- الشباك المخالفة تكنس خيرات البحيرات وتصاد الأسماك الصغيرة
- ارتفاع جنوني فى أسعار أسماك الإسماعيلية
- صيادو الفيوم يستخدمون أدوات محرمة
- منع الصيد ليلاً أثر على إنتاج البحيرات
- «الهبلة والحطاطة» أشهر الأدوات المخالفة
- «الثروة السمكية»: الصيد الجائر والشباك المخالفة السبب
رغم أن محافظة الإسماعيلية تتمتع بكل مميزات الإنتاج السمكي المتميز لما حباها الله من بحيرات ضخمة ومعروفة مثل بحيرات المرة وبحيرة التمساح، إلا أن إنتاج تلك المحافظة من الأسماك تراجع بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة نتيجة الاستخدام الخاطئ لأدوات الصيد التي تقضي على الأسماك الصغيرة وتسحبها من البحيرات مما يجرفها نهائيًا من ثروتها.
وتشتهر المحافظة بأجود أنواع الأسماك من البوري والدنيس واللوت والسهلية والحفارة، والتى تعد من أشهر وأجود أنواع "الكنال" كما يلقبها "الإسماعيلاوية"، إلا إنتاج تلك الأنواع تراجع بسبب استخدام الصيادين لشباك مخالفة مثل "الهبلة" و "الحطاطة" التى تقوم بكنس ما فى البحيرات المرة، والتى تمثل نسبة كبيرة من الإنتاج السمكى إذ يصل متوسط الإنتاج الشهرى للبحيرة إلى أكثر من 200 طن أسماك شهريًا من "ذريعة" وأسماك صغيرة وشهيرة، نجم عنه اختفاء تلك الأنواع وندرة وقلة كمياتها، الأمر الذي أثر أيضًا على أسعار الأسماك التي ارتفع سعرها.
أسعار الأسماك
ووصل سعر كيلو الدنيس إلى 150 جنيها، فيما سجل سعر الحفارة 70 جنيها، وسعر كيلو السهلية 70 جنيها وسعر كيلو اللوت 60 جنيها، فيما يتراوح سعر كيلو البوري ما بين 60 إلى 40 جنيها، بينما وصل سعر كيلو الجمبري الكبير إلى 200 جنيه والوسط 110 جنيهات، ووصل سعر كيلو السبيا 150 جنيها.
الصيادون أرجعوا قلة الإنتاج السمكب إلى حظر الصيد ليلاً بسبب تأمين المجرى الملاحي لقناة السويس.
الجشع يلتهم الثروة السمكية
"الهلال اليوم" رصدت أزمة تراجع إنتاج أسماك "القناة" بالإسماعيلية فى البحيرات المرة وبحيرة التمساح وسر الارتفاع الجنوني فى أسعارها.
محمد علام "صياد" أكد أن أسماك القناة اختفت منذ أكثر من 7 سنوات بسبب الصيد الجائر من قبل صيادوا محافظة الفيوم، الذين احتلوا البحيرات المرة ومنطقة فايد وفنارة، مشيرًا إلى أنهم يستخدمون الغزل الأحمر مثل "الهبلة" و"الحطاطة" التى تقوم بصيد "الذريعة" والأسماك الصغيرة مما نجم عنها قلة الإنتاج السمكي وارتفاع أسعاره، مؤكدًا أنه لا يوجد بديل غير منع الصيد الجائر ومنع استخدام شباك الهبلة والحطاطة المخالفة
أما محمد أحمد "بائع أسماك" أرجع قلة الإنتاج السمكي إلى جشع التجار واستخدامهم لمراكب "الجوفة" وهى عبارة عن لنش بموتور تقوم بكنس كل ما فى البحيرة من خيرات من أنواع الأسماك المختلفة.
ويقول:" الجوفة ممنوعة وممنوع نزولها للصيد فمن يسمح لها بالنزول والقضاء على الثروة السمكية بالإسماعيلية؟ ولمصلحة من يتم ذلك خاصة وأن خيرات الإسماعيلية والبحيرات المرة بفايد من الأسماك التي تذهب لخارج المحافظة للفنادق والقرى السياحية؟.
وطالب بضرورة وقف الصيد بالجوفة المدمرة للثروة السمكية وتشديد الرقابة على تجار الأسماك ومعاقبة المخالفين بغرامات، لاسيما وأن هؤلاء التجار لا يسددون أي ضرائب ولا تستفيد منهم الدولة.
الصيد المحرم
محمد سعد، أحد العاملين فى مجال تجارة الأسماك، قال إن طرق الصيد الجائرة مثل الصيد بالحطاطة أو البلطي تكنس الأخضر واليابس فى البحيرة وتقضي على "الزريعة" وهناك أيضا الصيد عن طريق "الجوفة" التى تقوم بصيد الأسماك بنفس طريقة مراكب الجر الكبيرة في البحر المفتوح، أيضا هناك صيد "الخلول" والذي يتسبب فى تعكير المياه بالطمي ويستبب في انسداد خياشيم الأسماك وقتله، كذلك يتم صيد أسماك البوري والسهلية اللي تتكاثر وتفرغ زريعتها في الشتاء دون أدنى رقابة، مؤكدًا أنها تدر دخلا ً كبيرًا عليهم.
