الأربعاء 18 ديسمبر 2024

تحقيقات

ذكرى 23 يوليو .. كيف نجحت الثورة البيضاء في تحقيق أهدافها .. وأهم إنجازاتها

  • 23-7-2023 | 16:14

إعلان ثورة يوليو

طباعة
  • نيرة سعيد

الحياة الملكية قبل الثورة البيضاء والسر وراء هذا الاسم

ثورة 23 يوليو التي غدت منطلقا لكل الثورات، وحققت نجاحا غير مسبوق في الذكرى الحادية والسبعين لها، تلك الثورة التي تعتبر نقطة تحول جوهرية في التاريخ المصري، ولكل ثورة أسابها و تداعيات أدت لإعتراضات من الجيش والشعب.

بعد أن تضافرت عوامل الفسدة والخونة وعانت مصر من عدم استقرار الحكم، كان لابد من وقفة لكل تلك الأزمات، فطلب الجيش من الشعب الاتحاد تحت هدف واحد ولا يسمح لأحد من الخونة بالاستمرار في أعمال التخريب، واستجاب الشعب لهذا المطلب تحت راية " الجيش للشعب.. والشعب للجيش".

ولعل أبرز أوضاع المصريين التي كانت ولابد أن تنتهى بثورة، هو استمرار تجاهل الملك فاروق للأغلبية واعتماده على الأقلية، قيام حرب فلسطين وتوريط الملك للبلاد فيها دون استعداد للهزيمة، علاوة على عدم إصدار قرار مجلس الأمن قرارا لصالح مصر بعد عرض قضية جلاء القوات البريطانية على هيئة الأمم المتحدة، سوء الحالة الإقتصادية في مصر وزيادة نسبة المعدمين، ترك الشعب يعاني بين طبقات الظلم وفقدان العدالة الإجتماعية، فضلا عن البذخ وسوء توزسع الملكية واحتكار ثروات الوطن.

لمحة عن حياة المصريين تحت سطو الإنجليز قبل الثورة البيضاء

منذ احتلال الإنجليز لمصر في عام 1882 وحتى قيام ثورة 23 يوليو 1952، كان لهم الفوز الأكبر والسيطرة الفغلية على مجريات الحياة السياسية في مصر، حيث عمل الإنجليز على القضاء على الجيش وتحجيم دور القصر وتقوية دور كبار ملاك الأراضي الزراعية إلا أن هذه السياسة  بدأت تظهر عليها أعراض التغير حين سمح لمصر بإعادة بناء جيشها ولو بقدر محدود، وثانيا حين وصل الملك إلى درجة من الاستهتار والفساد بحيث أصبح الخلاص منه ضرورة تحتمها مصلحة الإنجليز أنفسهم، وأخيرا حين أصبح أيضا كبار الملاك الزراعيين من أهم أسباب السخط والتذمر في البلاد.

السبب وراء تسمية ثورة 23 يوليو بالثورة البيضاء

وقامت الثورة على ستة مبادئ أساسية وهي القضاء على الإقطاع، والاستعمار وسيطرة رأس المال، وبناء حياة ديمقراطية سليمة ، وبناء جيش وطني، وتميزت هذه الثورة أنها كانت ثورة بيضاء لم ترق فيها الدماء، وقدمت وجوها وطنية شابة في مصر، وحظيت الثورة بتأييد شعبي جارف من ملايين الفلاحين والعمال وطبقات الشعب العاملة. 

واستطاع نجاح ثورة 23 يوليو اجبار الملك على التنازل عن العرش والرحيل عن مصر إلى إيطاليا، حيث أظهر الشعب تأييده للجيش، وخرج بجميع فئاته وطوائفه لمساندة أهداف الثورة وبذلك استمدت شرعيتها من الشعب بعد تأييده لها، لأنها تعبر عن واقعه وآماله فى تحقيق الاستقلال الحقيقي.

إنجازات ثورة 23 يوليو في كافة المجالات المحلية

تميزت ثورة يوليو بتحقيق انجازات مختلفة في كافة المجالات المحلية، على الصعيد السياسي جاءت الانجازات حول إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية، واسترداد الاستقلال والحرية من الاستعمار، توقيع اتفاقية الجلاء بعد أكثر من سبعين عاما من الاحتلال.

وجاءت الانجازات على النحو الثقافي حول إنشاء الهيئة العامة لقصور الثقافة والمراكز الثقافية مما أدى إلى تحقيق توزيع ديموقراطي للثقافة، رعاية الآثار ودعم المؤسسات الثقافية، إنشاء أكاديمية تضم المعاهد العليا للمسرح والسينما والنقد والفنون الشعبية.

استطاعت الثورة أن تطور من مستوى التعليم في مصر أضافت مجانية التعليم العام والتعليم العالي، وأنشأت مراكز البحث العلمي، واهتمت بميزانية التعليم العالي، أما من الناحية الاجتماعية، فجاءت الثورة طوق نجاه للطبقات العاملة المطحونة الذين عاشوا في الفساد وعانوا من الظلم.

 وأسفرت الثورة عن القضاء على نظام الإقطاع إنزال الملكيات الزراعية من عرشها، وأممت التجارة والصناعة التي استأثرها الأجانب، بالإضافة إلى القضاء على السيطرة الراسمالية في كلا المجالين، فضلا عن أنها قامت بتحرير الفلاح بإصدار قانون الإصلاح الزراعي، وتحررت الطبقات الإجتماعية من قيد الاحتكار.

الاكثر قراءة