عقد مجمع إعلام بورسعيد ندوة بعنوان "أكتوبر المجيد.. أسطورة شعب عظيم"، بكلية الآداب جامعة بورسعيد، وذلك في إطار الحملة التثقيفية الحوارية التي أطلقتها الهيئة العامة للاستعلامات تحت شعار "أكتوبر.. إرادة الانتصار وعزيمة البناء" بمناسبة الذكرى الرابعة والأربعين لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة عام 1973.
وأكد الدكتور محمود محمد متولي، أستاذ التاريخ الحديث بكلية الآداب جامعة بورسعيد، أن حرب أكتوبر تعد هي الأكبر بعد الحرب العالمية الثانية، إذ استطاع المصريون بمهارة قلب موازين القوى العالمية في إحدى جولات الصراع العربي الإسرائيلي، حيث خططت القيادتان المصرية والسورية لمهاجمة إسرائيل على جبهتين في وقتٍ واحد بهدف استعادة شبه جزيرة سيناء والجولان التي احتلتهما إسرائيل في 1967.
وكانت الخطة تعتمد على مفاجأة إسرائيل بهجوم من الجبهتين، المصرية والسورية، وخداع أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية الأمريكية من أجل استرداد الأرض التي احتلتها إسرائيل بالقوة، بهجومٍ موحدٍ مفاجئ في يوم 6 أكتوبر الذي وافق عيد الغفران اليهودي.
وأضاف "متولي" أن مصر بدأت الحرب بضربةٍ جوية تشكّلت من 222 طائرة مقاتلة عبرت قناة السويس، بعدها، جاءت عمليات عبور مجموعات من الدبابات قناة السويس لتدمير دبابات العدو ومنعها من التدخل في عمليات عبور القوات الرئيسية، وعدم استخدام مصاطبها بالساتر الترابي على الضفة الشرقية للقناة.
وفي الساعة الثانية وعشرين دقيقة، أتمّت المدفعية القصفة الأولى لمدة 15 دقيقة، وفي توقيت القصفة الثانية، بدأت موجات العبور الأولى من المشاة في القوارب الخشبية والمطاطية.
وفي خلال الظلام، أتمّت عملية العبور، ونجحت مصر وسوريا في تحقيق النصر، حيث تم اختراق خط بارليف خلال 6 ساعات فقط من بداية المعركة، وأوقعت القوات المصرية خسائر كبيرة في القوة الجوية الإسرائيلية، وحطمت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر في مرتفعات الجولان وسيناء.
وأجبرت إسرائيل على التخلّي عن العديد من أهدافها مع سوريا ومصر، كما تم استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، وجميع الأراضي في شبه جزيرة سيناء، واسترداد جزء من مرتفعات الجولان السورية، ومهّدت الحرب الطريق لاتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل في سبتمبر 1978م، وعودة الملاحة في قناة السويس في يونيو 1975م.
كما أكد "متولي" أنه عند التحدث عن بطولات أكتوبر، يجب التأكيد على أن هناك دروس مستفادة نهديها للشباب المصري، ومن أهمها إن المصلحة العليا للوطن فوق الصالح الشخصي وعدم الإنصات إلى دعاوى الإحباط واليأس، والإصرار على تحقيق الأهداف، وأن الأسلوب العلمي والتفكير المنطقي هو الضامن لتحقيق الأهداف والثقة في قدرات شعبنا هو المدخل الطبيعي لتحقيق التقدم والنهضة.