سادت حالة من الجدل بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات الماضية، حيث اعتقد البعض بوجود هيكل ثلاثي الأضلاع غامض من صور الأقمار الصناعية الملتقطة من القارة القطبية الجنوبية.

وتم رصد الكتلة الضخمة على شكل هرم في صور الأقمار الصناعية التي التقطت فوق الجزء الجنوبي من سلسلة جبال إلسورث في أنتاركتيكا.

وتم العثور على عدد من القمم ذات المظهر الغريب في المنطقة، ويبلغ قياس واحد منها كيلومترين في كل اتجاه من قاعدته المربعة، وهو تصميم مشابه لهرم الجيزة الأكبر في مصر، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.

وبعد ظهور صور الهرم مرة أخرى هذا الأسبوع، بدأ الناس في مشاركة النظريات حول كيفية ظهور الهيكل الهائل. وعلى تويتر، قال أحد المستخدمين "كيف نقلوا الأهرامات من مصر إلى القارة القطبية الجنوبية؟".

واقترح البعض أن الحياة الاصطناعية أو المجتمع السري الأسطوري لـ"المتنورين" وراء الهيكل الظاهر، بينما أرجع آخرون التصميم إلى البشر.

وقدم آخرون أفكارًا أكثر غرابة، وكتب أحد المستخدمين "هذا الهيكل ينتمي إلى الحضارة التي كانت موجودة قبل الطوفان. منذ حوالي 10000 عام، كانت القارة القطبية الجنوبية دافئة".

ومع ذلك، وقبل الانغماس في هذه النظريات، فإن "الهرم" المعني هو في الواقع مجرد جبل. الهيكل المحير هو سمة من سمات المناطق الجليدية المعروفة باسم "قمة الجبل الهرمي". وتقع الهياكل على شكل هرم في جبال إلسورث، التي يبلغ طولها أكثر من 400 كيلومتر، لذلك ليس من المستغرب وجود قمم صخرية تنبت فوق الجليد. ومن الواضح أن القمم تتكون من صخور، ومن المصادفة أن هذه القمة بالذات لها هذا الشكل، كما قال الدكتور ميتش دارسي، الجيولوجي في مركز الأبحاث الألماني لعلوم الأرض في بوتسدام.

وأضاف الدكتور دارسيب "إنه ليس شكلًا معقدًا، لذا فهو ليس مصادفة خاصة أيضًا. وهو ببساطة قمة صخرة تبرز فوق نهر جليدي أو صفيحة جليدية. هذا الشكل له شكل هرم، لكن هذا لا يجعله بناء بشريًا".

جبال إلسورث هي أعلى سلسلة جبال في القارة القطبية الجنوبية، وتشكل سلسلة جبال بطول 350 كم وعرض 48 كم في تكوين من الشمال إلى الجنوب على الهامش الغربي لجرف رون الجليدي في ماري بيرد لاند. وتقع الجبال داخل أراضي تشيلي في أنتاركتيكا، واكتشفها لينكولن إلسورث في 1935 على متن رحلة عبر القارة القطبية الجنوبية من جزيرة دندي إلى جرف روس الجليدي. ويبلغ متوسط درجة الحرارة في جبال إلسورث حوالي -30 درجة مئوية، ولا يحتوي النطاق إلا على نافذة قصيرة للزيارة، مع أفضل وقت للرحلات الاستكشافية من نوفمبر إلى يناير.