الجمعة 17 مايو 2024

احذر المواقع الإلكترونية

3-10-2017 | 15:45

كتبت : إيمان العمرى

«بفضل التكنولوجيا أصبح العالم قرية صغيرة » حقيقة لا ينكرها أحد، فأى حدث أينما يقع يمكن معرفته وتفاصيله وقت حدوثه، كما يمكن متابعة القضايا الدولية التى تشغل الرأى العام من خلال الوسائل التكنولوجية الحديثة، لكن كيف يتعامل الأصدقاء مع هذه القضايا، وما وسائل الاتصال الحديثة التي يتابعون أخبار العالم من خلالها؟

فى البداية تقول نوران أحمد محمود - 26 سنة - موظفة ائتمان بأحد البنوك: أتابع القضايا المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن لا أحاول أن أناقشها على تلك المواقع، فللأسف لا يحترم أحد اختلاف الآراء حيث يتمسك كل شخص بوجهة نظره، ومن يعترض يتعرض لنقد شديد يصل لحد التجريح من رواد تلك المواقع، لذا أحتفظ بآرائي لنفسي ولا أتحدث عنها إلا مع أفراد أسرتي. وتتابع هالة الصفتي من خ ال شبكة الإنترنت أوضاع الدول في مجالات الصناعة والتعليم والتكنولوجيا، كما تهتم بالقضايا الاجتماعية الخاصة بالأطفال وتدهور الأخلاق وغيرها من الموضوعات الإنسانية ذات الطبيعة العالمية وتقول: أتابع تلك القضايا على المواقع الإلكترونية الإخبارية المختلفة بشرط أن يكون كاتبها شخصا موثوقا فيه، وكذلك الحال بالنسبة لمواقع التواصل الاجتماعي فلابد من الحرص على معرفة صاحب الرأى عند مطالعتها.

أما مي محمد الشريف، خريجة كلية الألسن فتهتم بالقضايا السياسية والفنية وأخبار الشخصيات العامة، وتعتمد على المواقع الإخبارية التى تتحرى المصداقية والدقة فى نقل الخبر وتقارن بينها وغيرها من المواقع لتجنب الأكاذيب والشائعات التى يروج لها بعض الأفراد، وتقول: عندما أقرأ لكاتب ما أكون على يقين أنه ينحاز لرأيه الشخصي، لذا أحاول أن أكون رأيى تجاه القضايا المختلفة من خلال  مناقشتها مع زملائى وأصدقائى، لأصل في النهاية إلى رأى  نابع من قناعة داخلية.

قرية صغيرة

وتعلق على طرق تعامل الشباب مع القضايا الدولية الكاتبة السياسية بهيجة حسين قائلة: لا شك أن العالم أصبح قرية صغيرة بفضل التقدم الكبير في وسائل الاتصال والذى أتاح متابعة الأحداث العالمية وأوضاع الدول الكبرى، إلا أن عرض تلك الأحداث والوقائع احيانا لا يتصف بالموضوعية.

لكن يبقي السؤال هل أثرت تلك الوسائل في تفاعل الشباب مع القضايا العالمية؟ للأسف أسهمت فقط في المعرفة المحدودة التي لا تؤدي إلى تكوين رأي واع ومثقف حول القضايا العالمية فهي لا تخضع للاستقصاء والبحث العلمي فيما تقدمه  من معلومات.

وتضيف: لا يمكن أن يكون لدى الشباب معرفة واعية بالقضايا الدولية من خلال مواقع التواصل  الاجتماعى فالأمر يحتاج إلى البحث والإجتهاد من قبل الشاب نفسه بل والقراءة حتى يستطيع الوصول إلي المعلومة.

المنظور الأسهل

عن هذه القضية تقول د. سهير عثمان، أستاذ مساعد الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة:  يلجأ الشباب إلى تبنى المنظور الأسهل للأمور، بمعنى أنه لا يريد أن يرهق نفسه للوصول إلى المعلومة الدقيقة، فيكتفى بمتابعة مواقع التواصل الاجتماعى.

وتنصح د. سهير بالتعرض لوسائل الإعام التقليدية عند الرغبة فى متابعة القضايا المهمة مع التأكد من صحة المعلومات المنشورة، لافتة إلى أن الشباب يتعاملون مع الأحداث العالمية بسطحية بهدف التهويل والتضخيم دون فهم صحيح لأبعاد القضية المثارة.

***

أكدتها الدراسات .. ثقة الشباب فى الصحف الإلكترونية ضعيفة

كشفت دراسة أجرتها د. سماح عبد الرازق الشهاوي، المدرس المساعد بكلية الإعام جامعة القاهرة أن مصداقية الصحف الإلكترونية وتحريها الدقة فى نقل الخبر متوسطة، مع تدني مستوى الموضوعية، فيما غلب التقييم المنخفض بالنسبة للالتزام بأخلاق المهنة فيما تنقله تلك المواقع من أخبار.

 حملت الدراسة عنوان «مصداقية الصحف الإلكترونية » ، وقد أجريت الدراسة على عينة من الشباب مكونة من 200 شاب تراوحت أعمارهم بين 18 - 35 عاما.