تتعرض بعض الفتيات لحالة من اليأس والذهول، حيال ترك الطرف الثاني وفارس الأحلام لها دون سابق إنذار أو سبب واضح، مما يضعها في صدمة كبيرة، تجعلها غير قادرة على تكملة الحياة بدون الحبيب، وتبحث عن الأسباب التي جعلته يفعل ذلك، ولكن دون جدوى، ولذلك نقدم في السطور التالية أسباب هجر الحبيب فجأة ودون أسباب، وكيف تتخطي الفتاة تلك المشاعر وتعيد ثقتها في نفسها مرة أخرى.

تقول الدكتورة نورا رؤوف أخصائية الصحة النفسية والإرشاد الأسري، أن الحب هو علاقة قائمة بين طرفين يهتموا باحتياجات بعضهما، بناءً على مثلث يتكون من الحب والمشاعر والثقة والالتزام، ولا تكمل الحياة العاطفية دون تلك الأضلاع، والشخص الذي يحب الطرف الآخر بشكل حقيقي ويؤمن بتلك القاعدة لا يهرب ويتخلى عن مشاعر ووجدان الآخر، بل في حالة عدم رغبته لإكمال العلاقة العاطفية يواجه ويتحدث عن الأسباب بكل قوة وصراحة.

وأضافت أخصائية الصحة النفسية، أن الرجل الذي يترك حبيبته ويهرب دون أسباب معلنة، هو شخص لا يتمتع بأي صفة من سمات الرجولة، ويعاني من ضعف الشخصية وعدم القدرة على المواجهة، كما أنه في بعض الأحيان يستغل ضعف الطرف الآخر وشدة تعلقه وحبه له، ليقوم بالبعد كنوع من العقاب أو الابتزاز العاطفي لها، لضمانه أنها لن تتحمل هجره وبعده وستبحث عنه وتتنازل عن أي شيء في مقابل رضا الطرف المبتز عنها، مما يجعله يستخدم البعد والهجر المفاجئ كورقة ضغط لا أكثر، وهذا دليل على عدم وجود أدنى درجات الحب بين الطرفيين، وفي حالة إكمال العلاقة وتتويجها بالزواج ستكون حياة فاشلة وغير ناجحة.

ونصحت الفتاة ببعض الخطوات التي عليها فعلها، حين تتعرض لهجر الحبيب المفاجئ، والتي من أهمها ما لي:

• تقبل مشاعر الوجع والفراق، من حزن لبكاء شديد وغضب، وأن تؤمن أن المشاعر تستلزم وقت لكي تهدئ وتنطفئ.
• لابد من قيامها بتفريغ عاطفي عن طريق التحدث مع الأصدقاء أو الأهل ذو ثقة، والتعبير عن جميع المشاعر التي تمر بها.
• القيام بتفريغ المشاعر لكن عن طريق الكتابة، لتحديد أساس المشكلة ووضع الخطوط العريضة لها، ومواجهة النفس ببعض الأسئلة مثل، هل كان الشخص مناسب أم لا؟، هل الأسباب كانت ناتجة عنها أم عنه؟، وهكذا، للتأكد من أن العلاقة كانت غير صحية من البداية.
• أن تطور الفتاة من ذاتها ومهاراتها، وتتواجد وسط الدوائر الايجابية التي تدعم وتساند، كي يزداد الوعي والإدراك للتعامل وحسن الاختيار المرة القادمة.
• في حالة عدم القدرة على تخطي مراحل الفقد والهجر دون أسباب، لابد من التواصل مع مختص نفسي، كي تتعلمي كيفية إدارة المشاعر والقدرة على مواجهة الأحزان، وبناء شخصية جديدة تنتظر الحب الذي يحمل معه الثقة والأمان والالتزام.