بعد واقعة الشيخ إيهاب يونس الذي غنى أغنية أم كلثوم " لسة فاكر" في أحد البرامج الفضائية مرتديًا الزي الأزهري، أثير جدلاً واسعًا ما بين وجهة نظر ترى أنه لا قدسية لزي، ورأى آخر يعارض الغناء بالزي الأزهري.
“الهلال اليوم” رصدت أهم الشيوخ الذين أحبوا الغناء وكذلك أراء الفنانين والشيوخ والنقاد حول واقعة الشيخ إيهاب يونس.
فى قراءة لتاريخ المشايخ، نجد أن هناك شيوخ كبار أحبوا سماع المطربة الكبيرة والقديرة أم كلثوم، وإليكم آراء كبار المشايخ في صوتها..
الشيخ محمد الغزالي:
ذات يوم، استنكر أحد طلابه عليه سماع أم كلثوم، فأجابه الغزالي بإباحة الغناء الذي لا يثير الشهوات، وقال للطالب: "اسمع أم كلثوم وهي تغني قصيدة شوقي الشهيرة (ولد الهدى فالكائنات ضياء)".
الشيخ علي الطنطاوي:
كان يوازن الشيخ الطنطاوي بين صوت فيروز وكوكب الشرق، وكتب في إحدى مذكراته أنه كان يسمع لأم كلثوم، وحفظ منها تلك الكلمات: "مين بحبه شاف هَنَا زيي أنا".
الشيخ محمد صدّيق المنشاوي:
كان المنشاوي من عشاق صوتها، حيث قال عنها: "في صوتها قوة رقيقة، ونغم موسيقي".
الشيخ عبد الباسط عبد الصمد:
وصف الشيخ عبد الباسط أم كلثوم بأنها "كوكب الشرق والغرب".
الشيخ مصطفى إسماعيل:
أما الشيخ مصطفى إسماعيل الذي كان من مشايخ القراء في مصر، فحضر إحدى حفلاتها بالإسكندرية، بل وهتف له الجمهور حينما دخل القاعة حتى دخلت أم كلثوم المسرح وبدأت الغناء.
ولم يكن الشيخ إيهاب هو أول أزهري يغني ويتجه لعالم الموسيقى والغناء، فهناك فنانون وملحنون كبار خرجوا من ساحات الأزهر وسطروا أسمائهم في عالم الموسيقى والغناء وهم:
الشيخ أبو العلا محمد
حفظ الشيخ أبو العلا محمد القرآن الكريم والتحق بالأزهر الشريف، واشتهر بصوته الحسن وإلقائه الشعر، وذاعت شهرته بين مشاهير الطرب في عصره، حيث سجل بصوته نخبة من القصائد والأغنيات على أسطوانات، كذلك لم يبخل أبو العلا على أم كلثوم بفنه وتجاربه.
سيد درويش
بدأت ينشد مع أصدقائه ألحان الشيخ سلامة حجازي والشيخ حسن الأزهري، ثم عمل في الغناء في المقاهي، وبدأت موهبته الموسيقية تتفجر حيث لحن أول أدواره يا فؤادي ليه بتعشق.
الشيخ زكريا أحمد
درس بالأزهر وذاع صيته بين زملائه كقارئ ومنشد ذات صوت حسن، كما درس الموسيقى على يد الشيخ درويش الحريري.
وفي عام 1919 بدأ زكريا رحلته كملحن بعد أن اكتملت لديه معرفة الموسيقى وتفاصيلها، ولحَّن لمعظم الفِرَق الشهيرة مثل: فرقة علي الكسَّار، وفرقة نجيب الريحاني، وزكي عكاشة، ومنيرة المهدية، وفي عام 1931 بدأ التلحين لأم كلثوم.
محمد القصبجي
التحق بالكتاب وحفظ القرآن الكريم وانتقل للأزهر الشريف، لكنه كان من هواة الموسيقى، وتمكن من إتقان أصول العزف والتلحين، وبدأ العمل في مجال الفن حتى ذاع صيته.
واستمع القصبجي في عام 1923 إلى السيدة أم كلثوم، حيث كانت تنشد قصائد في مدح الرسول وأعجب بها، وفي عام 1924 لحن أول أغنية لأم كلثوم وهي "آل إيه حلف مايكلمنيش" وظل من ذلك اليوم يعاونها لآخر يوم في حياته.
من جانبه قال أمير طعيمة، تعليقًا على واقعة غناء الشيخ إيهاب يونس لمقطعٍ من أغنية لأم كلثوم، أنه يجب ألّا نعطي الأمور أكبر من حجمها، وأن نكتفي فقط بالبيان الذي أصدره الأزهر الشريف، لأن الحديث في مثل هذه الأشياء يزيد الأمور تعقيدًا، ويعطيها أكبر من حجمها.
