تتساءل الكثير من الفتيات المراهقات عن كيفية التعرف على الخالق في عالم تحكمه المادة والتكنولوجيا، ومن جهتها، أجابت وحدة الحوار التابعة لدار الإفتاء المصرية، خلال منشور لها، عبر صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك.

 

وجاء نص المنشور كالآتي: 

 

أكدت الوحدة أن لكل فعل رد فعل، وهذه قاعدة نعلمها جميعًا، كما أن الكلام المنظم المنمق، أو الكلام المخصوص لحادث أو موقف معين يكون له مقدمات تؤدي إلى نتائج، وهذه النتيجة تؤدي إلى مقدمات أخرى ونتيجة ثانية وهكذا حتى نصل إلى ما نبتغي

 

وتابعت: وهنا يصبح التعرف على الخالق والبحث عنه في ذرات هذا الكون أمرًا يحتاج إلى مقدمات ومن ثم الوصول إلى النتيجة، وأخيرا التحقق من وجوده سبحانه.. يقول الله تعالى: "وفي أنفسكم أفلا تبصرون"..

 

وأشارت الوحدة إلى أن أول طريق للتعرف على الخالق هو "النظر"، وهذا النظر في كتاب الله "المنظور" أو الكون، يأخذنا إلى أول دليل للتعرف على وجود الخالق بالعقل وهو الكون وما به من آيات، وفي هذا الكون أحداث متغيرة، المطر ينزل، والزهر يتفت، والطفل يولد، وإنسان ينمو ويكبر، وآخر يمرض ويهلك، وهناك ذرات ومجرات وأجسام مادية نشاهدها كل يوم.

 

وتساءلت الوحدة عمن الذي أوجدها أو من الذي يُفنيها؟، مؤكدة أنه لابد لها إذن من سبب يُحدثها! إذن السبب الحقيقي في إيجاد هذه المخلوقات لا يمكن أن يكون سبب حادث في نفسه!، أي يكون شيئا أزليًا ليس له وجود ابتداء، ولا يمكن أن يكون هذا السبب الأزلي شيئا غير الله "الخالق" لكل هذه الأسباب.

 

وأضافت الوحدة، أن يقول الله تعالى: أَلَمۡ نَجۡعَلِ ٱلۡأَرۡضَ مِهَٰدا وَٱلۡجِبَالَ أَوۡتَادا وَخَلَقۡنَٰكُمۡ أَزۡوَٰج وَجَعَلۡنَا نَوۡمَكُمۡ سُبَاتا وَجَعَلۡنَا ٱلَّيۡلَ لِبَاس وَجَعَلۡنَا ٱلنَّهَارَ مَعَاشا وَبَنَيۡنَا فَوۡقَكُمۡ سَبۡعا شِدَادا وَجَعَلۡنَا سِرَاجا وَهَّاج وَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡمُعۡصِرَٰتِ مَآء ثَجَّاجا لِّنُخۡرِجَ بِهِۦ حَبا وَنَبَات وَجَنَّٰتٍ أَلۡفَافًا. (سورة النبأ: 6-16).

 

وهذه الآيات الكريمة لا تدعونا إلى التعرف على الموجودات في هذا الكون فحسب؛ بل تفتح لنا الآفاق أمام التفكر في الصلة بين هذه المخلوقات وبين الخالق، وطريقة تفاعل الإنسان المُخاطب بهذه الآيات، ومن هنا نبدأ رحلة التعرف على الخالق عن دليل ويقين بوجوده.