أكدت ندوة مكتبة الإسكندرية بعنوان "الثقافة وبناء الإنسان: روح التسامح" أن مصر مهد ومركز التعايش والتسامح والتنوع وقبول الآخر منذ آلاف السنين وأقدم عصور التاريخ.
وأكد مدير مكتبة الإسكندرية الدكتور أحمد زايد - في افتتاح الندوة التي جاءت ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب 2023 اليوم الثلاثاء - أن قيم التسامح والتعايش والمواطنة وقبول الآخر تمثل أساس التقدم والازدهار، مشيرا إلى أهمية الندوة التي قدمتها مدير مشروع إعادة إحياء كتب التراث بمكتبة الإسكندرية الدكتورة الشيماء الدمرداش.
من جانبه أكد الدكتور نظير عياد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية أهمية الندوة التي تنظمها مكتبة الإسكندرية تمثل التاريخ والريادة والحضارة وقلعة من قلاع العلم التي تعني عبر تاريخها الطويل السمو بالإنسان التي تعني من خلال طرح جريء لقضايا هامة تبني وعي الإنسان، مشيرا إلى أن الثقافة وبناء الإنسان تثمر وتحقق وتعزز التسامح الحقيقي.
وأوضح أن الأزهر الشريف بقيادة الإمام الأكبر فضيلة الشيخ أحمد الطيب ينفذ ويقدم مشروعات علمية رائدة من أجل السنة ببناء الإنسان، مشيرا إلى أن نصوص الشرائع السماوية أكدت على مقاصد أو ضرورات كلية تعد أساس الحياة والتي تربط بين الدين والعقل والنسل والمال من أجل بناء الإنسان ورفعته من خلال التسامح الحقيقي.
وقال إن تلك الأمور تسمي البناء العلمي والبدني والمعرفي من خلال قاسم مشترك يجمع بين تلك الجوانب بما يحقق الود والتآلف والسكينة.
من جانبه أكد الدكتور محمد المحرصاوي نائب رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر أن التسامح يعد أساس بناء الحضارات و أن مصر تعد بلد الثقافة والحضارة والتعايش علي مر العصور، موضحا أهمية قيمة التعددية الفكرية التي تفيد العالم وتحقق التعايش الإيجابي والسلمي وقبول الآخر.
كما تطرق إلى أن الترابط بين التسامح وبناء الإنسان و المواطنة بما يعزز التفاهم والتعايش السلمي، لافتا إلى تنظيم الفعاليات والندوات واللقاءات المتعددة من أجل تعزيز قيم الإيجابية من أجل بناء وازدهار المجتمع..موجها الشكر إلى مكتبة الإسكندرية التي تعد منارة للعلوم والمعارف في العالم أجمع.
بدوره أكد نيافة القمص أثناسيوس فهمي راعي كنيسة السيدة مارمينا فلمنج ومدير مدرسة تيرانس للتعليم اللاهوتي والوعظ أن مصر أرض الحضارات والتسامح والتعايش وقبول الآخر منذ أقدم عصور التاريخ.
وتابع أن طبائع المصريون قوامها في الود والمحبة والمواطنة وحب وقبول الآخر فمصر تعد ملتقي التسامح والسلام والتعايش منذ آلاف السنين، موضحا أن بناء المجتمع يكون من التعايش والتعاون والود وقبول الآخر تلك القيم والمعتقدات التي تسمو بالإنسان.
وأشار إلى أن التسامح يعد مرادفا للتعامل والمعروف بما يحقق والبناء والتنمية وازدهار المجتمع فالإنسانية والاستقرار قوامها التسامح، مؤكدا أن التسامح الديني والأخلاقي والاجتماعي الذي يعد أساس العيش المشترك.
من جانبه تحدث الدكتور محمد المهدي أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر عن مكتبة الإسكندرية مشيرًا إلى أنها صرح الثقافة والعلوم والمعارف والحضارة، مؤكدًا الترابط بين الأديان وقبول الآخر.
تستمر فعاليات معرض الإسكندرية الدولي للكتاب حتي غد الأربعاء ويضم هذا العام 76 دار نشر مصرية وعربية، ويقام على هامشه برنامجًا ثقافيًا متكاملًا، يشمل مجموعة كبيرة من الفعاليات التي تتجاوز المئة فعالية، وتتنوع بين ندوات، ومحاضرات، وورش العمل، ومؤتمرات، كما تتنوع في محاورها بين: الشباب، المرأة، والطفل، والإعلام، والتاريخ والتراث، والشعر، والأدب، والكتابة بكل فنونها والتكنولوجيا، والفنون، والتنمية البشرية.