وقال الناقد الفني كمال رمزي: “ذات مرة، أتذكر أن الشيخ محمود شلتوت، وهو شيخ أزهري، وشيوخ آخرين صرّحوا أنه لم يرد نص صريح بضرورة وجدية لبس العمامة والعباءة الأزهرية، فمن الممكن أن يرتدي أساتذة الأزهر (البِدَل)، وليس بالضروة الزي الأزهري المعروف، فهم يرتدون الزي المدني بشكلٍ عادي”.
وتابع “رمزي” حديثه أن الشيخ إيهاب يونس حين قام بالغناء مرتديًا الزي الأزهري لم يرتكب كبيرة من الكبائر أو أي ذنب، وقال: “أرى أن صوته جميل وحلو، والقضية كلها تتلخّص في أنه إذا كان قيامه بالغناء بالزي الأزهري قد يخدش حياء أحد من رجال الأزهر، فمن الممكن أن يقوم بغناء هذه الأغنية وهو لا يرتدي الزي الأزهري”.
وأشار "رمزي" إلى أن هذه القضية أخذت أكبر من حجمها بكثير مثل كل القضايا المثارة على الساحة الإعلامية في مصر بصفةٍ عامة، واعتبر أن التعليق والاهتمام بما فعله الشيخ إيهاب يونس هو نوع من أنواع سياسة الإلهاء التي تتّيع في المنظومة الحوارية في مصر، فهي قضية عابرة لا تحتاج لبيانٍ من الأزهر، وكان الأفضل أن يتحدث معه أحد بطريقةٍ ودية، فهناك مغالاة في أن يصدر بيان كامل من وزارة الأوقاف.
أما الشيخ مظهر شاهين إمام مسجد عمر مكرم فيقول: إن وزارة الأوقاف تعد الجهة المختصة فقط بمحاسبة الشيخ إيهاب يونس، وأن رأيه الشخصي لا يشكّل أهمية في هذه القضية بقدر أهمية الرأي الذي تقرّه الوزارة.
أما الشيخ أحمد كريمة فيقول إن غناء الشيخ إيهاب يونس وهو مرتدي الزي الأزهري تصرف لا يليق بشيخ منسوب إلي الدعوة الإسلامية ولا إلى مؤسسة الأزهر.
ومعروف أن من يعمل بالدعوة الإسلامية ينبغي أن تكون فيه عدالة الشريعة والتحلي بمكارم الأخلاق، خاصة البعيد عما لا يليق بالواجبات الوظيفية، وهذ أمر متفق عليه عند جميع المشتغلين بالإرشاد والوعظ سواء في الإسلام أو المسحية أو اليهودية.
وقال الناقد الفني طارق الشناوي، إن وزارة الأوقاف بالغت في موقفها ضد الشيخ إيهاب يونس الذي تغنى بـ"لسه فاكر" لأم كلثوم في أحد البرامج التلفزيونية.
وأضاف: "عدد كبير من عمالقة المطربين والملحنين كان يطلق عليهم لقب الشيخ، ويرتدون زي الشيوخ منهم الشيخ سلامة حجازي وسيد درويش وزكريا أحمد وسيد مكاوي".
وتابع: "مثل أن عامة الناس تقرأ القرآن وهى ترتدي البدلة أو القميص فإنه لا ينبغى أن نضع لأي زى معين قدسية".
ويضيف: "رأينا شيوخا تلتقط صورا مع الفنانين والمطربين وشيوخا مثل خالد الجندي يعزفون على البيانو، وتجد داعية مثل مبروك عطية يمسك وردة فى يده، لذلك موقف الأوقاف كان مبالغًا فيه جدًا".
أما الموسيقار الكبير حلمي بكر، فيقول: ”إننا أعطينا ظهورنا لما يحدث بالبلد وأصبح كل من هب ودب يخرج علينا ويفعل مايحلو له، والقانون نائم“.
وأضاف : ”لايجوز لهذا الشيخ أن يقدم على فعلته تلك، لأن ما يميز رجل الدين الزي الأزهري، والعمامة، وهذه أساسيات لايمكن الخروج عن أدابها ومن يرتديها، وأحيانا يخرج علينا رجل أزهرى ويستغنى عن هذا الزي ويرتدي بدلة وكرافت وقميص عندما ينوي أن يتكلم في أمور بسيطة خارج الدين، وللأسف نحن تركنا كل شخص يفعل كل ما يريد”.
وتابع: ”لم ينتبه أحد لخروج المثليين علينا في هذا التوقيت وإقامة حفلهم في نفس الوقت الذي سافر خلاله رئيسنا إلى أمريكا.. يجب أن ننتبه لتلك المؤمرات التي تحاك من حولنا”.
