أيها الحاضر الغائب الذي يؤثر في الجميع، الذي يصبح مع الأيام جزءً منا.. وأحيانًا يتحكم في بعض أيامنا.. (الماضي).. تضع بصمتك في قلوبنا قبل نفوسنا وترسم الكثير من المعاني بقوة وعمق على جدران أيامنا وتهاجمنا أحيانًا فمن منا ليس له ماض عاش فيه وأثر فيه وتأثر به، من منا ليس له ذكريات وتجارب ودروس !!!
وأنت تترك الأثر وترحل .. ألا يهمك أو يعنيك إن كان الأثر حزن أم فرح، شقاء أم سعادة. لماذا تفعل هذا أيها الماضي ونحن عشناك بكل مشاعرنا الجياشة وبكل حنين للأحبة، وبكل أمل في ترك بصمة جميلة على أيامك أيها الماضي.
لماذا تأتينا بالحزن غالبًا.. وقد تدمع العيون وقد يتعب القلب من التذكر.. فنحن نحبك أيها الماضي ونُحنّ إليك فإن من ليس له ماضي لا يرى مستقبله بوضوح.. فنحن نحب أن نحافظ عليك ولا ننساك أبدًا برغم أنك يا ماضي أصبحت في الماضي.
فهل تشير علينا برأي فأنت لديك كل الدروس وخلاصة تجارب السنين والأيام ماذا تقول.
أولًا أن نحاول أن نذكرك بعقولنا فقط دون مشاعرنا.. فنذكر الحدث ولا نذكر الأثر.. نتطلع للسماء ولا نرى الغيوم.. نأخذ العِبرة ولا تأخذنا العَبرة.
ثانيًا نحاول أن نذكر الذكرى الجميلة كما نذكر الذكرى الحزينة.. ولا نذكر الحزين فقط فالذكرى الجميلة أسعدتنا وأضفت على ذكرياتنا بريق الفرح والامتنان فلماذا ننساها والذكرى الحزينة نأخذ منها الدروس والحكم فلولا الظروف الصعبة ما تعلمنا الكثير في هذه الحياة.
فإذا جعلنا من كل تجربة شمعة.. ولو وضعنا شموع تجاربنا حول طريقنا في الحياة لأضاءت لنا كل طريق وقربتنا من كل صديق وهونت علينا الكثير من أوقات الضيق..
فهيا بنا ننظر للماضي نظرة به تليق..
نظرة جديدة مشرقة تشمل كل الجوانب والذكريات الحزينة والسعيدة.