السبت 18 مايو 2024

السينما «صيفى»

مقالات22-7-2023 | 22:06

هجمة شرسة تواجه العالم وتواجهنا وتجعل "محبى الصيف" فى معاناة؛ فكيف يدافعون عن حبهم وسط الموت والحرائق والمناخ القاسى الذى لايرحم أحدا؟؟ وكأن الكون يشن حربا عليهم ويدفعهم للتخلي عن هذا الحب!!! وها هو الموقف يشتد سريعا ويتحول إلى حرب "كوميكسية" شعواء أضافت المزيد من وقود السخرية اللاذع؛ ورغم كل ذلك لايزالون يواجهون ببسالة ويعترفون بالحب!!.

بالتأكيد هذا الحب ليس للكائن الذى ازدادت شراسته وتحول إلى وحش يدمر كل الكلمات اللطيفة التى قيلت عنه، أما هم فقد أحبوا الصيف السينمائي المبهج المرتبط بالإجازات والحب والأغاني والسهر، صيف "الوهم" الجميل الذى حفرت السينما صورة له؛ دمرها واقعنا "الحار"!!.

فسطوة "الصيف" على السينما المصرية واضحة مقارنةً بأي فصل وأى شىء ؛ ولم لا وقد تصدر اسمه العناوين؟؟ وكان مصدرًا لحكايات  "البنات" حتى أنها صنعت له شعارا "فى الصيف لازم نحب" لنرى قصص الحب عادة فى توقيته!! ، وكيف لا ترتبط به "الإجازة" والحب؟؟، فقد بلغت سطوته أننا تحدثنا عن "زحمته"!!!.

وأمام هذا الكم من الأفلام التى اعتمدت عليه؛ لا أدري لماذا تكتفى به السينما دون غيره من الفصول وتجعله مصدرا للحب؟؟.

ولِم العجب وفصل الربيع "بجلالة قدره" وزهوره وبهجته ورونقه لم نسمع عنه أي خبر فى العالم السينمائي، ولم يظهر جليا بمشاهده!! ، ولولا أغنية سعاد حسنى "الدنيا ربيع" فى فيلم "أميرة حبى أنا".

لم يكن له أي ذكر!!! الأكثر غرابة أن الشتاء لم يأتِ سوى بلياليه الدافئة وآخر أيامه وكأن السينما المصرية لم تهتم بشأنه ولا تريده رغم أنه المسيطر على السينما العالمية وصاحب الإجازات والاحتفالات والحب؛ وعندما أتانا "الخريف" لم يكن بمفرده بل صاحبه "السِمان والشيطان"!!.

لذلك يا محبى الصيف ابتهجوا وهللوا واذكروا "محاسن" صيفكم الذى تنوعت شواطئه السينمائية بين المرح والحب والغرام والحظ والذكريات وكذلك الاسرار !!! أما "أمواجه" فامتدت بتاريخ السينما حتى لو كانت "بلا شاطىء"!! ولا داعى للحديث عن"بحره" الذى تشعب وتنوع بين الغرام والأوهام والرسائل والضحك حتى جاءنا "صايع"!! 

فهكذا أحكمت الأذرع الصيفية سيطرتها  على السينما المصرية، ورسمته خيالا جميلا مبهجا جعلته رغم الواقع "النارى"؛ لا يزال يحتفظ بكل هذا الحب.

الاكثر قراءة