يعد الحب والمودة هو الأساس الذي يضمن بقاء العلاقات الاجتماعية والأسرية بين العائلات، ولكن قد تكون هناك بعض الخلافات التي تشوب بين أفراد العائلة بسبب زوجات الأخوة، أو ما يسموا "السلايف"، والتي قد تصل بهم حدة المشادات والصراعات إلي خسارة الجميع وتدمير البيوت.
ولذلك نوضح في السطور التالية أهم أسباب الغيرة بين السلايف، وكيفية التصدي والتعامل بحكمة دون تفكك الأخوة وإشعال العداوة بينهما وقطع روابط الأرحام بين الأبناء وبعضهم.
تقول الدكتورة منار عبد الفتاح استشاري الصحة النفسية، إن مشكلة السلايف مازالت حتى الآن موجودة في المجتمع المصري، والتي تهدد استقرار الأسرة وتقطع الأرحام، وقد تزداد بشكل ملحوظ في القرى والأرياف عن المدن، وذلك بحكم السكن في بيت عائلي كبير وليس منفصل، مما يجعل الاحتكاك يتم بشكل أكبر، ولكن بشكل عام هناك أسباب واضحة ومحددة للغيرة بين السلايف، والتي من أهمها:
- الاختلاف فى المستوى الاجتماعي والتعليمي بين زوجات الأخوة، الأمر الذي يجعل من أقل علما تشعر بالنقص والغيرة، وتقوم بافتعال المشاكل.
- تمييز الحموات لبعض زوجات أبنائهم عن الأخريات، مما يزيد من الكراهية بينهما، وفكرة اقتراب أحداهما من الحماة أو من شقيقة الزوج عن الأخرى، خاصة مع زوجة الابن الأكبر.
- المقارنة الدائمة بين السلايف دون النظر لضرورة وجود اختلافات سواء فى الشكل أو العمر، أو مقارنة المعيشة أو معاملة الزوج أو المستوى الاجتماعي بينها وبين الأخرى، وأيضا الإنجاب والأطفال، مما يجعل الأقل منهما فى أي من الأبعاد السابقة تكون صاحبة المشاعر الأسوأ للأخرى.
- عقد الزوج مقارنة بين زوجته وزوجة أخيه، مما يشعل نار الغيرة والحقد من الأولى على الثانية.
وأضافت استشاري الصحة النفسية، أنه هناك علامات تدل على غيرة السلايف وحقدها على بعضها، وهي:
- إبداء بعض التعليقات السلبية عن الأخرى، أمام باقي أقراد الأسرة لتبدو مسيطرة ومتحكمة.
- عقد المقارنات بين أولادها وأبناء أعمامهم، سواء في المستوى الدراسي أو الاجتماعي، وتعمد فصلهم عنهم وعدم تجمعهم.
- الشماتة والتلذذ بمأساة سلفتها، وعدم التعاطف معها، وتعمد النميمة والثرثرة عليها.
- نقل بعض الكلمات السلبية الغير حقيقية عن إحدى السلايف، للحماه أو للزوج، من أجل إشعال الفتن والخلافات بينهما.
- تعمد سلفتك الغيورة لتوليد شعور سلبي لديك، بأنك لا تستحقين ما أنت به من مكانة جيدة أو نجاح ما أو عائلة مثالية.
- تضخيم المشاكل البسيطة وإشعال الخلافات بين الأخوات وبعضهما، لدرجة تصل لقطع العلاقات بينهما.
ونصحت عبد الفتاح ، النساء وخاصة اللاتي يقيمن في بيت عائلة وليس منفصل، بضرورة إتباع تلك القواعد مع السلايف من أجل العيش بسلام ودون قطع الأرحام بين الأخوة وبعضهم:
- لا تتغيري حتى ترضي سلفتك التي تنتقدك، واعلمي أن طريقتها نابعة من غيره، تستطيعين تجنب آثارها بقليل من التجاهل.
- لابد من وضع الحدود مع سلفتك الغيورة، مع إبقاء الاحترام المتبادل بينكما.
- ضرورة الاتفاق مع الزوج حول محددات العلاقة بينك وبين أهله، وبين سلفتك لمعرفة المسموح والممنوع في التعامل.
- عند شعورك بالضيق والإحراج جراء معاملة سلفتك الغيورة، خاصة أثناء تجمع أفراد العائلة الآخرين، يمكنك الانسحاب وتقديم أي عذر للمغادرة.
- لا تفقدي ثقتك بنفسك، أو تجعلي كلام سلفتك عنك، يؤثر على علاقتك مع الحماة، أو على شخصيتك.
- حاولي أن تفصلي الأولاد عن محيط المشاكل، وتجعليهم على علاقة وطيدة وطيبة مع أبناء أعمامهم.
- يفضل زيارة سلفتك الغيورة والتحدث معها في المناسبات والمواقف الاجتماعية للضرورة فقط، من أجل صلة الأرحام، ولتجنب حدوث مضايقات بينكما، ولكن إذا زاد الأمر عن حده فيجب اتخاذ موقف حاسم.