الأربعاء 26 يونيو 2024

استعادة روح أكتوبر فى حربنا على الإرهاب

4-10-2017 | 16:10

بقلم – عزت بدوى

من حق كل مصرى أن يفخر بمصريته.. أنا مصرى وأبويا مصرى وجدى كمان مصرى.. بل من حق كل عربى أن يعتز بعروبته . أن يزهو ويفتخر بالجيش المصرى الذى رد اعتبار وكرامة المقاتل العربى فى حرب العزة والكرامة عام ١٩٧٣ ويمحو عار الهزيمة الظالمة التى لحقت بالمقاتل العربى والجيوش العربية على الجبهات الثلاث مع إسرائيل فى حرب لم يخوضوها أصلاً عام ١٩٦٧

بعد غداً الجمعة تمر الذكرى ٤٤ على أعظم انتصارات الجيش المصرى فى حرب أكتوبر المجيدة عام ١٩٧٣.. وللأسف الشديد الكثير من شبابنا اليوم لا يدرك فحوى ما حدث فى ملحمة أكتوبر البطولية وما سطره أبطالنا منملاحم بطولية على جبهات القتال فى البر والبحر والجو فى تلك المعارك البطولية.

لقد عجز الإعلام المصرى حتى الآن عن إنتاج فيلم وثائقى أو سينمائى يسجل البطولات التى سطرها المقاتلون المصريون من أبناء قواتنا المسلحة على شط قناة السويس وأرض الفيروز.. لا يدرك شبابنا اليوم حجم ما تحقق والتحديات التى كانت على الأرض والضغوط النفسية على الشعب المصرى فى تلك الفترة.. لا يدرك شباب اليوم البطولات التى سطرها جنودنا فى مواجهة أحدث ما أنتجته الترسانة الأمريكية لدعم ومساندة إسرائيل فى الحرب، لكنها إرادة المقاتل المصرى خير أجناد الأرض وعقيدته القتالية وروحه المعنوية التى تطال عنان السماء فى رد اعتباره وكرامته واسترداد أرضه المغتصبة والدفاع عن وجوده وهيبته تفوقت على كل المعطيات، فالتخطيط على أعلى درجة من الدقة والإصرار والعزيمة على النصر لا تقف أمامها أى عقبات.

منذ ٤٤ عاماً انطلق المقاتلون المصريون البواسل فى «عز» الظهر ليعبروا أكبر مانع مائي فى العالم «قناة السويس» وتحطيم خط بارليف المنيع ويباغتون الجيش الإسرائيلى وجهاً لوجه غير عابئين بما تبثه آلة الإعلام الصهيونية ليل نهار من تحويل مجرى قناة السويس إلى محرقة وكتلة من لهب «النابالم» لكل من يفكر فى الاقتراب منها أو عبورها ناهيك عن الدعاية الإعلامية الصهيونية عن الخطوط الدفاعية الحصينة لخط بارليف على شط القناة الشرقى، والحصون المنيعة للجيش الإسرائيلى الملقب بالجيش الذى لا يقهر المزود بأحدث ما أنتجته الترسانة العسكرية الأمريكية من أسلحة متطورة بداية من الدبابات البرمائية إلى المدرعات وطائرات الفانتوم آف ١٥ و١٦ الملقبة بالذراع الطويلة للجيش الإسرائيلى.

ما سطره أبطال مصر من بطولات فى حرب الكرامة عام ١٩٧٣ مازال يدرس فى أكبر المعاهد العسكرية فى العالم.. كيف أبطل المصريون مفعول قنابل النابالم التى زرعتها إسرائيل فى قناة السويس وكيف انهار خط بارليف الحصين تحت أقدام المقاتلين المصريين الأبطال وتحول فى لحظات إلى «سراب» وكيف وجد قادة وجنود الجيش الإسرائيلى أنفسهم فجأة وجهاً لوجه فى مواجهة أبطال الجيش المصرى لأول مرة فى حياتهم؟

يجب أن يعرف شبابنا أن أبطاله من رجال القوات المسلحة سطروا أسماءهم بحروف من ذهب فى سجل الشرف والكرامة فى حرب تحرير الأرض وأنهم قلبوا كافة النظريات والموازين العسكرية فى العالم، لقد تحول أبطالنا من رجال القوات المسلحة إلى كابوس يطارد الإسرائيليين فى أحلامهم ويقض مضاجعهم ويجعلهم يفرون من مواقعهم الحصينة فى سيناء كالفئران المذعورة أمام المقاتلين المصريين.

لقد فوجئ الجيش الإسرائيلى وللمرة الأولى بأن العقيدة العسكرية للمقاتل المصرى سلاح فتاك لا تضاهيه أحدث ما أنتجته الآلة العسكرية فى أكبر دولة فى العالم، سلاح الإرادة والعزيمة المصرى «دحر» أحدث المدرعات الأمريكية وأسقط قائدها الإسرائيلى الجنرال «عساف ياجورى» وجنوده فى قبضة المقاتلين المصريين وقطع الذراع الطويلة للجيش الإسرائيلى المزودة بأحدث الطائرات الأمريكية ومنعها من الاقتراب من الأجواء المصرية وأسقط للأبد أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر.

إنه سلاح الإرادة والعزيمة يا سادة.. واليوم نحن نحتفى بذكرى هذه الانتصارات العظيمة التى تدرس فى كافة المعاهد العسكرية الدولية لكيفية عبور أكبر مانع مائى فى العالم وتحطيم أقوى خط دفاعى فى التاريخ، ما أحوجنا إلى تلك الروح التى كانت سائدة فى حرب أكتوبر المجيدة من التفاف شعبى حول أبطالنا من رجال القوات المسلحة والشرطة فى حربهم الشرسة التى يخوضونها فى مواجهة الإرهاب وداعميه.

وإذا كانت مصر تحدت إسرائيل ومن وراءها فى حرب التحرير عام ١٩٧٣ فإنها اليوم تخوض حرباً أشرس من حرب التحرير وهى حرب الوجود ذاته فى مواجهة الإرهاب وداعميه، منذ عام ١٩٧٣ خضنا معركة فى مواجهة «عدو» ظاهر لاسترداد أرضنا المغتصبة ورد اعتبارنا وكرامتنا وكان قرارنا محاربة إسرائيل ومن وراء إسرائيل.

وبالتخطيط المحكم ووحدة صفنا وإرادتنا وعزيمتنا حطمنا كافة القيود وسجلنا أشرف البطولات فى معركة العزة والكرامة وإذا كنا اليوم نخوض نفس المعركة إن لم تكن أشرس فالحرب على الإرهاب هى حرب وجود نكون أو لا نكون ونواجه إرهاباً أسود مدعوما دولياً لكسر إرادتنا وهدم كياننا الموحد وتحويلنا إلى دويلات متناحرة وتمزيق صفوفنا.. فإن من «دك» حصون خط بارليف ومن قطع الذراع الطويلة لإسرائيل ومن ألحق الهزيمة بالجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر لن تقف أمامه الجرذان المختفية ولا خفافيش الظلام التى تخشى ضوء النهار مهما يكن داعموها ومن يقف وراءها ومهما تكن قوتهم.

فعلى المصريين أن يستعيدوا روح أكتوبر فى وقوفهم خلف أبطالهم من رجال القوات المسلحة والشرطة فى حربهم ضد الإرهاب لاقتلاع جذوره من بلادنا وتطهيرها منهم.

    الاكثر قراءة