كتبت : نيرمين طارق – تصوير : داليا يعقوب
فى الوقت الذى نتعرض فيه ما بين حين وآخر لبعض من الحوادث الإرهابية الغاشمة التى تستهدف الوطن ككل ، حرص عدد من الفتيات اللاتى ينتمين إلى عدة بلدان عربية على المشاركة فى الملتقى الثانى للفتاة العربية، الذى اقامته منظمة المرأة العربية بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، تحت شعار «دور الفتاة العربية فى مكافحة الإرهاب والتطرف » ، بهدف الوصول لحلول جذرية لمواجهة مشكلة الإرهاب، فماذا عن رؤيتهن للآليات التى يمكن بها تحقيق هذا؟ «حواء » كانت هناك ترصد معهن هذه الرؤية..
فى البداية تقول زينة الغلابى، نائب مدير نادى الناصية الثقافى فى عدن باليمن: شاركت فى تأسيس نادى الناصية الثقافى لتشجيع الشباب على القراءة، لأن الوعى يقاوم الفكر المتطرف، وأرى أن نشر الثقافة من خلال معارض الكتاب السبيل للتخلص من تلك الأفكار الظلامية والدعوات التكفيرية.
أما عهد ياسين، صحفية مصرية فترى أن التطرف لن يتواجد بين الأجيال التى تمارس الرياضة وتهتم بالموسيقى، فالشاب الذى يعزف على العود والجيتار لن يمسك السلاح لقتل الأبرياء، لافتة إلى أن شباب العرب يعانى الفراغ وإذا لم يتم استغلاله فى ممارسة كافة أشكال الأنشطة فى الجامعات سيتجه للمشاركة فى الجماعات المسلحة لتفريغ طاقاتهم.
الأم
وتعول انتصار العلوى، ناشطة حقوقية ورئيس تحالف «أم عدن »، التصدى للجماعات الإرهابية وأفكارها المتطرفة على دور الأم وكيفية تربيتها لأبنائها، مؤكدة أنه إذا تم تنشئة الطفل على تقبل كل الأشخاص من جميع الأديان فلن يتواجد التطرف فى المجتمع، لافتة إلى أن اليمنيات يحرصن على المشاركة فى المجتمع المدنى خاصة بعد الأحداث الأخيرة التى شهدتها اليمن حتى يرفض الشباب تواجد الجماعات المسلحة، فالمعارك تترك الفتنة والتفرقة التى يجب معالجتها من خلال النشاط الاجتماعى وحملات التوعية. وتتفق معها دبقة دعالة 23 سنة من جيبوتى قائلة: على المرأة العربية المشاركة فى الأعمال الخيرية للحد من انتشار الفقر، فالجماعات المتطرفة تعتمد على احتياج الأطفال والشباب إلى المال، حيث تعرض عليهم الانضمام إليهم مقابل المال.
بينما ترى انتصار فاتح، 21 سنة من جيبوتى أنه على النساء العربيات غرس روح الانتماء فى نفوس الأبناء، مؤكدة أن الطفل الذى يحب وطنه لن يرفع السلاح لقتل مواطنيه بل سيعمل على نهضته وتنميته. وتقول مؤمنة موسى، طالبة جامعية بجيبوتي: شعارنا فى البلاد هو السلام والوحدة والأمان لذلك يجب أن يعلم الأطفال منذ الصغر أن اتحاد أبناء الوطن الواحد من مختلف الديانات هو الطريق الأفضل للسلام والأمان.
وتقول شمسة حسن طالبة فى جامعة الشارقة الإماراتية: التطرف والإرهاب لم يصل الإمارات، ولكن كما يقول مثلنا الشعبى «جهز الدوا قبل الفلعة » أى أن الوقاية خير من العلاج، لذلك فعلى الأم أن تعلم أطفالها أن الدين لله لا كراهة فيه، أما الوطن فهو مكان يضم كافة المواطنين على اختلاف معتقداتهم، مع أهمية تغيير الفكر والثقافة الموروثة لمواكبة العصر. بينما ترى ريم العلى 24 سنة من الإمارات أنه يجب ألا يقتصر دور الأم على تربية الأطفال فقط وإنما هناك مجالات عديدة في المجتمع ينبغى عليها المشاركة فيها لما لديها من مقدرة على إقناع الأطفال والشباب بنبذ العنف والبعد عن الأفكار الدخيلة.
الخدمات
وترى آلاء عبدالقادر صيدلانية من السودان، أنه يجب أن يكون هناك دور للفتاة في نشر الخدمات الطبية والتعليمية فى المحافظات الحدودية فى بلادها، حيث تفتقد هذه الأماكن للكثير من الخدمات، فشعور المواطن بالدونية مقارنة بسكان العاصمة يجعله فريسة سهلة للجماعات المسلحة.
وتقول آلاء عبده، مهندسة كيمائية من السودان: تقبل الآخر هو ما يجب أن تعمل عليه النساء المشاركات في كل مجالات الحياة العامة.
كما تؤكد نجوى إقتبان صحفية من فلسطين على دور الناشطات فى مجال العمل المجتمعى بتوعية المرأة بأهمية التعايش في سلام مع جميع الجنسيات والأديان حتى ينشئن أبناءهن على تقبل الآخر واحترام الأديان.