رحل عن عالمنا اليوم الشاعر شوقي حجاب عن عمر ناهز 77 عامًا بعد صراع طويل مع المرض، مخلفًا وراءه إرثـًا من الإبداع الشعري والفني على مدار أكثر من أربعين عامـًا.
ولد شوقي حجاب في الدقهلية في 17 من أغسطس سنة،1946، لأب أزهري، وأم متعلمة محبة للقراءة والاطلاع أثرت في تكوينه الثقافي والمعرفي، وترتيبه الثالث بين أخوته وعددهم تسعة، درس الثانوية بالقاهرة، ثم التحق بمعهد الفنون المسرحية، ودرس به لمدة عام ثم تركه والتحق بالمعهد العالي للسينما.
ويعود سبب اتجاه شوقي حجاب إلى الشعر، تعلمه لعِلم العَروض -علم أوزان الأبيات- على يد أبيه، بالإضافة إلى اطلاعه على مكتبته الشخصية.
كتب سيد حجازي كلمات لكثير من المطربين، مثل "محمد منير وعمرو دياب"، ومن أعماله المُغناة:
- "يا خالي"، ومصرية، بتغني لمين" لعمرو دياب، من ألبوم غني من قلبك، الصادر سنة 1984.
- "كرشندو" لمحمد منير، من ألبوم شبابيك، الصادر سنة 1981.
- "شبك" لمحمد منير، من ألبوم بريء، الصادر سنة 1986.
- "لولي" لإيمان الطوخي، من ألبوم يا قمر يا منور، الصادر سنة 1985.
ويعد شوقي حجاب مبتكر شخصية "بُقلظ" التلفزيونية مع أخيه الشاعر الراحل سيد حجاب والإعلامية نجوى إبراهيم، وبتكر كذلك شخصية "كوكي كاك"، وشخصية "عم شكشك"، وقد كتب كلمات أغاني مخصصة للأطفال مثل أغاني مسلسل "كوكي كاك" ومسلسل"سكر وبنجر"، بالإضافة لكتابته كلمات أغنية "الكتكوت والبيضة" من فيلم "العاشقة" الصادر سنة 1980.
وقد حاز جائزة الدولة التقديرية عام 2021، بالإضافة إلى صدور ديوانين ضمن مجموعة "مُسدسات شوقي حجاب" وهما: "هيلا حب وغرام" و"ناس من زمن تاني"، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وذلك ضمن فعاليات دورة اليوبيل الذهبي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب سنة 2019.
وعن ديواني "هيلا حب وغرام" و"ناس من زمن" الصدران عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ضمن "مسدسات شوقي حجاب، كتب شوقي حجاب في مقدمته للديوانين:
"في العام الثاني عشر من هذا القرن، وقعت في غرام اختراع جديد، اسمه "الآي باد". كانت قد أهدتني إياه الست مراتي، نهلة ياسين، من باب إلهائي عن غيرها من الجميلات!!
نجحت هي في خطتها، ونجحت أنا في استكشاف عالم لوحة المفاتيح الذي أشعل قريحتي في اختراع شكل مختلف من الكتابة الشعرية المكثفة؛ كلهم كتبوا المربعات، أربع شطرات، لماذا لا استحدث أنا الشكل السداسي؟
وبمناسبة الخيالات الثورية التي كانت شائعة آنذاك؛ لماذا لا أسميها مسدسات؟
أعجبت الفكرة شقيقي الشاعر الأكبر، سيد حجاب، وشجعني، و..كبرت في نافوخي..
كتبت وكتبت.. القريحة شعللت، وبدأ النشر اليومي في الصفحة الأخيرة بجريدة اليوم السابع، ثم برنامج رمضاني يومي بصوت العرب، ثم هذه المسدسات التي بين أيديكم؛ والبقية تأتي عسى ترضون، ويفتح الله علينا جميعـًا.. والبركة في معشوقي السيد (آي باد)".
ومن أشعاره مُسدسات " ناس من زمن تاني":
أهم أمنياتي
قبل ما تخلص حياتي
أحضن مطريتي
واتملّا ف ذكرياتي
أهلي وقمري وبحيرتي
وطفولتي وأغنياتي
***
واحشاني ريحة البحر في المطريّه
والعيش وريحة الخبيز
والشاي ابو النعناع أو المرمريّه
وشكل مضغ المعيز
ونظرة اختي ابتسام
ورعشة المغربيّه
***
الفجر في بلدنا
له طعم غير الطعم
قول عشرميت مدنه
بيعملوا لك دعم
تلاقي قلبك سما
والروح تطول السما
***
الطاقه اللي مابين الموت والحريّه
اسمها شباك
عمركوا شفتوا شبابيك في قبور؟
الدنيا هناك
عند العصفور الطاير بلا سور والنور
وطفولتي في المطريّه
***
ياذكريات الرواقه
والرقة والإنسانيه
الحضن والاحتواءه
أهلي اللي في المطريه
سبعين سَنه بس لسه
مطراوي طفل الهوية
توالى المرض على "حجاب"، ففي عام 2021 أصيب بالسرطان ونقل على إثر ذلك إلى مستشفى كبري القبة، وفي مارس من العام المضي كذلك عانى "حجاب" من جلطة في المخ نقل على إثرها إلى العناية المركزة، تركةً أثرًا على بصره؛ سبب له معانة في الرؤية، وفي الأسابيع الماضية تعرض للتهابات حادة بالكلى والكبد، بالإضافة إلى تداعيات سرطان البروستاتا، أدت إلى نقله إلى إحدى المستشفيات، حتى وافته اليوم بالعناية المركزة بمستشفى زايد التخصصي.