تتأثر المرأة عند فقدان أحد أصدقائها، فالصداقة هي واحدة من أعظم الروابط الإنسانية التي يرغب الإنسان دائماً في وجودها بحياته، كما تُعرف بأنها رابطة المودة والإخلاص بين شخصين أو أكثر، كل منهم يشعر بحب كبير تجاه الآخر.
وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للصداقة، أكدت الدكتورة "دعاء محمد حسين" استشاري نفسي وأسري أن أهمية الصداقة في حياتنا تكمن في استطاعة الاصدقاء لمساعدتنا في الاحتفال بالأوقات السعيدة، وتقديم الدعم في الأوقات العصيبة، ويخففون من الشعور بالوحدة، ويعززون من زيادة الإحساس بالانتماء، كما يزيد وجود الأصدقاء السعادة والرضا، ويقلل من التوتر والقلق، ويحسن وجود الأصدقاء الثقة بالنفس، واحترام وتقدير الذات.
وأشارت "حسين" في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال" إلى أن هناك نوعان من فقدان الصداقة: الفقدان بسبب الوفاة، الفقدان بسبب مشكلة ما، وكلاهما لهما آثار سلبية ولكن الأولي أصعب، ولكي نتجنب زيادة التأثير بالفقدان علينا ألا نتعلق كثيراً.
وأضافت "حسين" أنه لا يمكن التعلق بشخص ما في حياتنا وكأنه مصدرها، ولا يمكن العيش بدونه ، لكنه يمكن أن يكون الصديق مصدر للسعادة المناسبة فقط، لكي لا تتأثر حياتنا بشكل سلبي، بالتالي يجب وضع حدود لتلك العلاقات لأن الإنسان بطبعه يُمكن أن يتغير أو الظروف هي التي تتغير.
كما نصحت "حسين"، المراهقين بأن يمتلكوا الكثير من الصداقات والاستمتاع بالحياة والشعور بالسعادة، ولكن ليس لدرجة التعلق المرضي، وعن كيفية تخطي آثار فقدان الأصدقاء، ذكرت "حسين" عدة خطوات:
1) وضع حدود في التعامل مع الأصدقاء، خاصة الأسرار لا يجب أن تكون مع الكثير.
2) التخلص من جميع ما يتعلق بذلك الصديق الذي نريد نسيانه وتخطي آثار علاقته (صور .. هدايا.. أماكن.. أشخاص).
3) الحصول على الدعم النفسي من المتخصصين، والاستشاريين.
4) تذكر بعض من سلبيات ذلك الصديق والبعض الآخر من الايجابيات لكي يكون هناك توازن بين السلام والسعور بالغضب والانتقام.
وشددت "حسين" على ضرورة وجود خطوط حمراء للعلاقات مع الأصدقاء، لأن في وقت ما سيتغير ولذلك لا يجب إعطاءه جميع الأسرار، مؤكدة على أن هذا التعلق الشديد ناتج عن فقد الأمان والاحتواء داخل الأسرة.
وتابعت" حسين" أن للأهل دوراً هاماً في تجنب المشكلات النفسية لعلاقات الأصدقاء:
1) توجيه الأبناء في اختيار أصدقائهم بشكل صحيح، من خلال إعطاء فرصة للتعرف عليه، ومن ثم ترك الإبن أو الإبنة لخوض التجربة حتي يتبين هذا الصديق على حقيقته، لكي لا يتحول الأمر لقضية عِناد.
2) ضرورة وجود الرقابة عن بُعد، لما يفعله الأبناء مع أصدقائهم من خروجات وتعاملات وحديث وأساليب.
3) ذكر إيجابيات الأصدقاء المناسبون، وسلبيات الأصدقاء غير المناسبون، لنترك لهم الفرصة للاختيار.
4) التنبيه على أن الصداقة شعور متبادل، لكي لا يتم استغلال الأبناء.
ونوهت "حسين" على أن الدعم النفسي من الأسرة هو أساس جميع المشكلات النفسية وحلها.