سلط كبار كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم الخميس الضوء على عدد من القضايا التي تهم المواطن.
فتحت عنوان "من مكة إلى المدينة"، قال الكاتب عبدالمحسن سلامة رئيس مجلس إدارة صحيفة "الأهرام" في عموده "صندوق الأفكار" إن لم تكن هجرة النبي محمد- صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى المدينة سهلة أو ميسرة، فالمسافة بينهما نحو 450 كيلومترًا، ولم تكن هناك أي وسائل حديثة للمواصلات، أو الاتصالات، كما لم يكن هناك سوى الدواب كوسيلة للسفر والترحال.
وأضاف سلامة أن القرار كان صعبا وقاسيا على النبي، لأنه يحب مكة، فهي أحب البلاد إليه، لكنه الأمر الإلهي الذي كان البداية لنصرة الإسلام، وإعلان قيام الدولة الإسلامية، وكانت الهجرة هي مفتاح النصر، بعد فترة عصيبة من الأذى والمصاعب.
وتابع الكاتب "كنت أعتقد في البداية أن المسافة بين مكة والمدينة ربما لا تزيد على بضعة كيلومترات، وظل هذا الانطباع موجودا في داخلي حتى سافرت لأداء مناسك الحج لأول مرة عام 2011، وحينها سافرت لزيارة المدينة المنورة والسلام على النبي محمد- عليه الصلاة والسلام، واستغرقت الرحلة ما يزيد على 4 ساعات بالسيارات الحديثة المجهزة.. طاف بذاكرتي وقتها كيف كانت رحلة الرسول هو وصاحبه أبوبكر الصديق- رضي الله عنه، على الراحلتين اللتين جهزهما أبوبكر للسفر، ثم اختفيا في غار ثور ومكثا فيه ثلاث ليالٍ وبعدها خرجا من الغار واتجها إلى المدينة في رحلة شاقة، وعسيرة.
وأوضح أن في رحلته الأخيرة إلى الأراضي المقدسة استغرقت المسافة من جدة إلى المدينة بالقطار أقل من ساعتين، وهو القطار الذي يربط المشاعر المقدسة، ويعمل على تقليل زمن الرحلة، ويمتاز بالنظافة، والخدمة المميزة، كما أن محطات القطار مجهزة بأعلى التجهيزات، مما يجعلها أقرب إلى المطارات منها إلى محطات القطار.
واختتم رئيس مجلس إدارة الأهرام ، مقاله قائلا إن رحلة النبي منذ خروجه من مكة في 27 صفر في العام الأول من الهجرة حتى وصل إلى المدينة استغرقت نحو 15 يوما، بما فيها فترة البقاء في غار ثور ثم الوصول إلى قباء، حتى وصل إلى المدينة المنورة في 12 ربيع الأول من العام ذاته .. إن الهجرة درس عظيم في الصبر، والمثابرة، والتخطيط، والإصرار على النجاح".
وفي عموده "طاب صباحكم" وتحت عنوان "إرادة البناء" قال عبدالرازق توفيق رئيس تحرير صحيفة "الجمهورية"، إن هناك قضايا وتحديات وأزمات ومعاناة واجهت الدولة المصرية وشعبها خلال العقود الماضية ووجدت طريقها للانتهاء والحل على مدار 9 سنوات.. بفضل نجاح الإصلاح الاقتصادي الشامل الذي أتاح لنا القدرة على الصمود في وجه تداعيات طاحنة وقاسية جراء الجوائح والأزمات والصراعات في العالم.
وأكد توفيق أن ثمار الإصلاح الاقتصادي حالت دون وقوع أزمات أو نقص أو عجز أو معاناة.. لذلك أقول لولا هذا القرار الرئاسي الشجاع والوطني الذي ارتكز على رؤية وإعلاء مصلحة الوطن.. لتعرضت مصر في مواجهة تداعيات الجوائح والأزمات لكوارث.. وهو ما يؤكد عمق الإنجاز الذي تحقق.
كما أكد أهمية إدراك قيمة التصدي للتحديات والتهديدات التي كانت تواجه الدولة المصرية خاصة قضية مثل تحدى الإرهاب الذي كان يشكل عائقاً أمام تحقيق الأمن والأمان والاستقرار والقضاء على الفوضى بل في حال استمراره كتهديد لا قدر الله- لتعطلت مسيرة البناء والتنمية وتفاقمت الأزمات والمعاناة العميقة.. لكن الدولة المصرية امتلكت إرادة القضاء على الإرهاب رغم التضحيات الجسام.
