الإثنين 25 نوفمبر 2024

د. مايسة شوقي : مدارس مجتمعية لضحايا الزواج المبكر

  • 3-10-2017 | 13:31

طباعة

حوار : إيمان الدربى

جهود عديدة تبذلها الدولة لتمكين المرأة اجتماعيا من خلال محاربة الكثير من الظواهر المجتمعية السلبية التى تمثل خطورة عليها وعلى أسرتها وأطفالها، وفى مقدمتها المجلس القومى للأمومة والطفولة، الذى تتولى مهمة الإشراف عليه د. مايسة شوقى، نائب وزير الصحة والسكان، والتى حاورتها «حواء » حول جهود المجلس فى الحد من الزواج المبكر، ومواجهة ظاهرة ختان الإناث وغيرها من الممارسات السلبية التى قد تضر بصحة المرأة، فجاء هذا الحوار ..

- هل نجح تغليظ عقوبة ختان الإناث فى الحد من الظاهرة؟

فى البداية لابد من وضع الإطار الحاكم للقضية وقدرة القانون وتأثيره على المجتمع فى الاعتبار، إلى جانب العادات والتقاليد والموروثات المجتمعية والتى تعد الأصعب في التغيير خاصة عندما تكون قديمة ومتعمقة فى نفوس أفراد المجتمع، لكن للأسف عندما تم تغليظ العقوبة أصبحت الجريمة تتم في صورة أكثر سرية ويأخذ أهل الفتاة الحيطة، ويتم التستر أكثر على الجريمة, فإذا حدث للفتاة نزيف لا يلجأ أهلها إلى المستشفى خوفا من المساءلة، وفى حالة وفاتها لا يتم الإبلاغ عن الواقعة خاصة فى المجتمعى الريفى والصعيدى.

- على الرغم من حملات التوعية بخطورة الختان إلا أن بعض أفراد المجتمع يربطون بينها والدين وعفة الفتاة، فما تعليقك على ذلك؟

ختان الإناث عادة أفريقية بدليل عدم وجودها فى العديد من الدول العربية كتونس والمغرب والسعودية، بل يقتصر وجودها على دول حوض النيل، وقد تم الربط بينها وبين الدين خطأ, فلو كان الختان سنة لكان رسولنا الكريم ختن بناته، لذا أود أن أؤكد أن هذه العادة ليس لها أى سند ديني، حيث ترفضها الكنيسة وكذا الأزهر والأوقاف ودار الإفتاء، وقد اجتمعت المؤسسات السابقة وأصدروا وثيقة لإنهاء العنف ضد الأطفال في 8 مايو 2016، نصت على أن ختان الإناث مظهرا للعنف الممارس ضد الأطفال، أما عن ارتباطها بعفة الفتاة فليس لها أى أساس من الصحة لأن الشهوة منبعهما العقل، وقد كان للمجلس القومى للطفولة والأمومة جهد ملحوظ فى هذا الصدد من خلال إطلاق خط نجدة الطفل 16000، حيث يتلقى الشكاوى من الفتيات اللائى يشعرن بمؤامرة  تحاك ضدهن سواء فيما يتعلق بالختان أو الزواج المبكر، فيتم متابعتها من خال إرسال عدد من الاخصائين الاجتماعين والنفسيين إليهن وإلى أسرهن  لتوضيح مخاطر هاتن الظاهرتن على صحة الفتيات النفسية والجسدية، ومحاولة مواجهة هذه الجريمة.

- وهل يستعين المجلس بالخطاب الديني سواء الإسلامي أو المسيحي فى التوعية بخطورة هذه العادات؟

لا يمكن إغفال دور الخطاب الدينى فى محاربة بعض العادات المجتمعية الخاطئة، وقد خاطبت وزير الأوقاف بتخصيص 31 خطبة لموضوعات مجتمعية منها: ختان الإناث والزواج المبكر وعمالة الأطفال والهجرة غير الشرعية ومناهضة العنف ضد المرأة والأطفال والتمييز السلبي، وقد وافق الوزير مبدئيا على أن يتم تضمينها في خطبة الجمعة، كما تقوم الكنيسة بدور كبير فى التوعية المباشرة حول مخاطر تلك العادات خلال درس الأحد تنفيذا للوثيقة التي أعلنت في 8 مايو 2016.

