الأربعاء 8 مايو 2024

«الأعلى للثقافة» يقدم أمسية في محبة الراحلين

المجلس الأعلى للثقافة

ثقافة27-7-2023 | 12:40

همت مصطفى

أقام المجلس الأعلى للثقافة أمسية تأبينيه بعنوان: «أمسية في محبة الراحلين الدكتور عبد الرحيم الكردي، والدكتور محمد حمدي إبراهيم»، ونظمتها لجنة الدراسات الأدبية واللغوية والنقدية بالتعاون مع لجنة الترجمة بالمجلس.

وشارك في الأمسية وأدارها الدكتور هشام عزمي؛ الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، وذلك مساء أمس الأربعاء الموافق 26 من شهر يوليو الجاري بقاعة المجلس الأعلى للثقافة، وشارك في الأمسية كل من: الدكتور أحمد درويش؛ أستاذ النقد والأدب المقارن بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، والدكتور أنور مغيث؛ أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة حلوان، والدكتورة جهاد محمود؛ أستاذ مساعد الأدب المقارن والنقد بكلية الألسن جامعة عين شمس، والدكتور سيد رشاد؛ أستاذ مساعد بقسم اللغات الإفريقية بكلية الدراسات الإفريقية العليا جامعة القاهرة، والدكتور شريف الجيار أستاذ النقد الأدبي بجامعة بنى سويف، والدكتور عادل النحاس؛ أستاذ الدراسات اليونانية واللاتينية بكلية الآداب جامعة القاهرة، والدكتور محمود الضبع؛ أستاذ النقد الأدبي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة قناة السويس، والدكتورة نانسي إبراهيم؛ المدرس بكلية الآداب بجامعة قناة السويس، والدكتور هشام درويش رئيس قسم اللغة اليونانية الحديثة بجامعة القاهرة؛ بجانب مشاركة من أسرتي الراحلين: الدكتورة نجاة عبد الرحيم الكردي، والأستاذ إيهاب محمد حمدي إبراهيم

 

 ,تحدث الدكتور هشام عزمي قائلًا: "نلتقي اليوم في محبة عالمين جليلين وأستاذين مرموقين، اجتمعت فيهما العديد من الخصال الحميدة، والصفاتِ الأصيلة، وقدر عالٍ من الود والإنسانية والأخلاق الرفيعة. كما جمعت بينهما هذه القاعة في مناسبات وفعاليات كثيرة نظمتها لجان المجلس الأعلى للثقافة والتي شرفت برئاستهما لها وعضويتهما فيها لسنوات عديدة، وتشاء إرادة المولى جل في علاه، أن نفقدهما معًا في عام واحد، بل وبفارق زمني لا يزيد عن الأشهر الثلاثة، نعم نجتمع اليوم لنحتفي بالأستاذين الكريمين الأستاذ الدكتور محمد حمدي إبراهيم والأستاذ الدكتور محمد عبد الرحيم الكردي، اللذان مثَّلا علامتين بارزتين في مجال الدراسات الكلاسيكية والدراسات الأدبية والنقدية على الترتيب. في أمسية تحمل عنوان: (في محبة الراحلين)، شخصيتان متفردتان احتلتا مكانة خاصةً في الثقافة المصرية والعربية، ولم يكن هذا التفرد بالتأكيد محض مصادفة، بل كان نتاجًا لمشوار طويل من العمل الدؤوب والجهد المخلص والفكر الجاد المستنير».   

وأضاف الدكتور هشام عزمي قائلا: "لقد أتاحت لي الظروف التعرف عن قرب على الأستاذ الدكتور محمد حمدي إبراهيم، فما زلت أذكرُ تلك السنوات البعيدة في ثمانينيات القرن الماضي، وكنت حينها أخطو خطواتي الأولى على الدرب الأكاديمي مُعيدًا صغيرًا في جامعة القاهرة العتيدة، وكانت كلية الآداب تضم بين جنباتها أسماء رنانة وقامات سامقة في أقسامها العلمية المختلفة».

