بقلم : ماجدة محمود
قد يتساءل البعض عن أسباب عقد مؤتمر وبحضور رئاسي عن المال والبنوك والمصارف يستهدف فى أعماله شريحة من أصحاب الدخول المنخفضة وهذه الشريحة لا يتوافر لديها من الأموال ما تدخره، حتى الشركات والمؤسسات المستهدفة أيضا تمر بعضها إن لم يكن أغلبها بظروف اقتصادية متراجعة تجعل من الصعوبة التحدث أو المشاركة فى دنيا المال «لأن الجاى على قد الرايح »؟! والأغرب توقيع بروتوكول بين المجلس القومى للمرأة والبنك المركزى قبيل انعقاد المؤتمر بيوم واحد، والمجلس فى أدائه يستهدف المرأة المعيلة والمهمشة وصاحبات الدخول البسيطة؟ فما الذى يقدمه المؤتمر من منافع لهؤلاء مجتمع ني ؟ الإجابة ببساطة وقبل الدخول فى التفاصيل التى تعنينا والمشار إليها سلفا هى معرفة ماهية «الشمول المالى »؟ بقراءة سريعة ومتابعة دقيقة للمؤتمر يتضح أن الشمول المالى يهدف إلى تحقيق النمو الاقتصادى للدول باتجاه البنوك بمختلف أنحاء العالم للوصول إلى الشرائح المجتمعية منخفضة الدخل، التى لا يوجد لها تعاملات بنكية لتقديم خدمات مالية تتناسب واحتياجاتهم حماية لهم من التعامل مع جهات غير رسمية تقوم بالنصب والاحتيال، وقد شاهدنا أكثر من واقعة نصب واستيلاء على أموال المواطن ني خلال السنوات الأخيرة.
لهذا يعد البنك المركزى الداعم الرئيسى لهذه التعاملات من خلال الضوابط والتشريعات لتيسير الإجراءات على المواطن ني بتخفيض الرسوم والعمولات غير المبررة وإتاحة خدمات مالية مبسطة، وهذا ما دفع د. مايا مرسى رئيسة المجلس القومى للمرأة إلى توقيع بروتوكول مع البنك المركزى المصرى يستهدف وصول البرامج التمويلية المصرفية إلى المرأة المعيلة، خاصة فيما يتعلق بتمويل المشروعات متناهية الصغر بغرض دعم وتمك ني المرأة المصرية اقتصاديا وماليا ومنحها فرصا عادلة ليكون لها دور إنتاجي، من خلال تحديد مجموعات من السيدات تحت مسمى «الميسرات » فى جميع محافظات الجمهورية يتم تدريبهن على نشر الثقافة المالية والتسويق لمنتجات البنوك من خلال التواصل المباشر مع السيدات، وتجميع ردود الأفعال حول احتياجات السيدات من الخدمات المالية، فضلا عن انتقاء مجموعة من هؤلاء «الميسرات » الرائدات الريفيات لتصبحن مقدمى خدمة للبنوك وحلقة الوصل بينها وبين السيدات لتسهيل الإجراءات البنكية لإتاحة التمويل للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، إضافة إلى الاستعانة بقواعد البيانات الخاصة بالمجلس للوصول إلى السيدات وتحديد الفئات المستهدفة وعقد دورات تدريبية لهن بالتعاون مع المعهد المصرفى المصرى فى مجال ريادة الأعمال للمرأة والشركات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة المملوكة أو المدارة من السيدات والقيام بحملات توعية لزيادة التثقيف المالى للمرأة وأيضا أهمية حصولها على الخدمات المصرفية، والتنسيق ب ني كافة المبادرات والآليات المتاحة بغرض الترويج للخدمات المالية ونشر الوعى والثقافة المالية .
وكما بدأت حديثى أنهى بأن الشمول المالى نظام يهدف فى الأساس إلى دعم ومساعدة الفئات البسيطة على التغلب على المشكلات المالية التى تواجهها من خلال توفير تمويل للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر التى توفر أيضا فرص عمل تحقق حياة كريمة للأسرة .