وتناول الكاتب قضية الأمن الغذائي وتحديداً قطاع الزراعة.. مشيرا إلى أنه تحقق إنجاز عظيم في توفير احتياجات المصريين من المحاصيل والسلع الغذائية، فقد تصدت الدولة لحالة الفوضى في قطاع الزراعة من تعديات على أجود الأراضي وانتشار البناء عليها واستصلاح وزراعة ملايين الأفدنة وهو الأمر الذي أدى إلى تحقيق الاكتفاء في كثير من المحاصيل والتصدير بنسب ومعدلات غير مسبوقة وصلت العام الماضي 6.5 مليون طن من المحاصيل الزراعية و 4.6 مليون طن في النصف الأول من العام الحالي.. بالإضافة إلى القدرة على التحرك في تخفيض استيراد بعض السلع الإستراتيجية مثل التوسع في الزراعات الزيتية مثل الذرة الصفراء وعباد الشمس وفول الصويا والقطن من خلال زيادة المساحات المنزرعة بهذه المحاصيل وأيضاً التوسع في زراعة البنجر لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
وأشار إلى أن الأمن الغذائي واستقراره والحفاظ على توفير احتياجات المصريين لم يكن فقط متعلقاً بالزراعة ولكن في المشروع القومي لصوامع الغلال والحبوب بطاقة 5.5 مليون طن وأيضا المستودعات الإستراتيجية للزيوت والبوتاجاز والمواد البترولية وترسيخ مبدأ الاحتفاظ بمخزون إستراتيجي لا يقل عن 6 أشهر وبالتالي لم تحدث أي مشكلة في السلع الأساسية ولم تشهد أي نقص أو عجز رغم وطأة وقسوة الأزمات والحروب والصراعات العالمية.
واختتم رئيس تحرير صحيفة "الجمهورية"، قائلا إن هناك حقيقة مهمة ربما البعض لا يذكرها وهي أن حالة البناء المصرية والمشروعات القومية العملاقة في كافة المجالات والقطاعات وحجم التغير على أرض الواقع إلى الأفضل واستشعار الناس بهذا التغير وجهود الدولة في إنهاء الأزمات والمعاناة وإيجاد حلول وإدراك طموح القيادة السياسية ووضعها المواطن على رأس الأولويات كل ذلك أدى إلى بناء وعي حقيقي لدى المصريين أسهم في ترسيخ الاستقرار المرتكز على حقائق على أرض الواقع يراها ويلمسها ويستفيد منها المواطن.
وفي عموده بدون تردد بصحيفة "الأخبار" قال الكاتب محمد بركات، إننا لا نملك غير أن نتوجه بالدعاء لله الرحمن الرحيم بأن يكون في عوننا جميعا، في مواجهة موجة الحر الحادة وشديدة الوطأة، التي نتعرض لها حاليا في هذا الصيف الملتهب بحرارته اللافحة وسخونته القاسية التي تشوي الوجوه وترهق الأجساد وتقض المضاجع، وتباعد بيننا وبين هدوء النفس وصفاء العقل.
وأضاف "بركات": أحسب أن الكل أصبح على علم ومعرفة يقينية حاليا، بأن ما نتعرض له الآن وخلال السنوات القليلة الماضية من تقلبات حادة في المناخ، وتغيرات جسيمة في الطقس، هي نتاج تلقائي وطبيعي للعبث الإنساني بالطبيعة في كل أنحاء العالم، وخاصة في الدول الصناعية الكبرى والعالم المسمى بالمتقدم على وجه الخصوص.
وأكد الكاتب أن ما تسبب فيه الإنسان من تلوث كبير للهواء والتربة والمياه، وما نتج عن هذا التلوث من احتباس حراري، وارتفاع في نسبة انبعاث الغازات الدفيئة في الجو، وزيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون بالذات في الغلاف الجوى قد أدى إلى الارتفاع الحظر في درجة حرارة الأرض، وصولا إلى زيادة معدل ذوبان الجليد في القطبين وارتفاع منسوب المياه في المحيطات والبحار.