الإثنين 29 ابريل 2024

فى نشأة الجامعة المصرية "الجلسة التاريخية الثانية"

مقالات27-7-2023 | 14:07

فى مقالين سابقين تحدثت عن مقدمة كتاب  "الأمير أحمد فؤاد ونشأة الجامعة المصرية" والبدايات الأولى لاجتماعات نخبة المصريين التواقين أن يكون لديهم جامعة مصرية فقاموا بفتح اكتتابات لهم بالصحف وتباروا فيمن يدفع أكثر، كما شاركت الصحف المصرية فى تبيان أهمية إنشاء جامعة فى ذلك الوقت، وقد جاء إعلان الدعوة للاكتتاب بمثابة تأكيد على الأمة المصرية من معدن كريم، لا تحجك عن تلبية نداء الوطن اذا جد الجد.

وفى مقال اليوم أتحدث عن الجلسة التاريخية الثانية والتى عقدت فى منزل حسن بك جمجوم بالعباسية يوم الجمعة الموافق 30 نوفمبر 1906 بغرض النظر فى انتحاب الرئيس وأعضاء اللجنة النهائية وحضرها العديد من رجالات مصر فى ذلك الوقت على رأسهم سعد زغلول، قاسم أمين، محمد فريد، حنفى ناصف، حسن جمجوم وعدد آخر من أغنياء وكبارات مصر.

وفى مقال اليوم اتحدث عن الجلسة التاريخية الثانية والتى عقدت فى منزل حسن بك جمجوم بالعباسية يوم الجمعة الموافق 30 نوفمبر 1906 بغرض النظر فى انتحاب الرئيس وأعضاء اللجنة النهائية وحضرها العديد من رجالات مصر فى ذلك الوقت على رأسهم سعد زغلول، قاسم امين، محمد فريد، حنفى ناصف، حسن جمجوم وعدد آخر من اغنياء وكبارات مصر.

 وبدأت الجلسة بكلمة من سعد زغلول الذى قدم اعتذاره عن رئاسة اللجنة بعد تقلده وزارة المعارف والتى تمنعه ان يكون عضوا فى مشروع الجامعة المصرية، ولكنه اكد ان سيقوم بمساعدة المشروع بكل ما تصل استطاعته. آلت الرياسة بعده الى واحدا من زعماء الفكر وهو قاسم امين الذى تحدث عن أهمية وضع أولوية لعملية الاكتتاب عن اختيار رئيسا للجنة، بالرغم من أنه قام بمحاولات مع احد امراء العائلة الخديوية لشرح غاية الجامعة وأهدافها، كما طلب من الحكومة مد يد المساعدة وتأكد أن الحكومة تنظر بعين الرضا للأمر، وتستحسن الفكرة. ودعا قاسم امين المجتمعون الى بذل الجهد فى جمع الاكتتابات من جميع انحاء القطر، وأن علينا ان نتبصر امرنا، وأن نثابر فى العمل بدون فتور ولا ملل. كان قاسم امين يرى ان الرياسة اذا ما تقلدها شخص له مقام رفيع واحترام عظيم فى نفوس الامة  قد يكسب الجامعة نفوذا عظيما ويقيم لها وزنا. اسفر الاجتماع فى انتخاب سرى اختيار لجنة دائمة وتم تسمية خمسة عشر عضوا هم بترتيب الأصوات: قاسم امين، محمد بك فريد، حسن السيوفى، حسن جمجوم، حفنى ناصف، مرقس حنا، مصطفى خليل، محمود الشيشينى،محمد بهجت، حسن سعيد، محمد عثمان اباظة، مصطفى الغمراوى، خالد سعيد، محمود حسيب وعلى فهمى المحامى. ثم تم انتخاب ثلاثة منهم: قاسم امين نائبا للرئيس، محمد فريد سكرتيرا، وحسن السيوفى امينا للصندوق.

وفى العاشر من ديسمبر 1906 عقدت الجلسة الثالثة فى منزل محمد عثمان اباظة حيث قررت تكوين لجان فرعية فى العاصمة والاقاليم وتعميم دعوة الاكتتاب. وتقرر ايداع ما يجمع من المال بالبنك الألماني الشرقي بفائدة 4% ومساعدة من البنك بمقدار 1.5% بحيث تستفيد الجامعة منه بنسبة 5.5% . وتم دعوة الجمعية للاجتماع فى الخامس من يناير 1907 بنادى المدارس العليا، وفى هذا الاجتماع تم زيادة عدد الأعضاء الى 25 عضوا، ومن اشهر من تم انتخابهم د. محمد علوى، يوسف صديق، حسين باشا رشدى، يعقوب ارتين، ابراهيم نجيب، مسيو ماسبيرو، واحمد زكى سكرتير مجلس النظار. وفى جلسة 19 يناير 1907 تم ابلاغ اللجنة بموافقة الجناب العالي الخديوي بجعل اللجنة تحت رعاية رعايته وان يكون سمو ولى العهد الأمير احمد فؤاد رئيس شرف لها. كان ذلك الامر ايذانا بخروج فكرة الجامعة من حيز الفكر الى حيز التنفيذ ومن حيز الحلم لحيز الحقيقة. وقد كتب قاسم امين لسمو الأمير احمد فؤاد  كتابا مهما وتم الرد عليه.

وفى يوم الجمعة 31 يناير 1908 اجتمعت الجمعية العمومية برياسة قاسم أمين الذى ابلغ المجتمعون بمقابلته مع دولة البرنس احمد فؤاد باشا وخابره فى رياسة الجامعة فقبل ذلك بمحبة. وكان تم تشكيل لجنة فنية لوضع مشروع أساسي لتنفيذ مشروع الجامعة،  لها ان تستعين بمن تريد من الاختصاصيين على أن يكون تشكيلها من:

وقد اجتمعت اللجنة للمرة الأولى بسراي الأمير احمد فؤاد باشا فى 12 مارس 1908 وتفاوضت بشأن الوسائل الى تنجز بها المهمة فى اقرب وقت، وتم الاتفاق على البدء بالإرساليات والتدريس.

بتولى الأمير احمد فؤاد باشا رئاسة هذا المشروع المبارك، ينتهى عهد التفكير، ويبدأ عهد العمل الجدى المثمر، حيث أخذ الامر على عاتقه وتعهده بالرعاية والتأييد ليخرج الى حيز الوجود مشروعا جليلا نافعا.

وفى المقال القادم نتحدث عن تلك الحفلة الكبرى التي دعي اليها واحدا من كبار اغنياء مصر وهو حسن بك زايد بعزبة سراوة منوفية وحضرها اعيان مصر وعلى رأسهم الأمير احمد فؤاد باشا ونشرت عنه جريدة المؤيد فى عددها 18 ابريل 1908 وعن تبرعه بخمسين فدان من اجود أراضية كوقف للجامعة الناشئة...!

Dr.Randa
Dr.Radwa