عزا خبراء أرصاد جوية دوليون درجات الحرارة القياسية التي يعانيها عشرات ملايين الأشخاص في النصف الشمالي من الكرة الأرضية وموجة الحر الشديدة هذا الصيف إلى التغير المناخي الناتج عن حرق الوقود الأحفوري، معتبرين أن الاحتباس الحراري يلعب دوراً أساسيا في القيظ.

ولفت كبير علماء المناخ في وكالة الفضاء الأمريكية ناسا جافين شميت إلى أن العالم سيسجل شهر يوليو الحالي الأكثر حرارة في التاريخ، مشيراً إلى أن التغييرات المناخية (غير المسبوقة في جميع أنحاء العالم) لا يمكن أن تعزى فقط إلى ظاهرة (النينو) المناخية التي تلعب دوراً صغيراً في هذه الحالة.

واعتبر شميت أن ما نراه هو سخونة شاملة، في كل مكان على الأغلب ولا سيما في المحيطات، لافتاً إلى أن درجات حرارة سطح البحر حطمت منذ عدة أشهر الأرقام القياسية حتى خارج المناطق الاستوائية، ومتوقعاً أن يستمر ذلك بسبب مواصلة ضخ انبعاثات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي.

وفي الولايات المتحدة، سيعاني نحو 80 مليون شخص من درجات حرارة تتجاوز 41 درجة مئوية خلال عطلة نهاية الأسبوع، كما قالت مصلحة الأرصاد الجوية الأمريكية، متوقعة أن تسجل فينيكس عاصمة ولاية أريزونا أعلى حرارة في البلاد تصل إلى 46 درجة مئوية، بعدما تخطت الحرارة 43 درجة مئوية في المدينة لثلاثة أسابيع على التوالي.

وسجلت اليونان وعدد من دول العالم بما فيها الولايات المتحدة اليوم درجات حرارة مرتقعة تجاوزت الأربعين مئوية، وهي الأكثر سخونة على مدى الخمسين عاماً الماضية وفق خبراء أرصاد.

وفي هذا الصدد حذرت السلطات اليونانية التي تكافح عشرات حرائق الغابات، السكان من الخروج لغير الضرورة بسبب الحر الشديد والقيظ، حيث توفي رجل يبلغ من العمر 46 عاماً بضربة شمس في جزيرة إيفيا وسط اليونان بعد نقله إلى المستشفى الذي عزا الوفاة إلى فشل في الجهاز التنفسي بعد تعرضه لدرجات حرارة عالية.