تحل علينا، غد الخميس، 16 أغسطس ذكرى رحيل الشاعر والمناضل الجزائري الكبير مفدي زكريا، والذي صاغ كلمات النشيد الوطني الجزائري، "قسمًا بالنازلات الماحقات"، ولحنه الموسيقار محمد فوزي، بالإضافة إلى عمله المميز «إلياذة الجزائر»، التي سجل فيها تاريخ الجزائر في شكل ملحمة شعرية.
ولد مفدي زكريا في 12 من يونيو عام 1908 بولاية غرداية بدء تعليمه بحفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ اللغة العربية، وواصل تعليمه بمدينة تونس نظرًا لعمل أبيه هناك، ثم التحق بجامعة الزيتونة وتخرج فيها.
انضم إلى العمل سياسي وهو في مقتبل العشرينيات من عمره؛ توزع عمله النضالي في أكثر من جبه، أبرزها انضمامه إلى "جبة تحرير الجزائر" والتي خلدها مفدي زكريا عند كتابته النشيد الوطني للجزائر فيقول: "جبهةَ التحريرِ أعطيناكِ عهدًا ... وعقدنا العزمَ أنْ تحيا الجزائر".
اعتُقِل زكريا، خمس مرات من قبل قوات الاحتلال الفرنسي منذ عام 1937 إلى عام 1959، وكان أبرزها الاعتقال الأخير سنة 1957 في سجن "بربروس" -سركاجي حاليًا- والذي استمر 3 سنوات، وبعد أن أفرج عنه سافر إلى المغرب، ومنها إلى تونس من أجل التداوي، وباشر من هناك نضاله من أجل تحرير الجزائر.
مارس في الصحافة؛ حيث ترأس تحرير مجلة الحياة عام 1933، ثم محررًا في جريدتي البرلمان والشعب الجزائريتين عام 1937، ثم عمل في إذاعة تونس، وكتب للصحف المصريّة، مثل جريدة "اللواء".
توفي مفدي زكريا يوم 16 من أغسطس عام 1977 بتونس، ونقل جثمانه إلى الجزائر، من أجل أن يدفن بمسقط رأسه في بني يزقن ولاية غرداية.