يعتبر آخر ما قالته النجمة الراحلة مديحة كامل، وهي على فراش الموت، قلب هش أرهقه الحزن والعمل وبهذه الجملة اختصرت مديحة كامل، حالتها الصحية وهي على فراش مرضها الأخير، في حوار نادر مع الإعلامية سلمى الشماع، ولكن"هذا القلب الهش" لم يكن السبب الحقيقي وراء اعتزالها التمثيل كما يروج البعض على مدار السنوات الماضية. وفي ذكرى ميلاد مديحة كامل، التي توافق اليوم 3 أغسطس، نذكر السبب الحقيقي وراء قرار الاعتزال.
في عام 1992 كانت مديحة كامل، واحدة من ثلاث نجمات تهيمنّ على شباك التذاكر في السينما المصرية برفقة نجمة الجماهير نادية الجندي ونجمة مصر نبيلة عبيد، وتعاقدت في مطلع العام على بطولة فيلم بعنوان "بوابة إبليس" أمام النجوم الشباب وقتها محمود حميدة وهشام عبد الحميد والمطرب الشعبي الراحل حسن الأسمر ومن إخراج عادل الأعصر، وحدث في الكواليس ما لم يتوقعه أحد، إذ صرخت مديحة كامل، من الفزع مرتين وبعدها قامت بحزم كل أمتعتها معلنة أنها لن تستكمل تصوير الفيلم، وبعد وضعها أمام العقد القانوني أعلنت قرار اعتزالها الفن نهائيًا، وفشلت كل المحاولات في إعادتها للعمل، وقيل وقتها أن مديحة، تلقت اتصالًا من شيخ معروف أهداها مصحفًا مع بيت شعر يدعوها للهداية فقررت الاعتزال.
من فيلم بريق عينيك
مديحة كامل لم تصب بالسرطان
وتردد أيضًا أن مديحة كامل، تم إبلاغها من فريقها الطبي بأن حالة القلب لم تعد قادرة على تحمل مصاعب التصوير لفترات طويلة، وردد البعض الآخر أن مديحة، اكتشفت إصابتها بمرض السرطان، وهذا كله غير دقيق، فقد كانت مديحة كامل، تعاني من مرض القلب منذ طفولتها، ولم تصب بالسرطان من الأساس وإنما في مرحلة ما بعد الاعتزال أصيبت بالروماتيد.
السبب وراء قرار الاعتزال
السبب الحقيقي وراء اعتزال مديحة كامل، كان مرآة داخل موقع التصوير وحسب مصدر مقرب من فريق الفيلم، صرخت مديحة كامل، أكثر من مرة بمجرد الوقوف أمام المرآة لأنها كانت ترى وجهها تتحول ملامحه لصورة الشيطان، ومع تكرار الأمر حزمت حقائبها وقررت الابتعاد عن موقع التصوير فورًا.
الفنانة الراحلة هالة فؤاد
وفاة هالة فؤاد حسمت قرار
أشار المصدر نفسه إلى أن مديحة، قابلت الشيخ الشهير وحصلت على المصحف بعد انسحابها من الفيلم نهائيًا، وكان اللقاء مصادفة عند الفنانة المعتزلة هالة فؤاد، التي توفيت بعد أيام قليلة ما ضاعف من قرار مديحة كامل، بضرورة إعلان الاعتزال نهائيًا وارتداء الحجاب.
المثير أن الفيلم تم عرضه عام 1993، رغم أن مديحة كامل، لم تصور إلا نصف مشاهدها فقط، ولا يعلم الجمهور أن أغلب المشاهد "البعيدة" تم تصويرها بواسطة دوبليرة هي التي استكملت الفيلم مع استخدام المخرج عادل الأعصر، لبعض الخدع السينمائية.
فيلم العفاريت
مديحة كامل
ولدت مديحة كامل، يوم 3 أغسطس من العام 1948 في مدينة الإسكندرية وانتقلت للعيش في مدينة القاهرة منذ عام 1962، درست في كلية الآداب جامعة عين شمس.
تزوجت من رجل الأعمال محمود الريس، في سن صغيرة قبل أن تنهي دراستها الثانوية، وهو من سمح لها بالعمل في الفن بعدما رفضت أسرتها، وأنجبت منه ابنتها الوحيدة ميرهان، بعد التخرج عملت لفترة في عروض الأزياء ثم عملت في مجال التمثيل من خلال العديد من الأدوار الصغيرة حتى حازت على دور البطولة في فيلم "30 يوم في السجن" أمام فريد شوقي.
اختفت نحو عامين بسبب إنجاب طفلتها الوحيدة ميرهان، وأيضاً بسبب غيرة زوجها من شهرتها خاصة بعد انتشار شائعات ارتباطها بأكثر من نجم ولكنها حصلت على الطلاق وعادت من جديد لتقدم الأدوار المساعدة في عدة أفلام تم تصويرها في مصر ولبنان حتى جاءتها الفرصة للبطولة المطلقة مع المخرج كمال الشيخ، في فيلم "الصعود إلى الهاوية" مع الفنان محمود ياسين، بعدما إعتذرت عنه أكثر من فنانة.
فيلم الصعود للهاوية
أكدت نجوميتها بتقديم بطولة الفيلم الكوميدي "أذكياء لكن أغبياء" بمشاركة النجمين عادل إمام وسمير غانم، والنجم الراحل رشدي أباظة، قدمت ما يقرب من 75 فيلماً خلال 12 عاماً وكان "بوابة إبليس" آخر أفلامها، لتقرر بعده الاعتزال عام 1992، وتوفيت في منزلها بعد أداء صلاة الفجر في 13 يناير 1997.
نجومية مديحة كامل
امتدت نجوميتها للتليفزيون والمسرح ومن أشهر أعمالها في السينما "مطاردة غرامية" و"المعلمة سماح" و"درب الهوى"، و"العفاريت"، وفي التليفزيون "الغشاش" و"العنكبوت" و"الأفعى" أما المسرح فتألقت عليه بـ "هاللو شلبي" و"يوم عاصف جداً" و"حلو الكلام"، وغيرهم.
تزوجت مديحة كامل، مرتين بعد زيجتها الأولي لتكن بذلك تزوجت ثلاث مرات، فبعد رجل الأعمال والد ابنتها، تزوجت من المخرج السينمائي شريف حمودة، ولم يستمر زواجهما سوى ثلاثة أشهر، وكانت آخر زيجاتها من المحامي جلال الديب، الذي أحب ابنتها كثيراً، وربطته بها علاقة طيبة.
عانت من مرض القلب طوال حياتها، وأصيبت بجلطة للمرة الأولى عام 1975 أثناء تصويرها مسلسل الأفعى، إلا أن متاعبها الصحية تضاعفت قبل وفاتها بعام حيث ظلت طريحة الفراش في مستشفى الدكتور مصطفى محمود لمدة عشرة أشهر بسبب ضعف عضلة القلب وتراكم المياه على الرئة جراء العلاج الطويل من مرض الروماتيد.
وكانت وفاتها في منزلها في 13 يناير 1997 وكان يُصادف الرابع من شهر رمضان بعد أن أدت صلاة الفجر جماعة مع ابنتها وزوج ابنتها.
لم تظهر إعلاميًا بعد اعتزالها الفن ولكنها قامت بتسجيل مقابلة مع برنامج "حوار صريح جدًا " عام 1995، وتم منع عرض الحلقة بسبب شنها "هجوماً قاسياً جداً" على الوسط الفني.