وأشار “بكر “ إلى أن أم كلثوم كانت لاتجيد قراءة القرأن الكريم ،ولاحتى الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب الذي كان يستضيف عمالقه دولة القرأن ويستحسن أصواتهم ،ولكن أجادوا الغناء ، متابعًا :”أتكلم بشكل علمي ،لأن قراءة القرأن لها رجاله وأدواته ،ولا مانع من قراءة بعض المطربين للقرأن الكريم بأصواتهم ولكن كمحترف قراءة للقرأن الكريم..لا قطعا،ويجب تلاوته عن علم والمحافظة على مخارج الألفاظ ، وللعلم من يتلون القرأن من المطربين تفيدهم في الغناء السليم وبخاصة بمخارج الألفاظ “.
أما القارئ اللواء طارق عبد الصمد، نجل قارئ القرآن الشهير، عبد الباسط عبد الصمد، فيقول: طرأت إلى مسامعي تلك الواقعة، لكني لم أستمع إليها، لكن احترام الزي الأزهري أمر حتمي، وتقديم الشيخ خلال استضافته بالحلقة لأغاني دينية لا مانع فيه.
وتابع: أطالب بوأد الفتنة في مهدها، حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه، وأفضل التجاوز في تلك القصة، والشيخ الذي فعل ذلك كان عليه أن يقدم أغاني دينية أو تواشيح دينية تتماشي مع مكانة الزي الإسلامي والوقار الذي يحمله؛ كونه تابعًا للأزهر الشريف أو وزارة الأوقاف المصرية؛ لأن أهل القرآن لهم مكانتهم، ويجب على الإعلاميين عدم الخوض في الحديث عن هذه الواقعة أكثر من اللازم، الشيخ أخطأ واعتذر في الوقت نفسه، وقد يكون أراد أن يجرب نفسه أو صوته على الملأ، وفى الوقت نفسه العديد من المشايخ يتغنون بالإنشاد الديني والابتهالات ومدح الحبيب النبي عليه الصلاة والسلام، ولدينا عمالقة في هذا المجال، أمثال المشايخ طه الفشني ونصر الدين طوبار والنقشبندى ومحمد عمران.
أم كلثوم نفسها لها أغاني دينية، وهناك شعرة بين الاثنين في قصة الشيخ، من يريد أن يغني فليفعل ما يشاء بعيدًا عن الزي الإسلامي وقارئ القرآن الكريم والمشايخ، ولا أعرف إذا كان هو إمام أو قارئ، ولكن أستطيع أن أجزم بأن لكل مقام مقال، ولابد من التزام الآداب، وأنا ضد الهجوم العنيف الذي تعرض له، وقد يكون صوته جميل وأحب أن يجرب نفسه.
من جانبه أكد حسن سليمان رئيس إذاعة القرآن الكريم أن الشيخ إيهاب يونس الذي أوقفته وزارة الأوقاف عن العمل مؤخرًا، إلى حين انتهاء التحقيق معه بسبب غنائه لكوكب الشرق أم كلثوم في برنامج "ست الحسن "المذاع على قناة onTv ، ليس قارئًا ولا مبتهلا ولا متحدثًا، مؤكدًا أنه إذا كان الأمر يخص وزارة الأوقاف على اعتبار أنه أحد موظفي الوزارة في المساجد فهذا شأنهم.
وقال سليمان في تصريحات لـ"الهلال اليوم"، إنه لا يليق بهذا الشيخ أن يغني وهو يرتدي الزي الأزهري لأنه له وقاره، مشيرًا إلى أنه لا مانع لأي شيخ أن "يدندن بعض الأشياء الخاصة بقصائد تحمل في طياتها المعاني الطيبة مثل "ولد الهدي والكائنات ضياء"، أو قصيدة "إلى عرفات الله"، مثل هذه القصائد التي لا تثير الغرائز.
وأضاف: "ينبغي على الشيخ أن يحتفظ بوقاره إذا ما أراد أن يكون حاملا لرسالة الإسلام، وعلى هذا فعلى الشيوخ أن يكونوا رفيقي الصلة بكتاب الله وسنة رسولنا المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، وإذا ما كان صادق النية في هذا الشأن فسيثق تمام الثقة فإنه لا يجتمع في جوفه قرآن كريم وغناء من أي نوع "
من جانبه أكد حمدي الكنيسي نقيب الإعلامين، أن النقابة سترسل خلال أيام خطابا إلى قناة " onTv" للتحقيق مع كل فريق عمل برنامج "ست الحسن" والذي استضاف مؤخرا الشيخ إيهاب يونس الذي غنى لكوكب الشرق أم كلثوم وأوقفته وزارة الأوقاف عن العمل.
وأضاف الكنيسي،أن المذيع هو المسؤول الأول في حلقة البرنامج، لأنه ملك الاستديو وهذا ما فعلناه مع المذيع أحمد عبدون مقدم برنامج "عما يتساءلون" على قناة LTC أثناء التحقيق معه..