الأربعاء 27 نوفمبر 2024

مقالات

في قلب التاريخ

  • 31-7-2023 | 10:55
طباعة

يعتبر المغاربة تأهل المنتخب  الكروي النسوي لبلدهم الى نهائيات كأس العالم التي تقام في استراليا ونيوزلاندا انجازا تاريخيا. وبعد سحب القرعة والتعرف على المجموعة التي وضعت فيها زميلات العميدة غزلان الشباك ترسخ في الأذهان أن المهمة صعبة، لكن مع اقتراب المنافسات كبرت احلام الجميع.
في نظري الفوز على كوريا الجنوبية بهدف لصفر وضع اللبؤات في قلب التاريخ لأنه شهد احراز اول هدف في تاريخ مونديال حواء من قبل ابتسام الجريدي وتحقيق اول فوز.
ستسير الركبان دون شك بذكر هذا الجيل الذي يتساوى  مع ألمانيا برصيد ثلاث نقاط خلف منتخب كولومبيا المتصدر بست نقاط والمؤهل الى الدور المقبل.    
اكدت في السابق أنه من الخطأ اثقال كاهل لاعبات المنتخب الكروي المغربي للسيدات بما حققه الذكور في مونديال قطر بتأهله الى نصف النهائي لأني اعتبرت خوض منافسات  المونديال الحالي انجازا تاريخيا ومازلت عند رأيي هذا، لأن المباراة الثالثة صعبة وتتطلب التمرد على النهج المجمد للمدرب الفرنسي بيدروس، وتفوق اللاعبات على ذواتهن لمقارعة لاعبات كولومبيا اللواتي ركعن منتخب ألمانيا بتاريخه (توج مرتين بطلا للعالم) والفوز عليهن مع انتظار هدية مستبعدة من منتخب كوريا الجنوبية خلال مباراته ضد ألمانيا، هذان الاحتمالان صعبان لكنهما واردان بنسبة ضعيفة جدا.
تأسيسا على ما سبق ينبغي للمغاربة الحفاظ على افتخارهم بمنتخب بلدهم النسوي الذي يستحق أن نعتبره فخرا للعرب عموما والمرأة العربية على وجه التحديد.
أيا كانت نتيجة المباراة المقبلة والعرض المقدم خلالها ينبغي اعلاء شأن اللاعبات اللواتي تحدين الكثير من الصعوبات لممارسة كرة القدم في بلد كانت فيه هذه اللعبة حكرا على الرجال، وفي ظل رفض المجتمع.
اذا كان بامكان أي طفل ممارسة الكرة في الحواري، فان نظرة المجتمع للطفلة التي تداعب الكرة على غرار أقرانها من الذكور كانت دونية، ومع ذلك جرى تحدي كل الحواجز والارتقاء الى أعلى المستويات قاريا ودوليا.
ان كرة القدم النسوية حديثة العهد في المغرب، وسبق أن أكدت أن تكوين المنتخب كان قبل الدوري، فأول مباراة أقيمت للمنتخب النسوي المغربي كانت في اواخر التسعينيات من القرن الماضي بتعليمات من البطلة الاولمبية نوال المتوكل حين كانت تشغل منصب كاتبة الدولة للشباب والرياضة، وقد جرى تشكيل ذلك المنتخب من لاعبات الحواري. 
بين أواخر التسعينات وايامنا هاته مرحلة قصيرة ومع ذلك تحقق الارتقاء اذ لعب منتخب أقل من 17 عاما نهائيات كأس العالم في الهند وحقق بدوره فوزا وحيدا وكان على حساب منتخب البلد المنظم، وقبل ذلك حقق المنتخب الاول وصافة بطولة الامم الافريقية واحرز الجيش للملكي لقب بطولة بطلات افريقيا للسيدات.
وبعد هذا كله عشنا على ايقاع تحقق اول فوز في نهائيات كأس العالم وان شاء الله القدم أحلى، طالما اصبحنا بفضل اللبؤات في قلب التاريخ.

صحافي مغربي

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة