الإثنين 27 مايو 2024

تونس: انعقاد القمة الروسية- الإفريقية يأتي في ظرف دولي دقيق ومليء بالتحديات

وزير الشؤون الخارجيّة والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمّار

عرب وعالم28-7-2023 | 20:39

أكد وزير الشؤون الخارجيّة والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمّار أن انعقاد القمة الروسية الإفريقية في هذا الظرف الدولي الدقيق والمليء بالتحديات، يعد انتصارا لروح التعاون والتضامن بين البلدان الإفريقية والفيدرالية الروسية، التي تجمعنا بها علاقات تاريخية وتضامنية وطيدة.

وقال عمار– في كلمة تونس التي ألقاها بمناسبة انعقاد القمة الثانية الروسية الإفريقية بسان بطرسبورج بحسب بيان للخارجية - إن تونس الفخورة بعمق انتمائها الإفريقي ومساهمتها الفعّالة عبر التاريخ في رفع التحديات التي تواجهها القارة في جميع المجالات، تأمل أن تعزز هذه القمة أواصر التضامن والتآزر بين إفريقيا وروسيا، لما فيه خير الشعوب.

وأضاف أن القمة توفر لنا الإطار المناسب ليس فقط للتفكير في التقدم المحرز منذ القمة الأولى بسوتشي في أكتوبر 2019، ولكن لتعزيز نموذج شراكتنا الاستراتيجية وتحديد اتجاهات هيكلته للسنوات القادمة بما يتماشى مع أولوياتنا وحاجياتنا.

وأوضح أن التّحدّيات غير المسبوقة التي يطرحها الوضع العالمي الراهن تقتضي منّا آليات جديدة تستخلص كل العبر من نقائص التجارب السابقة خاصة على مستوى النظام الدولي المالي والتجاري والاقتصادي. 

وأشار إلى أن خطة العمل المعتمدة خلال هذه القمة تعتبر لبنة جديدة في إطار تعزيز التعاون والشراكة بين الفدرالية الروسية والقارة الإفريقية، وتنصهر هذه الخطة في تقديرنا في صميم الأجندة التنموية الإفريقية لسنة 2063، فهي خارطة طريق عملية وشاملة تهدف إلى تكثيف علاقاتنا. 

وقال إن إفريقيا، الغنية بمواردها البشرية و الطبيعية والتي أصبحت منذ عقود محط أنظار كل القوى العالمية والإقليمية في العالم، تتطلع لبناء شراكات من شأنها المساعدة على دعم مقوّمات التنمية الشاملة في بلدانها وتحقيق مقدرات العيش الكريم لأبنائها. 

وأوضح أن الأولويات تتمثل في تشجيع بناء القدرات وتكوين الكفاءات والتعليم ونقل التكنولوجيا وتفعيل التعاون في مجالات الصحة والرعاية الصحية، فضلا عن تأمين الحاجات الغذائية للقارة، خاصة في ظل الأزمة الروسية الأوكرانية و تداعياتها.

وقال إن استدامة شراكتنا وقدرتها على الصمود بشكل كبير تعتمد على قدرتها على تحديد الاستجابات الملائمة لتحديات مشتركة.

وثمن الوزير مختلف المشاريع والمبادرات الواردة في خطة العمل الروسية الإفريقية، مقترحا التفكير في وضع آليات تمويل مناسبة لتجسيمها على أرض الواقع وذلك من خلال مساهمات مختلف الأطراف الراغبة والقادرة على ذلك.

ودعا الجانب الروسي من أجل مزيد إيلاء العناية اللازمة لدفع نسق المبادلات التجارية والاستثمارات الروسية في إفريقيا في مجالات الزراعة والصناعة والطاقات المتجددة وغيرها من المجالات، مقترحا النظر في إيجاد أطر دائمة ومؤسساتية للحوار والتعاون بين المجموعة الإفريقية والتكتلات الإقليمية الأخرى التي تلعب فيها روسيا دورا محوريا مثل المجموعة الأوراسية ومنظمة شنغهاي للتعاون وكذلك مجموعة بريكس.

وأكد مساندة تونس للمبادرة الافريقية لحل الخلاف الروسي الأوكراني، داعيا مجدّدا إلى توخي الحوار والى انتهاج فض النزاعات بالطرق السلمية كمخرج للأزمات.

وأكد أن روسيا وأفريقيا يشكلان لوحدهما قطبين اقتصاديين هامين في عالمنا اليوم يزخران بإمكانيات وموارد ضخمة لم يتم إلى الآن استغلالها بالطريقة المثلى، معربا عن أمنياته بأن يشكل هذا اللقاء فرصة متجدّدة تمكن من تحقيق شراكة شاملة وفاعلة تضمن لشعوبنا مزيدا من النمو والازدهار.