قال اللواء دكتور محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن ثورة 23 يوليو 1952، واجهت العديد من التحديات سواء مؤامرات خارجية أو العدوان الثلاثي وحتى نكسة 1967، ربما هي ذات المؤامرات الخارجية التي تسلطت على مصر بعد 2011 وما تلاها من اختطاف البلاد واحتلالها بسبب قوى خارجية إقليمية تعاونت مع تنظيم الإخوان الإرهابي وتوجيه الإرهاب الداخلي الممول والمدعوم خارجيا.
وأضاف في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن ثورة 23 يوليو بدأت بالتخلص من النظام الملكي وإعلان الجمهورية، وإقرار الإصلاح الزراعي وبناء قلاع صناعية للحديد والصلب والألومنيوم والنسيج، وحتى معاهدة الجلاء وكسر احتكار السلاح وتأميم قناة السويس والصمود أمام العدوان الثلاثي وبناء السد العالي وحتى الانتصار في حرب أكتوبر المجيدة، موضحا أن مصر الآن تتشابه في نفس السيناريوهات الاستقلال الوطني والتخلص من حكم المرشد الإخواني وبدء نهضة تنموية شاملة وإجراء الإصلاح الاقتصادي وتعزيز وتنويع القدرات العسكرية ليصبح الجيش في المركز التاسع عالميا والصمود أمام الإرهاب والقضاء عليه ومواجهة تحديات إقليمية مضطربة شرقا وغربا وجنوب.
وشدد على أن مصر بعد ثورة 23 يوليو 1952 تبوأت مكانتها الريادية إقليميا ودوليا، وهو ما حدث أيضا بعد ثورة 30 يونيو 2013 حيث استعادت مصر سيادة قرارها وتبوأت مكانتها وتفرض احترام إرادتها على كل الأصعدة، فهناك تشابه في دور مصر بعد ثورة يوليو والآن في مساعدة الشعوب الإفريقية والعربية، مضيفا أن مصر في السابق ساعدت الشعوب في التحرر من الاستعمار، والآن تساند الشعوب في أفريقيا وتدعم ليبيا في حربها ضد الإرهاب والميليشيات المسلحة.
ولفت إلى أنه كما اتجه جمال عبد الناصر إلى العمق الأفريقي ودعم حركات التحرر الوطني والسعي لبناء منظمة الوحدة الأفريقية، عاد الرئيس عبدالفتاح السيسي واتجه إلى أفريقيا وكانت أول زيارة له لدولة أفريقية كما ترأست مصر الاتحاد الأفريقي واستطاعت أن تنفذ مبادرة إسكات البنادق وتنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، مشيرا إلى أن كلا الثورتين تكادا أن تكونا متشابهتين في الأهداف، في مجال الانحياز للطبقة الفقيرة والقضاء على العشوائيات والمناطق غير الآمنة، وتسكين أصحابها في مساكن مكتملة الفرش والأثاث، وفي تجمعات سكنية متكاملة المرافق من مدارس ونواد رياضية واجتماعية ووحدات صحية.
وأشار إلى أن مصر بعد 30 يونيو أيضا طبقت نظام تأمين الصحي الشامل لكل المصريين، وبرامج تكافل وكرامة، وحملة 100 مليون صحة وعلاج فيروس سي باستثمارات 120 مليار جنيه، بل ومبادرة علاج فيروس سي في الأفريقي، كما أنه تم رفع قيمة الكتلة الحيوية لمصر بحفر قناة السويس الجديدة والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس على مساحة 640 كيلو متر مربع، وإنشاء شبكة الطرق الحديثة العالمية، فأصبحت مصر في المرتبة الـ28 بدلا من 118 في تصنيف شبكة الطرق.
وأضاف أنه تم أيضا بناء المدن الجديدة والمدن الصناعية مثل مدينة الأثاث ودمياط والجلود بالروبيكي ومدينة الأدوية ومدينة الصناعات البلاستيكية بالإسكندرية ومدينة الذهب، مشيرا إلى أن العنصر الثاني وهو البشر نال الاهتمام من خلال التعليم والصحة، وكذلك تم زيادة القدرة العسكرية للجيش المصري ليحتل مرتبة متقدمة وكسر احتكار السلاح وتنويع مصادر التسليح كما فعلت ثورة يوليو.
وشدد على أن الدروس المستفادة هو أن الجيش هو الملجأ والملاذ للشعب، وأن بناء الدولة الوطنية هو الضمانة الوحيدة لتحقيق التقدم والاستقرار، وأن مستقبل الأمم لا يتحقق إلا بالتضحيات، مؤكدا أن ثورة 23 يوليو أحد أهم ثورات القرن العشرين، وحررت الشعوب من وطأة الاستعمار في مختلف الدول العربية والأفريقية والآسيوية.