ولفت إلى أن أهم الأسماك التي انقرضت من البحيره هي اللوت والدنيس والقاروس والسيجان وسمك الخرمان، مشيرًا إلى أن سمك الموسى انقرض نهائيا وكذلك سمك الهليلي وغيرها.
وحمل مرسى عطية "مدرس" تراجع الإنتاج السمكي فى البحيرات المرة عاما بعد عام، إلى الصيادين الوافدين من محافظة الفيوم، الذين احتلوا البحيرة بشباكهم المخالفة وكنسوا خيراتها وأصبح الحصول على كيلو سمك من القنال أمرا صعبًا وبعيد المنال والأسعار أصبحت فلكية إذ وصل سعر كيلو السهلية إلى 70 و80 جنيهًا.
أحمد فتحى "محاسب" أشار إلى أن غياب الرقابة على الصيادين المخالفين سببت تدهور الإنتاج السمكى واختفاء الأسماك المشهورة في الإسماعيلية، فلم يعد هناك سوى سمك المزارع والمستورد فأسعارهما قاربت من أسعار أسماك المحافظة.
غزل الشعر والماجة
ولكن فكرى أحمد "تاجر سمك" فجر مفاجأة، عندما كشف عن أي مركب صيد مسموح لها 200 متر غزل فقط، وفي الواقع كل مركب صيد سواء بالبحيرات المرة أو بحيرة التمساح عليها ما لايقل عن 2 كيلو متر غزل فى ظل غياب تام للرقابة، كذلك قطر الغزل المعروف "بالماجة" غير قانونى ولا يوجد التزام بالقطر القانونىي.
ولفت إلى زيادة أنواع شبك الغزل والشعر الممنوع الصيد به ويستخدمه كثير من الصيادين فى ظل غياب كامل للرقابة أو المتابعة من الأجهزة المعنية، والنتيجة تدهور حاد فى الإنتاج السمكي ومستقبل الثروة السمكية بالإسماعيلية، لاسيما وأن أسماك المحافظة سواء من البحيرات المرة أو المجرى الملاحي والمعروف بأسماك "القنال" لا مثيل لها على الإطلاق.
منع الصيد ليلاً
شحته محمد محمد، شيخ الصيادين بالإسماعيلية، قال إن الصيد المخالف ليس فقط المتسبب في ضعف إنتاج الأسماك بالبحيرات المرة وبحيرة التمساح، لكن هناك أيضا منع الصيد الليلي بالمجرى الملاحي لقناة السويس وشرق القناة والبحيرات المرة، حيث يتم السماح للصيادين بالصيد نهارًا فقط.
ويضيف شيخ الصيادين، أن عملية تهريب الذريعة السمكية أصبحت عملية مربحة وتتم تحت بصر وسمع الأجهزة المسئولة، فمن أين يأتي الانتاج السمكي بالإسماعيلية؟
ضبط المخالفين وتحرير محاضر
مسئول بمنطقة الثروة السمكية بالإسماعيلية، أرجع قلة الإنتاج السمكي إلى عمليات الصيد المخالف والجائر من قبل كثير من الصيادين ومعظمهم من محافظة الفيوم.
وقال المسئول- الذي فضل عدم ذكر اسمه- إن لدينا موظفون متواجدون يوميًا فى حلقات الأسماك، وهناك رقابة ومتابعة مستمرة من مكتب الثروة السمكية وأى مخالفة تضبط يتم تحرير محضر ضد صحابها وضبط الشباك المخالفة والتحفظ عليها، متابعًا:" نحن لا نتهاون مع أي مخالفة أما ما يتردد عن بيع "الذريعة" فهناك مزارع سمكية مرخص لها إنتاج أسماك مزارع فهى فقط المسموح لها بشراء الذريعة السمكية وأسماك المزارع الموجوده فى الإسماعيلية بصفة عامة هى أسماك السهلية فقط" .
وأضاف أن مكتب الثروة السمكية بالمحافظة يتعرض لاتهامات ظالمة سبب تراجع الإنتاج السمكي، وأن هناك تستر على مخالفات الصيادين، مؤكدًا أنها اتهامات باطلة لا أساس لها من الصحة، قائلًا:" نحن نراعي الله فى عملنا ونقوم به بمنتهى الدقة والشفافية ولا نجامل أحدًا بدليل كمية المحاضر والمخالفات التى يتم تحريرها، لكن للأسف هناك حالات تفرج عنها النيابة وهذا خارج عملنا".