وماذا عن المشروعات التى تهتمون من خلالها بتوعية الشباب  بالممارسات الخاطئة ضد المرأة كالزواج المبكر وغيرها ؟

لدينا برنامج «الرائد الجامعى « » شباب الجامعة قوة مصر » حيث تم إعداد 1200 طالب فى مختلف جامعات مصر من خلاله لمناقشة موضوعات  اجتماعية تتعلق معظمها بالمرأة مع زملائهم فى الجامعة كمحاولة  لتوعية الطاب بمخاطر بعض العادات المجتمعية الخاطئة وفى مقدمتها ختان الإناث والزواج المبكر.

وكيف يواجه المجلس مشكلة الزواج المبكر خاصة فى النجوع والقرى والمناطق العشوائية؟

نسعى إلى مواجهة هذه المشكلة من خلال الاهتمام بالتوعية الإيجابية والمباشرة فى

هذه المجتمعات لكافة فئاتها، كما أنشأ المجلس مدارس مجتمعية صديقة للفتيات اللائى تزوجن  فى سن مبكر، حيث تلتحق الفتيات بها لإتمام دراستهن فى حالة زواجهن بشكل مبكر.

- وكيف يستخدم رصد التسرب من التعليم في مواجهة الزواج المبكر؟

اقترح المجلس مشروع قانون لإنفاذ عقوبة التسرب من التعليم بولاية المحافظ وليس وزير التربية والتعليم لأن هذا سيعطي آلية لرصد أسرع، فعندما يخطر مدير مديرية التربية والتعليم المحافظ عن الأطفال المتسربين من التعليم تصبح الدائرة مغلقة على قدر المحافظة، وعلى ذلك يتم البحث عن أسباب تغيب الأطفال عن المدرسة ليتم تدارك المشكلة وإعادتهم للمسار التعليمي الخاص بهم قبل حدوث الزواج المبكر أو عمالة الأطفال، كما اقترح المجلس مشروعا آخر لمعاقبة المأذونين الذين يثبت في شأنهم أنهم يزوجون الأطفال عرفيا، ثم يوثقون الزواج فيما بعد بشطبهم من المأذونية أو بتغليظ العقوبة ضدهم ما يحد من الزواج المبكر والعرفى.

ومتي نتمكن من القضاء علي الزواج المبكر؟

عند دخول استراتيجية مناهضة الزواج المبكر حيز التنفيذ، وعمل الجهات المعنية بفكر استراتيجي، لذا أدعو وزارات الصحة والسكان والتربية والتعليم والأوقاف ومؤسسة الأزهر الشريف والكنيسة المصرية وأتحاد نقابات العمال وسكرتارية المرأة العاملة ومؤسسات المجتمع المدنى بتوحيد جهودها للقضاء على القضية حتي يستقر في يقين الناس وأذهانهم أن هذه العادات خاطئة وتمثل خطورة على الفرد والمجتمع، لكن للأسف تغيير العادات والتقاليد المجتمعية والمعتقدات الدينية يأخذ وقتا طويلا.

وماذا عن مشروعاتكم للإهتمام بصحة الفتاة المراهقة أسوة بالمرأة؟

هناك مشروع لصحة المراهق ن يهتم المجلس به منذ عدة سنوات، وهو يعنى بكيفية التواصل مع المراهق ن سواء كانوا إناثا أو ذكورا من خال الإهتمام بمراعاة أوضاعهم الصحية وإكسابهم العديد من المعلومات فيما يتعلق بالصحة الإنجابية ومرحلة البلوغ والمتغيرات التى تحدث للفتى والفتاة، بحيث يتم توظيفهم فيما بعد كرواد يقومون بإرشاد ذويهم من الأصدقاء فى نفس المراحل العمرية بما اكتسبوه من معلومات.

ماذا عن دور الإستراتيجية القومية للسكان في الحد من أعداد المواليد؟

تعمل الاستراتيجية من خال ربطها بمخرجات البحث العلمي بواسطة وسائل تنظم الأسرة والارتقاء بخصائص السكان لتقليل أعداد المواليد من خال الاهتمام بالخدمات الصحية والتعليمية وغيرها لأن المناطق التي تكثر بها حالات الوفاة تكون عمليات الإنجاب مرتفعة.

    أخبار الساعة