السبت 4 مايو 2024

الكوراث الطبيعية تزيد من ضحايا الكوكب... حرائق الغابات تستمر وآخرها هاواي الأمريكية

حرائق الغابات

تحقيقات13-8-2023 | 13:20

نيرة سعيد

دمرت حرائق عنيفة جزيرة ماوي بولية هاواي الأمريكية والتي كانت بلدة تاريخية سياحية وعاصمة لمملكة هاواي بالقرن التاسع عشر، وتفاقمت النيران بسبب قوة الإعصار دورا الذي يضرب راهنا منطقة المحيط الهادئ، ولجأ بعض السكان إلى إلقاء أنفسهم في المحيط هربا من ألسنة اللهب، فضلا عن ارتفاع حصيلة القتلى جراء الاحتراق إلى 80 قتيلا، والتي عدتها سلطات الولاية بأنها الكارثة الاكثر فتكا في تاريخ هاواي والخسائر تقدر بالمليارات.

ومن جانبها أعربت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية اليوم الأحد 13 أغسطس، عن تعازيها للولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة آثار حرائق ولاية هاواي، معلنتًا تضامنها لحكومة وشعب الولايات المتحدة وأسر الضحايا.

حرائق الغابات تطيل أنيابها دول المتوسط

استمرارا لموسم الصدمات والكوارث التي يشهدها فصل الصيف على مستوى العالم، إثر ارتفاع درجات الحرارة وتغيرات في نظم المناخ العالمي، فلم تقف خسائر اندلاع حرائق الغابات بجيزرة ماوي بولاية هاواي الأمريكية فقط بل وسعت عددة دول سبقتها ومن بينها:

فى كندا، تم حرق 8 ملايين هكتار حتى الآن منذ بداية العام، وهى حالة كارثية غير مسبوقة مع حوالى 400 حريق نشط وصل دخانها وانبعاثاتها الهائلة من أول أكسيد الكربون إلى بلدان مثل البرتغال وإسبانيا، مشكلة لها عواقب عالمية حيث يعد التعاون أمرًا ضروريًا، حيث أن الادخنة الناتجة عن الحرائق تزيد من نسبة الكربون وهو ما يزيد من الأمر سوءا ويعيق مكافحة التغير المناخى.

ففى اليونان، اندلع 61 حريقا جديدا خلال 24 ساعة والتى أدت إلى مصرع شخصين، وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة والتى تجعل الحرائق فى البلاد خارجة عن السيطرة، فى الوقت الذى تعانى فيه دول آخرى فى أوروبا من استمرار الحرائق أيضا مثل إيطاليا.

أما فى إيطاليا، فلا تزال العديد من الحرائق نشطة فى جنوب البلاد وتم تسجيل أكبر عدد لها الآن فى منطقة بوليا، وعلى الرغم من أنه تم بالفعل السيطرة على الحريق الكبير الذى شهده ساحل بوليا طوال الليل من قبل فرق الإطفاء، إلا أن هناك عدد من الحرائق القليلة الأخرى.

بينما تبدأ صقلية حساب الأضرار بعد الحرائق الرهيبة فى هذه الأيام، فقد أعلنت حالة الأزمة والطوارئ الإقليمية وطلبت من الحكومة الوطنية الاعتراف بحالة الطوارئ أيضًا بسبب موجة الحر الاستثنائية فى الجزيرة. 

ومنذ بداية العام الجاري 2023، اشتعلت النيران في قرابة 8,300 هكتار من الغابات في فرنسا، ووُضعت إدارة منطقة بوش دو رون، في حالة التأهب القصوى "إنذار أحمر"؛ إذ ترى السلطات "مخاطر عالية جدًا" لحرائق الغابات.

وامتدّت حرائق الغابات إلى سوريا، وتحديدًا في محافظة اللاذقية المطلة على البحر المتوسط شمال غرب البلاد؛ ما دفع السلطات المحلية إلى الاستعانة بالمروحيات لإخمادها.

لم تسلم تونس من تلك الحرائق أيضا، فتم اتلاف العديد من الغابات بها نتيجو تلك الحرائق التي اندلعت في منطقة طبرقة الشمالية الغربية، وأجلت السلطات ما يزيد على 300 شخص من قرية ملولا الساحلية عبر القوارب، بينما ظل رجال الإطفاء يحاولون السيطرة على حرائق الغابات في المناطق الـ3 شمال غرب البلاد: بنزرت وسليانة وبجا.

 

ما أسباب اندلاع حرائق الغابات؟

تعتبر حرائق الغابات الكارثة الأكثر خطرا في تهديد النظام البيئي للحيوانات والنباتات، فضلا عن الظروف الحارة التي إذا زادت تُزيد من مخاطر حرائق الغابات، حيث أوضحت هيئة الأرصاد الجوية أن الأسباب الرئيسية لنشوب حرائق في الغابات ثلاثة عوامل وهم ( الأكسجين، و الوقود ، والحرارة)؛ لأن هذه المكونات الثلاثة هي ما تشعل النيران.

الأكسجين الذي يوجد في الهواء  يتحد مع مصدر الوقود ويوفر البيئة المناسبة للاشتعال، فضلا عن الوقود وهو الشيء الذي يحترق في النار، ويمكن أن يتواجد الوقود في الكثير من الأشكال مثل  الأغصان الميتة، الأوراق الذابلة، البلاستيك، القماش، السوائل وغيرهم، وكل نوع من هذه الأنواع يحترق بدرجة مختلف، مرورا بالحرارة وهي العامل الأساسي الذي يربط بين الأكسجين والوقود ويمكن أن نقول أنه بالحرارة يكتمل مثلث النار.

وتصنف أسباب اندلاع الحرائق إلى قسمين أساسية و(عوامل طبيعية، وعوامل من صنع الإنسان):

تنشأ أسباب الحرائق في الغابات من أسباب طبيعية أحيانا من ضمنها: حيث ذكرت هيئة الأرصاد أن  المناخ الجاف فهو  أحد أهم العناصر التي تتسبب في إشعال حرائق الغابات، حيث أن قلة نزول المطر تسبب دمار كبير، لأن درجات الحرارة تكون حينها مرتفعة للغاية، وهذا يتسبب في جفاف ورق الشجر، وتصبح الأغصان أكثر سخونة، وبالتالي يكون هذا وقود مناسب جدا للاشتعال، وغالبا ما تبدأ هذه الحرائق وقت الظهيرة لأن درجات الحرارة تكون مرتفعة أكثر، ولا يستغرق الأمر وقتا حينها ليشتعل مصدر الحرارة والوقود سريعا فضلا عن البرق، و حمم البراكين.

ويمكن للعوامل البشرية أيضا أن تتسبب في حرق الغابا ت مثل زيادرة غاز ثاني أكسيد الكربون نتيجة المصانع، حرق المزارعين للأعشاب الضارة والشجيرات الصغيرة الجافة، فضلا عن النسيان و الإهمال كأعقاب السجائر، كما يوجد أيضا الألعاب النارية ومخلفات المتنزهين من جمرات الفحم.

كيف يمكن السيطرة على الحرائق؟

تعتمد نظرية الإطفاء على ثلاث وسائل وهم ( التبريد- الخنق - التجويع).

التبريد: تبريد المكان المحترق وما فيه من مكونات بالماء.

الخنق: تغطية الحريق بحاجز يمنع وصول الأكسجين إليه.

التجويع: هو الحد من كمية المواد القابلة للاشتعال في مكان الاحريق