تحل اليوم ذكرى افتتاح المشروع الذي ساهم في التصدي لتحديات ملاحية طارئة وتحقيق أعلى معدلات الأمن الملاحي، مشروع قناة السويس الجديدة التي يحتفل بذكرى افتتاحها المصريون في السادس من أغسطس من كل عام، فكان هذا المشروع خير دليل لنفي كل الشكوك التي أصرت على خسراتها، وها نحن الآن نحتفل بمرور ثماني سنوات على افتتاح القناة، وكل عام تزيد في الانجازات عن العام الذي سبقه، فضلا عن مساندتها الكبرى للاقتصاد المصري في أصعب الأوقات للاقتصاد المحلي بل وللاقتصاد العالمي أيضا.
من أين جاءت فكرة إنشاء قناة السويس الجديدة وكيف تم العمل على تنفيذها؟
قبل التطرق في الحديث شق قناة السويس الجديدة، يجب ذكر نجاح المصريون وإصرار عزيمتهم ومعانتهم في شق قناة السويس قديما والذي استغرق بناؤها عشر سنوات (1859- 1869)، والتي كلفت من أرواح المصريين 120ألف اللذين ماتوا أثناء عملية الحفر من أصل ما يقرب من مليون عامل مصري، مرورا بتحدي تأميمها لتصبح أقصر طريق يربط بين الشرق والغرب، وواحدة من أكثر الممرات المائية التجارية ازدحاما في العالم.
وتأكيدا لأهمية قناة السويس للتجارة العالمية، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي في 5 أغسطس 2014 عن البدء فعليا في إنشاء مجرى ملاحي جديد لقناة السويس، وتعميق المجرى الملاحي الحالي وتنمية محور قناة السويس بالكامل، بهدف تحقيق اكبر نسبة من الإزدواجية لتيسيير حركة السفن في الإتجاهين بدون توقف، وترتب على ذلك جعل قناة السويس من أفضل الطرق لدى الشفن التجارية.
قناة السويس الجديدة مشروع مصري التصميم بالكامل
انتهى المصريون من إنشاء القناة الجديدة في وقت قياسي عكس ما حدث في شق قناة السويس القديمة، ولم يكن بها عمال ضحايا نتيجة استخدام الآليات الثقيلة القادرة على إزالة عشرات الأطنان من الرمل والحصى، حيث استغرق إنشاء القناة الجديدة 12 شهر بدلا من 3 سنوات، وبتمويل من المواطنيين المصريين عن طريق البنوك المحلية، حيث استطاعت هيئة قناة السويس خلال ثماني أيام فقط الحصول على تمويل مصري بلغ 64 مليار جنية مصري، وتضمنت المرحلة الأولى من إنجاز المشروع تعميق وتوسيع 37 كيلومترا من المجارى الجانبية الغربية بعمق 24 مترا، فيما تم حفر المجرى الملاحى الجديد بطول 35 كيلومترا "من الكم 60 إلى الكم 95"وعمق 24 متراً وعرض 317 مترا لتمتد القناة الجديدة موازية للقناة القديمة بطول 72 كيلوا متر وبعمق 24 مترا وبغاطس 66 قدما.
قناة السويس ومسيرة الانجازات في 8 سنوات
أشار الفريق اسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس في وقت سابق، إى احصائيات الملاحة بالقناة التي سجلت أرقاما قياسية جديدة وغير مسبوقة على مدار تاريخ القناة، حيث حققت أعلى معدل للعبور 25887 سفينة، وأعلى حمولة صافية سنوية لعام مالي قدرها 1.5 مليار طن، وأعلى إيراد سنوي مالي بلغ 9.4 مليار دولار، متجاوزة بذلك كافة الأرقام التي تم تسجيلها من قبل.
و أوضح رئيس هيئة قناة السويس نجاح قناة السويس في تحقيق نقلة نوعية في نتائج أعمالها خلال السنوات الأربع الماضية، رغم الأزمات العالمية المتتالية بداية من جائحة فيروس كورونا، مرورا بأزمة الركود العالمي و أزمة الحرب الروسية الأوكرانية، مؤكدا على نتاج هذا النجاح لم يأت عشوائيا بل نتيجة تخطيط استراتيجي كامل وتبني سياسات تسعيرية وتسويقية مرنة في صناعة النقل البحري.
وأكد الفريق ربيع أن هيئة قناة السويس تعد نموذجا رائدا في انتهاج أحدث أساليب الإدارة والتشغيل وتطبيق آليات التكامل بين كافة عناصر النقل البحري بما يحقق الأهداف المرجوة ضمن رؤيتها المتكاملة واستراتيجيتها الطموحة 2030، مضيفا أن معدلات تنفيذ مشروع تطوير القطاع الجنوبي تمضي بخطى ثابتة وفق الجدول الزمني المحدد، حيث بلغت نسبة الإنجاز في مشروع ازدواج القناة في البحيرات المرة الصغرى 50.3 % من حجم أعمال المشروع بمعدلات تكريك بلغت 32 مليون متر مكعب من الرمال المشبعة بالمياه، فيما بلغت نسبة الإنجاز بمشروع التوسعة والتعميق 92.4% من حجم أعمال مشروع توسعة وتعميق القناة بإجمالي كميات تكريك قدرها 16.6 مليون متر مكعب من الرمال المشبعة بالمياه.