تحتفل الأمم المتحدة اليوم بالشباب في اليوم العالمي للشباب، لتعزيز وبناء مجتمع أفضل، لتمكين الشباب وإبراز جهودهم وطاقتهم في الإبداع والإنتاج، وتذكيرا للعالم بأهمية الشباب في بناء الحضارات وشد الهمم في استغلال مهاراتهم لتحقيق أهداف تفيد المجتمع والعالم على كافة الجوانب.
وتقديرا لدور الشباب الفاعل في بناء الأوطان، تبذل مصر جهودا كبيرة لتمكين الشباب وتطوير قدراتهم الإبداعية، ومهاراتهم في الاندماج والبناء والتحدي في التعليم والسياسة والثقافة، والتوظيف والصحة، وما يؤكد على أهمية دور الشباب في الريادة المصرية هو تولي مصر أهمية كبيرة في السياق الاجتماعي التنموي، والمشاركة الشبابية في مجالات التنمية المختلفة التي تعمل عليها مصر.
تمكين الشباب في مصر
تعددت مجالات تمكين الشباب في مصر، نظرا للقدرة العظيمة التي يقدمونها لوطنهم على كافة الأبعاد الاجتماعية، ولأهمية تمكين الشباب وثقت مصر وثيقة دستورية 2014، من نص الباب الثالث في الدستور المصري الخاص بالحقوق والحريات والواجبات العامة، للمادة82 "تكفل الدولة رعاية الشباب والنشء، وتعمل على اكتشاف مواهبهم، وتنمية قدراتهم الثقافية والعلمية والنفسية والبدنية والإبداعية، وتشجيعهم على العمل الجماعي والتطوعي، وتمكينهم من المشاركة في الحياة العامة".
أما بالنسبة للسلطة التنفيذية فقط نصت المادة 180 من الدستور في فرع الإدارة المحلية الخاص بالسلطة التنفيذية "تنتخب كل وحدة محلية مجلسا بالاقتراع العام السري المباشر، لمدة أربع سنوات، ويشترط في المترشح ألا يقل سنه عن إحدى وعشرين سنة ميلادية، وينظم القانون شروط الترشح الأخرى، وإجراءات الانتخاب، على أن يخصص ربع عدد المقاعد للشباب دون سن خمس وثلاثين سنة، وربع العدد للمرأة، على ألا تقل نسبة تمثيل العمال والفلاحين عن خمسين بالمائة من إجمالي عدد المقاعد، وأن تتضمن تلك النسبة تمثيلا مناسبا للمسيحيين وذوي الإعاقة".
تمكين الشباب في مصر لعدة مجالات
تساعد الدولة الشباب مصر للقيام بالدور السياسي تحت إطار الديموقراطية، فضلا عن نجاح الشباب في تغير الظروف الاجتماعية والسياسية بعد ثورة 25 يناير، و30 يونيو، وتمثل ذلك في إصرار الشباب على التغيير للأفضل والتحقق من الرؤية المنطقية للأوضاع التي تشهدها البلاد، ولا سيما تضحية الشباب بأرواحهم فداء لمستقبل الوطن.
وتتضمن آليات تمكين الشباب في المجال السياسي، فالشباب يمكنهم المشاركة السياسية في نماذج المحاكاة للجامعات، كما تتعدى فرص التدريب والتأهيل لأجيال سياسية جديدة، من حلال تنسيقية شباب الأحزاب
وتعد تنسيقية شباب الأحزاب والسياسين تجسيدًا حقيقيًا لاهتمام الدولة بالشباب وتمكينهم سياسيًا، وإتاحة الفرصة لهم للحوار والمشاركة والتعبير عن رؤيتهم ومنح الفرصة للتنوع السياسي والحزبي، حيث نجحت التنسيقية في تنمية الحياة السياسية وتحريك المياه الراكدة، وفتح الباب لمشاركة شبابية واسعة في العمل العام تتسم بتنوع الأيديولوجيات، وتضم التنسيقية 27 حزبًا سياسيًا وعددًا من شباب السياسيين
.
كما نجحت التنسيقية في تقديم كوادر سياسية وتنفيذية؛ تماشيًا مع رؤية الدولة وإيمانها بأهمية تمكين الشباب، حيث وصل عدد نواب التنسيقية 32 نائبًا بمجلس النواب و16 نائبًا بمجلس الشيوخ، و6 نواب محافظين، و6 أعضاء باللجان النوعية بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وعضو بالهيئة الوطنية للصحافة، و7 أعضاء في تشكيل الجمعيات العمومية لعدد من المؤسسات الصحفية القومية.
ونظرا لتفاعل الشباب الحيوي للإبداع، فقط تضمنت آليات تمكين الشباب مشاركتهم في سلسلة من المؤتمرات الوطنية، بداية من المؤتمر الوطني الأول للشباب بشرم الشيخ أكتوبر 2016، ومؤتمر الشباب في أسوان يناير 2017، ومؤتمر الشباب في الإسماعيلية أبريل 2017، ومؤتمر الشباب في الإسكندرية يوليو 2017، ومؤتمر شباب العالم بشرم الشيخ نوفمبر 2017.
وذلك بجانب منح الدولة ترخيصا لشركة صندوق دعم الرياضة المصرية في عام 2017، بداية برأس مال يبلغ حوالي250 مليون جنيه، حتى وصلت إلى مليار جنيه في 3 سنوات في الأولمبياد طوكيو2020، ويشارك صندوق الدعم الرياضي في العديد من المؤسسات القومية الاقتصادي الكبيرة والهيئات الاجتماعية المدنية، لدعم أبطال مصر الشباب في مختلف الألعاب الرياضية.
أطلق الرئيس السيسي في سبتمبر 2015 «البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة»؛ بهدف إنشاء قاعدة قوية وغنية من الكفاءات الشبابية كي تكون مؤهلة للعمل السياسي.
وفي عام 2016 انطلقت النسخة الأولى من المؤتمر الوطني للشباب بمدينة شرم الشيخ بمشاركة أكثر من 3000 شاب وفتاة من مختلف محافظات الجمهورية، ثم تلاه عقد 7 نسخ من المؤتمر بمدن مختلفة.
وتعد هذه المؤتمرات فرصة إيجابية للتواصل بين الشباب والقيادة السياسية من خلال الاستماع لوجهة نظرهم وأفكارهم ومقترحاتهم والتحاور معهم حول القضايا التي تخص المجتمع المصري، وتحقق مكاسب جمة لهذه الفئة، إضافة إلى تحقيق عدة مكاسب للدولة المصرية على مستويات متنوعة سواء سياسية وسياحية واقتصادية.
وإيمانًا من القيادة السياسية بكفاءة وقدرة جيل الشباب على تولي المناصب القيادية وبناء الدولة المصرية، فقد تضمنت حركة المحافظين في 2019 تمثيلًا فعليًا للشباب، حيث ضمت 39 قيادة جديدة من بينهم 60% من الشباب، وشملت اختيار 16 محافظا و23 نائبا للمحافظ، وكان هناك 25 قيادة شبابية منها اثنين من المحافظين و23 نائبا للمحافظين جميعهم من فئة الشباب، كما منحت الدولة فرصة حقيقية لـ8 عناصر شبابية من أعضاء البرنامج الرئاسي.