ولا أنكر أن استعنت بخبرات من سبقوني، فقبل زواجي كنت أرى من حولي يتعاملون مع المشاكل بطرق مختلفة كنت أدرس كل طريقة وأقول في قرارة نفسي عندما أتزوج سأفعل كذا وكذا، حتى علاقتي بوالداي كنت أختلف معهما  في الكثير من الأشياء فوالدي رجل عسكري وبالتالي كانت الصرامة والانضباط السمة الأساسية في منزلنا، وكنت دائما أسال والدتي لماذا تخافن منه إلى هذه الدرجة؟ أما والدي فكان يرفض أن أناقشه في أى قرار لأنني كنت دائمة الاعتراض معلنة رفضي لأى قرار دون نقاش أو اقتناع، فكل هذه التجارب أفادتنى كثيرا وجعلتني أرسم ملامح حياتي  الزوجية كما أريد، كما زرعت في أولادي مبدأ الصداقة والصراحة بيننا وعدم الخوف من أى شيء.

وكيف تواصل أبناؤك مع والدهم في ظل غيابه المستمر بسبب طبيعة عمله؟

لدى «توأم » بنت وولد، البنت تعمل مهندسة، والولد يعمل بالشرطة، والآن بفضل الله لدي 5 أحفاد هم كل حياتى، وبسبب طبيعة عمل زوجي كان لا يري الأولاد لفترات طويلة ولكن عند تواجده معهما كان يغدق عليهما من الحب والحنان ما يشعرهما بأنه الأب المثالي، فالحياة بشكل عام لا تسير على وتيرة واحدة بل هى خليط من لحظات السعادة والحزن، لذلك كان واجبى أن أقدر عمل زوجي ومسئوليته تجاه وطنه، بالإضافة إلى عملي كصحفية، لذلك كان جهدى مضاعفا حتى تساءل أخواتي: كيف تتحملن كل هذا؟ حتى يوم وضعى لم نكن نعرف مكان رفعت ولم نصل إليه إلا بعد دخولى غرفة العمليات، لكن رغم كل شيء استطعت بفضل الله أن أصل بإبناي إلى بر الأمان ولا أنكر أنه رغم انشغاله الشديد إلا أن علاقته بأهلى جيدة لدرجة تجعل أمى تقف في صفه ضدى عند نشوب أى خلاف بيننا.

ما الموقف الذى لا يمكن أن تنسيه فى حياتك؟

يوم الخطوبة لن أنساه فقد كان لدى رفعت مأمورية في أسوان وتأخر على ميعاد الخطوبة ولكن الحمد لله وصل في آخر لحظة بعد أن تملكنى القلق والخوف.

وماذا عن أصعب السنوات التى مرت عليك؟

أصعبها عام 1981 مع بداية محاربة الإرهاب والتطرف، كنت أرى الموت كل يوم وزوجي غائب عني، فكان يقتلنى الخوف عليه وعلى الأولاد، وما ضاعف خوفى التحاق ابني بنفس المجال، كان الموت يرافقني كل يوم من شدة قلقي عليهما، ومع اندلاع ثورة 25 يناير والتى كان رجال الشرطة خلال أحداثها مهددين بالقتل أصبت بذبحة صدرية نتيجة خوفى الشديد عليهما، ومع تولى جماعة الإخوان الإرهابية الحكم زاد قلقى وخوفي فجميع رجال الشرطة يعاملون من قبل تلك الجماعة باضطهاد حتى سطعت شمس 30 يوني وتسلل الأمان والاطمئنان إلى قلبى.

الحياة الزوجية مليئة بالسعادة والحزن، فماذا عن أكثر موقف أدخل السعادة والسرور إلى قلبك؟

أولا حياتي مع رفعت بفضل الله سعيدة حيث يحاول جاهدا التواجد معي بصفة دائمة، ومنذ عامين سافرنا إلى إسبانيا ودعاني إلى مشاهدة مباراة كرة قدم لـ «ريال مدريد » وكانت هذه أول مرة أتواجد في ملعب كرة قدم وأشاهد المباراة بث مباشر، بالنسبة لي كانت تجربة ومتعة لا أستطيع نسيانها.

رسالة ترسليها لزوجك من خال صفحاتنا؟

ربنا يخليك ليا ودائما أدعوا لك بالسعادة مثلما أسعدتني طوال حياتي معك، فأنا في كل يوم يمر بي معك أحمد الله على حياتي معك فأنت وأولادي وأحفادي الحياة بالنسبة لي دمت لي بخير وبصحة وسعادة.