تحتفل مصر في مثل هذا اليوم بالذكرى الـ67 لتأميم قناة السويس واستعادة مصر للمجرى الملاحي الأهم في العالم، في قرار تاريخي أعلنه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في 26 يوليو 1956 ولاقى ترحيبا كبيرا من الشعب المصري.
مرحلة ما قبل التأميم
لم يغب عن الحكومة المصرية بعد ثورة 23 يوليو 1952 أهمية قناة السويس الاقتصادية بالنسبة لمصر ودول العالم لذلك شعر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بزيادة دخول النفوذ الأجنبي الذي حملته مصر لمدة طويلة وأدرك ان هناك خطط لمد الامتياز فترة أطول وتدويل القناة فأتخذ الرئيس الراحل العزم وقرر تأميم قناة السويس.
اتخد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قرار التأميم في يوم 21 يوليو 1956 الموافق 13 ذي الحجة لعام 1375هجريا وحرص الرئيس علي تحقيق السرية التامة ثم المفاجأة لذلك لم يصرح بقرار تأميم قناة السويس إلا عند استدعاء المهندس محمود يونس رئيس الهيئة العامة للبترول في ذلك الوقت.
في يوم 24 يوليو 1956 توجه إلي مقر مجلس الوزراء وأبلغه بصرامه وعزم علي تأميم قناة السويس وانه سيعلن قرار بذلك مساء 26 يوليو وأمهله 55 ساعة لتنفيذ عملية تأميم القناة.
وفاجأ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر العالم في مساء يوم 26 يوليو 1956 في الإسكندرية بإعلان مصر بتأميم قناة السويس نهائيا في واحد من أشهر خطباتة عندما أنهاه بالأتي (والان وانا اتكلم إليكم يتجه أخوة لكم من أبناء مصر ليديروا شركة القناة ويقوموا بعمل شركة القناة الآن يستلموا شركة القناة شركة القناة المصرية مش شركة القناة الأجنبية قاموا دلوقتي ليستلموا شركة القناة ومرافق شركة القناة ويديرو الملاحة في القناة، لقناة اللي بتقع في أرض مصر وبتخترق ارض مصر واللي هي جزء من مصر واللي هي ملك مصر ).
ونص قرار التأميم على أن (تؤمم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية ، وينتقل إلى الدولة جميع ما لها من أموال وحقوق وما عليها من التزامات، وتحل جميع الهيئات واللجان القائمة حالياً على إداراتها، ويعوض المساهمون وحملة حصص التأسيس عما يملكونه من أسهم وحصص بقيمتها، ، ويتم دفع هذا التعويض بعد إتمام استلام الدولة لجميع أموال وممتلكات الشركة المؤممة ويتولي إدارة مرفق المرور بقناة السويس مرفق عام ملك للدولة ، هيئة مستقلة تكون لها شخصية وتلحق بوزارة التجارة، ويصدر بتشكيل هذه الهيئة قرار من رئيس الجمهورية، ويكون لها - فى سبيل إدارة المرفق ).
مرحلة ما بعد التأميم
بعد إعلان قرار التأميم تعرضت مصر لهجمة استعمارية شديدة وبدأت بمحاولة إفشال العمل بقناة السويس وذلك عن طريق انسحاب المرشدين والفنيين الأجانب الذين يعملون في قناة السويس لتعطيل الملاحة وعرقلة العمل ثم إحراج الدولة المصرية بعدم قدرة أبنائها علي إدارة القناة إلا أن أثبتت مصر العكس وتحول الأمر إلى ملحمة بطولية حيث استطاعت مصر إدارة قناة السويس بفضل الإرادة المصرية التي كانت أعدت العدة لذلك فعززت جهاز الإرشاد بعناصر جديدة من البحرية المصرية.
حركة الملاحة في قناة السويس
وصرح الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، أن إحصائيات الملاحة في قناة السويس سجلت منذ التأميم في 26 يوليو 1956 وحتي يومنا هذا عبور ما يقارب من مليون و71 ألف سفينة بأجمالي حصولات صافية تصل إلي 31 مليار و566 مليون طن، لتعكس الأهمية التي تتمتع بها قناة السويس وعلي مدار 67 عام تمكنت قناة السويس من تحقيق إيرادات ضحمة تصل إلي حوالي 143 مليار و864 مليون دولار إلي الخزانة العامة المصرية لتظل إلي الأن واحدة من أهم موارد النقد الأجنبي للخزانة المصرية.