مع إعلان وزارة الصحة الشكوى المتعلقة بظهور أعراض مرضية متشابهة لدى عدد من المواطنين بقرية العليقات التابعة لمحافظة قنا، سادت حالة من القلق بشأن تشابه تلك الأعراض مع حمى الضنك وهو أمر لم تحسمه وزارة الصحة.

 وتصدرت التساؤلات على مواقع التواصل الاجتماعي، ومؤشرات محرك البحث عن حمى الضنك، وبعد تبني الشكاوى المتعلقة بظهور هذه الأعراض متشابهة لدى عدد من المواطنين، قالت وزارة الصحة إنها تتابع الموقف بحرص، وأرسلت الفرق الطبية العلاجية وللحد من ارتفاع أعداد المرضى، والترصد للمرض، قامت الفرق الطبية بأخذ العينات المرضى والعينات البيئية لتقصي حقيقة المرض.

وأوضحت الوزارة أن الأعراض المتشابهة، تمثلت في ارتفاع درجة الحرارة، وآلام في العظام، وإعياء، وتستمر من 3 إلى 5 أيام، وهي أعراض مشتركة بين كثير من الأمراض الشائعة كالبرد والإنفلونزا، والنزلات المعوية والحمى التي ينتشر الإصابة بها بالتزامن مع ارتفاع درجات حرارة الطقس، وتختفي مع الراحة ومخفضات الحرارة، وشرب السوائل.

ما هي حمى الضنك؟

وكشفت منظمة الصحة العالمية في تقريرها عن حمى الضنك، وحقائق أساسية عنها، وأعراضها وأسباب أنتشارها، ووسائل التشخيص والعلاج، ولا سيما تأثير المرض إذا انتشر على مستوى العالم.

وأوضحت الصحة العالمية أن حمى الضنك هي؛ عدى فيروسية تنتقل بين البشر عن طريق لسعات البعوض الحامل للعدوى، وهذا يشير إلى خطورة الوضع خصوصًا أن الحشرات تتكاثر بكثرة خلال درجات الحرارة العالية، وعلى رأسها البعوض.

وأظهرت الصحة العالمية تخوفًا من مرض الحمى وقالت إن على الرغم من عدم ظهور أعراض عدوى حمى الضنك في بعض الأحيان أو اعتلال أعراضها لدى بعض المصابين إلا أن حمى الضنك من الممكن أن تتسبب في حالات أكثر وخامة، وحتى الموت.

وأشارت خلال تقريرها المفصل عن المرض أن أعراضه تتمثل في ارتفاع درجة حرارة الجسم الشديدة، وآلام الجسم والعظام، والغثيان، والطفح الجلدي، وأفادت الصحة العالمية أن معظم الحالات تتحسن في غضون أسبوع إلى أسبوعين، ولكن في بعض الحالات يجب أن تنقل إلى المستشفى لأنه يمكن أن تكون الأعراض مميتة.

بسبب بعوضة ينتقل المرض

حذرت الصحة العالمية من حمى الضنك أن العدوى الفيروسية تنتقل عن طريق لسعات إناث البعوض الحامل للعدوى وهي أساس من الزاعجة المصرية، فتتغذى البعوضة على دم المصابة، ويتكاثر الفيروس في معدتها الوسطى، وتستغرق البعوضة في فترة حضانة المرض لتتمكن من نقله إلى إنسان آخر مدة ما بين 8 أيام إلى 12يومًا تقريبًا، في درجة حرارة تتراوح بين 25 و28 درجة مؤويه.

ويتأثر الفيروس بالتقلبات الحرارية والنمطية الطارئة للبيئة، م يغير من جين الفيروس ويعرضه لتقلبات واختلافات غير متوقعة، فتتغير التركيزات الأولية للفيروس، مع تغيير وقت حضانة البعوضة للفيروس لنقله، وحتى تصبح البعوضة ناقلة للعدو يمكنها أن تصبح معدية لبقية دورة حياتها.

وأعربت المنظمة العالمية عن استجابتها في دعم البلدان لتأكدي الفاشيات المندلعة، وتزويدها بالدهم والإرشاد التقني للنهوض بنظمها المعينة بالإبلاغ، والتحصيل على العبء الحقيقي من المرض، والدعم في وضع الاستراتيجيات الوقائية، ومكافحة النواقل، واستعراض عمليات الاستحداث للأدوات الجديدة، وجمع سجلات عن معدلات الإصابة على مستوى أكثر من 100 دولة، وتدبير حالات المرض العلاجية، والوقاية منها ومكافحتها.

 

أعداد إصابات حمى الضنك

وكشفت تقديرات منظمة الصحة العالمية عن ارتفاع معدلات الإصابة بحمى الضنك في جميع أنحاء العالم خلال العقود الأخيرة، حيث ارتفع عدد الحالات التي أُبلغت بها المنظمة من 430 - 505 حالة في عام 2000 إلى 5,2 مليون حالة في عام 2019، ومعظم حالات الإصابة بتلك الحمى عديمة الأعراض أو خفيفة ومدبرة العلاج ذاتياً، ويقلّ بالتالي معدل الإبلاغ عن الأعداد الفعلية لحالات الإصابة بها.

وكشفت منظنى الصحة العالمية أن ما يقرب من نصف سكان العالم معرّضون لخطر الإصابة بحمى الضنك حيث تشير التقديرات إلى حدوث نحو 100 إلى 400 مليون حالة عدوى سنوياً.

 

الوقاية من حمى الضنك

وقدمت منظمة الصحة العالمية إرشادات الوقاية من حمى الضنك، مؤكدة أنه ينشط البعوض الذي ينشر حمى الضنك أثناء النهار، ولتجنب الإصابة بالمرض والوقاية منه يجب اتباع الإرشادات الآتية:

حماية النقس من لسعات البعوض باستعمال الملابس التي تغطي أكبر جزء ممكن من الجسم والناموسيات أثناء النوما خلال النهارورش الناموسيات بمواد طاردة للحشرات، واستخدام الستائر مواد طاردة للبعوض.

وفي حال الإصابة بحمى الضنك، فمن المهم القيام بما يلي:

• خذْ قسطاً من الراحة
• اشرب كميات كافية من السوائل
• استعمِل أسيتامينوفين (باراسيتامول) للتخفيف من الألم
• تجنَّب العقاقير المضادة للالتهاب اللاستيرويدية، مثل الإيبوبروفين والأسبرين
• ارصد الأعراض الوخيمة واتصل بطبيبك في أقرب وقت ممكن إذا لاحظت أيا منها.