السبت 4 مايو 2024

كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على رؤية الشباب للزواج؟.. أستاذ علم نفس تجيب

الدكتورة سمية أحمد

سيدتي26-7-2023 | 09:40

فاطمة الحسيني

مع انتشار آلية الذكاء الاصطناعي بشكل كبير، وتدخله في شتى المجالات، أصبحنا نعيش حالة من الترقب والقلق خوفاً من تأثره على علاقاتنا الاجتماعية والعاطفية، خاصة فيما يخص اختيار شريك الحياة، وفشل الكثير من الزيجات على أرض الواقع، وتوقع العلماء بنجاحها من خلال ذلك الابتكار التقني بتجسيد روبوتات تحل مكان الزوج أو الزوجة...

وحول هذا الصدد نستعرض مع خبيرة نفسية، مدى التأثير النفسي للذكاء الاصطناعي على الشباب ورؤيتهم عن الزواج في المستقبل، وكيف يساهم ذلك الابتكار في ذلك؟....

ومن جهتها أكدت الدكتورة سميه احمد يوسف أستاذ علم النفس بكلية الآداب، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن الذكاء الاصطناعي هو أحد الموضوعات الهامة التي اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي بشكل كبير، وهي إحدى علوم الحاسوب وتطبيقاته في مجالات الحياة المختلفة من صحة وتعليم واقتصاد وغيره من المجالات، ولكن لكل اختراع مميزاته وجوانبه الايجابية وعيوبه السلبية، لذلك فيعد ذلك الابتكار التقني بمثابة سلاح ذو حدين.

وأضافت أستاذ علم النفس بكلية الآداب، أن التأثير الايجابي للذكاء الاصطناعي فيما يخص الجانب العاطفي والزواج، ينطوي على كيفية اختيار شريك الحياة من خلال تحليل سمات الشخصية، وذلك عندما اكتشف العلماء في بداية تطبيقات الذكاء الاصطناعي أن معدلات الطلاق في تزايد مستمر، نتيجة اختلاف العادات والتقاليد، ما جعلهم يضعون الكثير من الاختبارات والتحليلات النقدية والنفسية، كي يتمكن الشاب والفتاة من اختيار سمات شريك الحياة المناسب لهم، كي يستطيعوا تطبيق ذلك على أرض الواقع واختياره والتفاعل معه وفقاً لتلك النتائج التقنية.

وأكدت أن الأمر سار بنفس النمط لفترات، إلا أن ابتكر العلماء شيئاً أخطر وهو تجسيد الروبوتات التي تحل مكان الزوج أو الزوجة، وما أثار الأمر جدلا هو إعلان أمريكية زواجها من رجل تم صنعه باستخدام الذكاء الاصطناعي، وتأكيدها على نجاح العلاقة العاطفية والاجتماعية والتواصل بينهما، ومدى سعادتها بأن الروبوت يقوم بتلبية جميع احتياجاتها دون رفض أو تذمر مثلما تجد في الشريك الواقعي.

وأشارت أستاذ علم النفس، أن هذا الأمر يمثل خطورة نفسية كبيرة على عقلية الشباب العربي بشكل كبير، لأن التعامل مع الروبوت يفقد أبنائنا الجانب الحسي والعاطفي والروح وتصبح الحياة أكثر جمودا، حيث أنه بالرغم من أن الروبوت المبتكر بواسطة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يعد أكثر مهارة وتنفيذاً للطلبات دون نقاش، وكذلك التحدث مع الشخص ومناقشته في شتى الأمور التي يطلبها، إلا أن الأمر يصبح باهتاً والعواطف والانفعالات تبدو مصطنعه، مما يجعل الشاب أو الفتاة تعيش في عالم افتراضي لا يخطئ، ويصبحوا أشخاص انعزالية وانطوائية، فضلاً عن الاصطدام مع الواقع البشري وأخطائه، بعد الاعتياد على الآلة التي لا تخطئ، مما يزيد من حالات الإصابة بالاكتئاب والانفصام للشباب ويدمر رؤيتهم الحقيقية عن الزواج ويجعلها صورة مبهمة غير واقعية.

 

Dr.Randa
Dr.Radwa