كتبت : نورا محمد

لاشك أن التقدم التكنولوجي الهائل الذي تم في السنوات القليلة الماضية وخاصة في مجال تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات يعد ذو فائدة واسعة لدى الجميع، وفي كافة المجالات تقريباً وخاصة في مجالي العمل والدراسة، إلا أن ذلك لا يمنع تسببه في أضرار جامة في عدة مجالات أيضًا وخاصة فيما يخص الصحة النفسية بشكل عام والصحة النفسية للطفل بشكل خاص، فالنفسية الهشة للطفل تتأثر أكثر من مثيلتها بالنسبة للبالغين حيث يكون التأثير أكثر سوءً لعدة أسباب.

 

1- إن عقلية الطفل الصغير إذا كانت قادرة على استيعاب التقدم التكنولوجي وكيفية التعامل مع أكثر الأجهزة تقدماً فإنها غير قادرة على استيعاب التعقيدات الاجتماعية والعاطفية التي تأتى جنباً إلى جنب مع التقدم التكنولوجي ومنصات التواصل الاجتماعي التي أصبحت ذات تأثير نفسى كاسح على نفسية البالغين والتي تدفع الكثيرين إلى الانتحار فما بالنا بنفسية الطفل الهشة واتزانه العقلي غير المكتمل .

 

2- إن التكنولوجيا المعلوماتية تتسبب بالفعل في ضياع ما لا يمكن تعويضه ,فكم مرة سمعت مقولة إنني على استعداد لأن أتبرع بالملايين في مقابل استعادة لحظة من طفولتي أو صباي ، في حين تحصر مواقع التواصل الاجتماعي حياة الطفل بين منصاتها وبذلك تأخذ منه ما لا يمكن تعويضه فيما بعد ، كما أن هذه الفترة في حياة الطفل هامة بصفة خاصة ليكتسب بها المهارات الاجتماعية من بناء العلاقات , والتعود على مواجهة الأزمات والصدمات فهي فترة هامة في بناء شخصيته التي سوف تلازمه طوال عمره , فلذلك فالنشاط الحركي مع أقرانه هو الأهم في هذه المرحلة وليس الانزواء داخل عالم رقمي افتراضي.

 

3- لاشك أنك قد سمعت كثيراً قول أن الناس تدمن الهواتف الذكية ومواقع التواصل , وهذا ليس أمراً مجازياً فإن إدمان ذلك صار حقيقة واقعة لا يمكن إنكارها يكفيك النظر إلى محيط العائلة الصغيرة أو الكبيرة أو دائرة الأصدقاء والمعارف لتدرك بما لا يدع مجالاً للشك من أن الأمر بالفعل دخل فى نطاق المرض النفسي وتزداد هذه النسبة بصفة خاصة لدى المراهقين , لذلك فإن منح طفلك هاتف ذكي في سن صغيرة نسبياً سوف يتسبب في تدهور الأمر بصورة أكبر .

 

وعليه فالنصح هو استبدال الهاتف الذكي بالهاتف العادي الذى يحمل إمكانية الاتصال الصوتي فقط ولأشييء سواه للمحافظة على الاتصال بين الطفل وأقرانه والعائلة , كما لا ننصح أيضاً بتأخير منح الأطفال فوق الثامنة هاتف جيد حتى لا يتسبب ذلك في صنع عقدة نقص لديه مع مراقبة دائمة من قبل الأهل لوضع حد للسلبيات التي سوف تواجه الطفل .