مع بداية إجازة الصيف وتفرغ أولادنا للقراءة العامة أو الدردشة مع الأصدقاء والأهل، أعلنت الصفحة الرسمية لوحدة الحوار التابعة لدار الإفتاء المصرية على فيسبوك، أنها ستتلقى الأسئلة وخاصة من بناتنا فى مرحلة المراهقة عن الدين وعلاقته بإدارة حياتنا.

وفي ذات السياق، تلقت الوحدة اليوم، تساؤل حول سبب فرض الحجاب على الإناث دون الذكور؟ وهل هذا فيه انتقاص من قدر الفتاة كما هو شائع لدى بعض الأوساط؟

وجاءت إجابة وحدة الحوار كالآتي: 

قالت الوحدة: "هذا السؤال نابع من مجموعة من المفاهيم المغلوطة عن الحجاب في مجتمعنا ومن الترويج لفكرة تقييد حرية البنت أو الفتاة في الإسلام بعد البلوغ.. فمثلا نجد أن الشاب أو الولد ممكن يخرج بملابس لا تغطي جسده بالكامل مثل (الشورت والتيشيرت) في حين أن البنت غير مسموح لها بالخروج بهذه الصورة.. فأصبح عندها إحساس بالتفرقة وأنه حتى الدين بيتدخل في مظهر الأنثى ويمنعها من حرية التحكم في شكلها وملابسها!"، "ولكن هذا المستوى السطحي لتحليل الأمور وإحالتها على ملف "الدين ظلم البنت" حتى في ملابسها!، لكن الحقيقة ببساطة هي أنه ربنا سبحانه وتعالى أمر الناس كلهم (رجال ونساء) بستر أجسادهم عامة وستر العورة خاصة.. وقال سبحانه وتعالى: "يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا" (سورة الأعراف: 26)"

وأضافت: "والخطاب هنا للإنسان عامة.. وأنه ربنا كان بيخاطب المشركين لما كانوا بيطوفوا حول البيت عرايا.. بأنه أنعم على الإنسان ورزقه نعمة الستر بالملابس اللي بتغطي عورتهم.. وكلمة سوءة هنا معناها العورة.. وهي الأجزاء الخاصة من جسد الإنسان "ذكر وأنثى" اللي لا يحق لأي شخص أنه يطلع عليها ولو انكشفت تسيء إلى الشخص"، " ومن هنا ربنا سبحانه وتعالى بدأ يحدد لنا الحدود اللي ينفع الرجل يظهرها من جسده وكذلك المرأة..فعرفنا من القرآن ومن كلام سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام أنه البنت والولد أول لما يتركوا مرحلة الطفولة ويبدأوا في مرحلة الشباب بعد البلوغ (وهو بداية الحيض عند البنت والاحتلام عند الولد) أنه العورة دي بتختلف من جسد البنت إلى جسد الولد.. لكن هما الاتنين مأمورين بسترها عن العيون".

وتابعت: "عرفنا أنه الولد عورته من السرة إلى الركبة.. يعني حتى لو ارتدى الشورت زي ما قلتِ يا سندس لازم يغطي الفخذ.. وعرفنا أنه البنت مأمورة أنها تغطي جسدها كله ما عدا وجهها وكفيها،لكن الجميل مع البنت أنه مفيش شكل محدد للزي.. إنما لازم يغطي جسمها بشكل هي تحبه بحسب ما هو سائد في مجتمعها أو المعروف باسم الموضة أو الفاشون".

كما أشارت إلى: "المهم أنه يكون ساتر ومش شفاف ولا ملتصق بجسدها لدرجة تفصل الجسد.. وسيدنا النبي عليه الصلاة والسلام قال للسيدة أسماء بنت أبي بكر: "يا أسماء إذا بلغت المرأة المحيض لا يُرى منها إلا هذا وذاك، وأشار إلى وجهه وكفيه"، "يا ترى قالها الكلام ده علشان هي عنصر غير مرغوب في وجوده في المجتمع؟ أبدًا.. ولكن لأنها عنصر فاعل في المجتمع ودورها أساسي في المشاركة في الحياة العامة.. لذلك التزامها بأمر الحجاب هو عبادة تثاب عليها زي الصلاة والصيام والزكاة والحج والعمرة.. اللي كلها عبادات وفرائض واجبة على البنت بعد البلوغ"، "كذلك الولد.. لو كشف عورته أو الأجزاء المطلوب منه يسترها يكون آثم وربنا يحاسبه.. إذن لا يوجد تفريق لا في الثواب ولا في العقاب".