واستطرد قائلًا: «شرفت بالعمل تحت قيادته بصورة مباشرة حينما كان عميدًا لكلية الآداب في منتصف التسعينيات، ثم بعدها: نائبا لرئيس جامعة القاهرة، وفى كل منصب من هذه المناصب كان له بصمة وأثر؛ فلقد جمع ما بين التميز العلمي والحنكة الإدارية، وتمر سنوات عديدة عملت فيها خارج مصر، ثم عدت لأشرُف بزمالة الأستاذ الجليل في اجتماعات مجلس الكلية، التي كان حضوره فيها طاغيًا. وكانت أراءه السديدة تلقى دوما قدرًا كبيرًا من التقدير والاحترام، كما كان لها أثر كبير في صياغة القرارات التي يخرج بها المجلس، كما كانت تجمعني بالأستاذ الكبير لقاءات دورية تتميز بكل الود والاحترام، وقبلهما قمة التواضع ونبل الأخلاق، وتلقيت من خلالها دعوات كريمة متكررة للمشاركة في ندوات لجنة الترجمة باتحاد الكتاب، التي كان يرأسها، أما الأستاذ الدكتور عبد الرحيم الكردي؛ فلقد شرفت بمعرفته بصفة شخصية بعد أن توليت أمانة المجلس الأعلى للثقافة، لكنني كنت مدركًا لإسهاماته العلمية في مجالات الأدب والنقد، بجانب إنجازاته الإدارية في جامعة قناة السويس، رئيسًا للقسم وعميدًا ومديرًا لمركز اللغة العربية بها. جمعتني بالفقيد الكريم مناسبات ثقافية عدة نظمها وشارك فيها باعتباره مقررًا للجنة الدراسات الأدبية بالمجلس الأعلى للثقافة، والتي كان دائمًا ما يُثريها بنقاشات وحوارات عميقة تتفق مع خبراته العلمية الممتدة لعقود».

وأضاف: "من مفارقات القدر أن تكون الفعالية الأخيرة التي يُشارك بها الراحل العظيم هي احتفالية تأبين الأستاذ الدكتور محمد عناني، التي نظمها المركز القومي للترجمة بالشراكة مع المجلس الأعلى للثقافة في فبراير الماضي، لتكون هذه الفعالية ذاتها شاهدة على رحيله، وربما كانت أقسى اللحظات التي مررتُ بها في حياتي هي تلك اللحظة التي وافى الأستاذ فيها الأجلُ المحتوم، بينما كان يُلقى أبياتًا من الشعر كتبها الدكتور عناني، ليعيد قراءة البيت مرتين، ثم يتوقف لتأتى النهاية، وأنا جالس على بعد أمتار قليلة من هذا المشهد المؤلم، وعلى الرغم من قسوة تلك اللحظة؛ فلقد كانت خيرُ شاهد على إصرار الراحل الكبير على أن يمتد عطاؤه العلمي إلى اللحظات الأخيرة في حيات، ولقد كان من المنطقي أن تلقى إنجازات الراحلين الكبيرين عظيم التقدير، وأن تحظى بالعديد من التكريمات من أهم المؤسسات الثقافية داخل مصر وخارجها، تقديرا لدورهما ومُنجزهما الفكري، لكي تُتوج تلك المسيرة الحافلة بحصولهما على أرفع جائزة تمنحها الدولة المصرية لمثقفيها ومبدعيها، وهي جائزة الدولة التقديرية في الآداب".

وفى مختتم حديثه قال: «ربما يكون الجسد قد رحل، لكن اسمي محمد حمدي إبراهيم وعبد الرحيم الكردي سيظلان باقيين في قلوب كل من عاصرهما أو زاملهما، أو نهل من علمهما أو أفاد من مشروعهما الثقافي، وهم كثر، وما قدماه هما أيضا كثير».

وقد حرص سائر المتحدثون على استحضار ما جمعهم مع الراحلين المحتفى بهما من مواقف إنسانية، كما أكدوا أهمية ما تركه كلاهما من مؤلفات وقيمة منجزاتهما الاستثنائية التي ستبقي، لتؤكد حضورهما اليوم وفى المستقبل بلا شك.

جانب من اللقاء

Egypt Air