كتبت- أماني محمد
أشاد مراقبون بالدور المصري في حل أزمة الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس، والذي دام قرابة 10 سنوات، عقب وصول وفد حكومة الوفاق الفلسطينية اليوم إلى قطاع غزة وتسلمها مهام عملها تنفيذا للاتفاقات واللقاءات التي تم برعاية مصرية كاملة خلال الفترة الماضية، وأسفرت عن إتمام المصالحة وحل حماس للجنة الإدارية في غزة وموافقتها على مباشرة السلطة عملها في القطاع.
ووصل وفد حكومة الوفاق الفلسطينية برئاسة رامي الحمد الله، صباح اليوم، إلى القطاع واستقبلها المئات من أبناء المدينة عند معبر بيت حانون، وتفقد الوفد عددا من مدن القطاع، فيما رفع فلسطينيون صورًا للرئيس عبد الفتاح السيسي في شوارع القطاع.
وثمن رئيس الوزراء الفلسطيني، محمود عباس، الجهود المصرية في إتمام المصالحة، ومن المقرر أن تتسلم حكومة الوفاق مهامها في قطاع غزة رسميا غدا الثلاثاء عقب انعقاد جلسة الحكومة الأسبوعية.
المفاوضات المصرية
ووصف غازي فخري، المستشار الثقافي لسفارة فلسطين وعضو المجلس الوطني الفلسطيني، وصول وفد حكومة الوفاق الوطني إلى غزة، بأنه استجابة لرغبة وإرادة الشعب الفلسطيني، مضيفا أنها خطوة قامت بها وأتمتها جمهورية مصر العربية بمفاوضاتها لتنفيذ الاتفاقات السابقة في 2005 و2011 واتفاق القاهرة.
وقال لـ«الهلال اليوم» إن تسلم مهام الحكم في غزة يؤكد أن النوايا كانت صادقة في إنهاء الانقسام وأنه ما كان أمام حماس وفتح إلا إنهاؤه، مضيفا أن الاستقبال اليوم للحكومة الشرعية الفلسطينية كان حافلا ويؤكد أنه ما كان للانقلاب أن يستمر أكثر من 10 سنوات بعد أن واجه الشعب نقص في الكهرباء والمياه وإيقاف إعمار غزة.
ويضيف فخري:" انتصار لإرادة الشعب وهو من سيتابع إنهاء هذه الانقسام ويصر على إنجاح المصالحة ومعه القيادة المصري"، موضحا أن مصر كانت العنصر الاستراتيجي وحامية المشروع الوطني الفلسطيني فلم تنجح أية دولة في إتمام المصالحة سواها وهي التي ستبقي راعية للقضية الفلسطينية لأنها جزء من الأمن القومي المصري.
إعمار القطاع
وعن أولويات الحكومة في القطاع وأهم الملفات المطروحة على مائدتها، قال إن أهمها هو إعادة التيار الكهربائي للقطاع لأن غيابه يؤثر على المياه والصحة والمستشفيات، مضيفا أن المشكلة الثانية هي المياه لأن مياه البحر والمياه الجوفية ملوثة ويجب حل أزمتها فضلا عن إعادة إعمار القطاع ككل الذي تضرر بفعل الحصار الإسرائيلي والحروب والاهتمام بالمستشفيات وتوفير الأدوية.
ولفت إلى أن الإمكانيات المادية بالفعل ضعيفة إنما بالتعاون بين غزة ورام الله والمجتمع الدولي سيعيد غزة إلى سابق عهدها.
عراقيل حركة حماس
أما السفير عادل الصفتي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال لـ«الهلال اليوم» إن سلطة حماس كانت متعنتة ولم تسلم السلطة طوال 10 سنوات ولم تجر انتخابات في موعدها، مضيفا أن الدور المصري في إتمام المصالحة الفلسطينية كان جيدا بشكل كبير وساعدها فيه عدة عوامل.
وأوضح أن أول تلك العوامل كان إغلاق المعابر لأن السلطة في غزة كانت تقوم ببعض الأفعلا لا يجوز السكون عليها مثل حفر الأنفاق وتقديم المساعدات للجماعات الإسلامية في سيناء، مضيفا أن العامل الثاني كان إيقاف السلطة الفلسطينية في رام الله للتحويلات المالية ورواتب الموظفين في غزة.
المعابر وحل مشكلات القطاع
وأشار إلى أن سلطة حماس في غزة لم تكن تعين فلسطينيين إنما "حمساويين" فلم يكن المعيار في اختيار الموظف هو المستحق للوظيفة وإنما تعيين المنتمين للحركة في وظائف وهمية لا يؤدون خدمة حقيقية، مضيفا أن السلطة الفلسطينية كانت محقة في خطواتها وقراراتها بوقف تحويل المرتبات.
وأضاف “الصفتي” أن كلا الطرفين حماس وفتح ارتكبا أخطاء إلا أن حماس أخطأت ليس في حق السلطة الفلسطينية فقط إنما ومصر أيضا ما أسفر عن وضع في غزة سيء، موضحا أنه بعد عودة الأمر لنصابها فستعاود السلطة دفع تكلفة الكهرباء لإسرائيل مقابل عودة التيار إلى القطاع وبدء تحسن الوضع تدريجيا داخل غزة.
وعن المعابر المحيطة بالقطاع، قال إن حماس كانت قد ألغت اتفاقية مبرمة مع الاتحاد الأوروبي بخضوع المعابر تحت إشراف الأخير وبالتالي لم تعد تدخل البضائع إلى غزة عن طريق معبر كرم أبو سالم أو رفح، موضحا أنه وبعد إنهاء الانقسام فإن معبر رفح سيتم تخفيف القيود عليه رويدا رويدا مقابل التزام حماس بما تم الاتفاق عليه، مطالبا كل الأطراف من حماس والسلطة الفلسطينية بالالتزام بما تم الاتفاق عليه مع الجانب المصري.