السبت 4 مايو 2024

في ذكرى ميلاده.. من هو جون جالزورذي «صاحب المِلك»؟

جون جالزورذي

ثقافة14-8-2023 | 20:02

عبدالرحمن عبيد

 تحل علينا اليوم ذكرى ميلاد الأديب البريطاني "جون جالزورذي" الحاصل على جائزة نوبل للآداب لعام 1932، والذي يعد من أبرز الأدباء الإنجليز، وصاحب قضية إنسانية واجتماعية، أسس لها في كتاباته الأدبية من رواية ومسرح، ترك المحاماة من أجل تجارة الأعمال، ثم اتجه إلى الكتابة.

البدايات

ولد "جالزورذي" في 14 من أغسطس علم 1867 ببلدة "كينغستون أبون تيمز" جنوب غرب لندن، وهو سليل عائلة إنجليزية عريقة، درس القانون بجامعة أكسفورد، وتخرج فيها عام 1890، إلا أنه رفض أن يسلك طريق المحماة ذلك الطريق الذي أعده له والده مسبقًا، وقرر عوضًا عن ذلك العمل بالتجارة، فسافر إلى عدَّة دول من أجل عَقد صفقات تجارية وتنمية ثروة العائلة، وأثناء سفره إلى الخارج قابل الاديب البريطاني من أصول إيرلندية "جوزيف كونراد"، وكان هذا اللقاء هو البداية التي دفعت "جالزورذي" للكتابة والإبداع.

جوزيف كونراد

جمعت بين "جالزورذي" وزوجة ابن عمه عِلاقة حب سرية، وقد بدأت تلك العِلاقة عام 1895، وأدت في النهاية إلى زواجهما عام 1905 بعد أن وقع الطلاق بينها وبين ابن عمه، واستمر زواجهما حتى وفاة "جالزورذي".

جون جالزورذي مع زوجته

الصندوق الفضي.. الانطلاقة الأولى

كتب "جالزورذي" عدَّة قصص قصيرة، ونشرها تحت اسمٍ مستعرٍ، ثم اتجه للكتابة المسرحية، فقام بتأليف مسرحية "الصندوق الفضي" -the silver box - والتي مُثلت لأول مرة على مسارح لندن عام 1906، وحققت له شهرةً كبيرة، جعلته متميزًا بين أبناء جيله من كِبار أدباء بريطانيا آنذاك، مثل: "هربرت جورج ويلز، وجوزيف كونراد، وجورج برنارد شو"، والمسرحية عبارة عن كوميديا تدور أحداثها في ثلاثة فصولٍ، تحكي عن اختفاء علبة السجائر أو الصندوق الفضي الذي يوضع فيه السجائر، وكيف اختلف تعامل ابن السياسي الغني ورجل عاطل عن العمل مع هذا الموقف.

 

صاحب المِلك

ناقشت أعمال "جالزورذي" الكثير من قضايا المجتمع، واتخذت من الأسرة محورًا لها، فيتحدث عن حقوق المرأة، والوضع الاجتماعي الأسرة، والتفاوت الطبقي الحاصل في بريطانيا، وغيرها من الموضوعات.

وتعد روايته "صاحب المِلك" وهي الحكاية الأولى من السلسلة المُسمَّى "ملحمة أسرة فورسايت" المكونة من 16 جزءً، أشهر أعماله الأدبية والتي بسببها حصل على جائزة نوبل للآداب لعام 1932، حيث جاء في حيثيات المنح الصادرة عن الأكاديمية السويدية لذلك العام: "لفنه الروائي المتميز الذي يأخذ شكله الأعلى في «ملحمة أسرة فورسايت»"، وقد تحولت هذه السلسلة فيما بعد إلى عددٍ من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية والإذاعية.

أعادت "دار الكرامة" سنة 2018 طبع هذه الرواية بترجمة الناقد الراحل محمد فريد الشوباشي، ومما جاء على غلاف هذه الطبعة: "عائلة «فورسايت» هي إحدى عائلات الطبقة المتوسطة العليا التي كانت تمتلك كثيرًا من العقارات في بريطانيا في أواخر القرن التاسع عشر. تضطرب حياة «سومز فورسايت» وزوجته «آيرين» حينما يعهد «سومز» إلى المهندس الشاب «بوزيني» ببناء بيت له خارج المدينة، إذ يتعلق «بوزيني» بالجميلة «آيرين». تطلب «آيرين» الانفصال ويرفض زوجها، فتتطور الأحداث، وتخرج عن سيطرة أبطالها بطريقة لم يكن أحد يتصورها، بسخرية ذكية، وبكثير من الرحمة أيضًا، يرسم «جالزورذي» صورة للمجتمع الإنجليزي الفيكتوري المخملي".

 

المناصب

 انتخب "جالزورذي" أول رئيس لنادي القلم من سنة 1921 حتى سنة 1932 ثم خلفه هربرت جورج ويلز، حصل على وسام الاستحقاق عام 1929، وذلك بعد رفضه لقب فارس، بالإضافة إلى عضويته بـ "الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم".

 

أعماله

ومن مؤلفاته: "الهروب، شجرة التفاح، ثوب المهرج، زهر الظلام"، بالإضافة إلى الترجمة العربية لمسرحيتين صدرا ضمن "سلسلة روائع المسرح العالمي" هما "اللعبة الغادرة" بترجمة: شوقي السكري، ومراجعة: فؤاد أندرواس، عدد رقم: 12، و"الابن الأكبر" بترجمة: حسن عبدالمقصود حسن، ومراجعة وتقديم: أحمد خاكي عدد رقم 53.

 

الرحيل

حينما وصل إلى "جون جالزورذي" نبأ فوزيه بجائزة نوبل، كان طريح الفراش فلم يحضر حفل تسلم الجائزة، وبعدها بستة أسابيع توفي يوم 31 من يناير عام  1933، عن عمر ناهز 66 عامًا، وقد أُحرقت جثته بتوصيةٍ منه، وقامت الحكومة البريطانية -في وقت لاحقٍ- بتشييد نُصبٍ تذكاريٍ تكريمًا له.

Dr.Randa
Dr.Radwa