وكأنه أحد مشاهد فيلم الكارتون الشهير "الأميرة النائمة"، عادت دودة مستديرة إلى الحياة بعد 46 ألف عام "من نومها" في التربة الصقيعية في سيبيريا.
ونبّهت الدودة التي عاشت مع الماموث الصوفي أواخر العصر الجليدي، العلماء إلى إمكانية الاستفادة منها في تطوير استراتيجيات مواجهة الاحتباس الحراري.
هذا الاكتشاف المذهل، الذي نُشر مضمونه في مجلة PLOS Genetics، علّق عليه كبير معدي الدراسة والأستاذ الفخري في معهد ماكس بلانك لبيولوجيا الخلايا الجزيئية وعلم الوراثة البروفيسور تيموراس كورتشاليا، قائلًا: "تشبه قصة الأميرة النائمة، لكن هذه الدودة المستديرة نامت لفترة أطول بكثير".
وبحسب ما نقلته صحيفة إكسبرس، تدخل بعض الديدان الخيطية والكائنات المائية الدقيقة المعروفة باسم الروتيفير في حالة "سبات عميق" تعرف علميًا بـ " "الكريبتوبيوس" cryptobiosis، لكن العلماء كانوا يخمنون أنها لا تستطيع "النوم" لفترة تتعدى 40 عامًا.
وأثبت العلماء في تجربة علمية جديدة على هذه الدودة المنقرضة التي تسمى Panagrolaimus kolymaensis، أنها يمكن أن تستيقظ بعد 46 ألف عام من تجمدها، وخلال الدراسة التي أجراها خبراء في معهد ماكس بلانك الألماني، تم إحياء هذه الدودة التي تجمدت في التربة الصقيعية في سيبيريا على عمق 40 مترًا تحت السطح.
وهي ليست المرة الأولى التي يتم التوصل فيها لهذا الاكتشاف، فقد استطاع علماء من روسيا عام 2018 إعادة إحياء دودة خيطية من جنس Plectus، كانت متجمدة أيضًا في سيبيريا، ورجحو أنها دخلت في سبات عميق لنحو 42000 عام.
وفي العصر الحالي، تستخدم بعض أنواع الديدان آلية مماثلة "للسبات العميق" خلال تواجدها في أكوام السماد وفي الفاكهة والنباتات المتعفنة.
وعلق كبير المؤلفين البروفيسور تيموراس كورتشاليا قائلًا: "يمكن أن تكون هذه الدودة الصغيرة الآن في خط تسجيل رقم قياسي في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، بعد أن بقيت في حالة سبات طويل" لفترة أطول بكثير مما كان يعتقد سابقًا".
وتعليقًا على ذلك، قال رئيس مجموعة البحث الدكتور فيليب شيفر: "تحليل جينومات بعض الكائنات الحية تثبت قدرتها على التكيف مع بيئات قاسية، وهو ما سيسمح لنا تطوير استراتيجيات لمواجهة الاحتباس الحراري".