كتبت- أماني محمد
اعتمد البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، لمسار العائلة المقدسة في مصر كأحد أماكن برنامج حج الأقباط، اليوم، خلال زيارة يجريها حاليا وزير السياحة المصري يحيى راشد إلى الفاتيكان، والتي وصفها دبلوماسيون، بأنها خطوة إيجابية لها تبعاتها على الوضع داخل مصر كمزار سياحي ديني وخارجها في تحسين العلاقات مع الدول الأوروبية ولا سيما إيطاليا.
وشارك وزير السياحة، اليوم، فى القداس الذى أقامه بابا الفاتيكان البابا فرانسيس، والذى بارك فيه أيقونة رحلة العائلة المقدسة فى مصر وأعلنها من أنواع الحج المسيحية الرسمية فى العالم، ويعد مباركة البابا بمثابة دعوة للحجاج الكاثوليك حول العالم لأداء شعائرهم الدينية فى مصر ابتداءً من يناير 2018، والبالغ عددهم أكثر من 2 مليار نسمة.
وهذه ليست الزيارة الأولى لوزير السياحة بل الثانية عقب زيارته التي أجراها في مايو الماضي، والتقى فيها مع رئيس المؤسسة الرومانية للحج بدولة الفاتيكان، في أعقاب الزيارة التاريخية التي قام بها البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، إلى مصر في أبريل الماضي لبحث التعاون بين مصر والفاتيكان فى الترويج للسياحة الدينية، ومشاركته في مؤتمر الأزهر آنذاك.
الحج السياحي
وأشاد وزير السياحة يحيى راشد، بإعلان البابا خلال القداس اليوم فى الفاتيكان، أن رحلة العائلة المقدسة هو أحد أنواع الحج المسيحية، مؤكدا أن هذا الإعلان يروج كثيرا للسياحة المصرية فى العديد من دول العالم و يجذب أعداد كبيرة من المسيحيين لزيارة مصر.
ولفت إلى أن هذا الإعلان يأتى استثمارا للجهود التى تبذلها وزارة السياحة لإعادة ادراج مسار العائلة المقدسة على خريطة السياحة الدينية كمنتج سياحى واعد يجذب إليه شريحة كبيرة من السائحين حول العالم من المهتمين بهذا النمط السياحى.
تقريب العلاقات الإيطالية
السفير جلال الرشيدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال لـ«الهلال اليوم» إن تلك الزيارة لها تبعاتها الإيجابية منها أنها تشجع السياحة إلى مصر في ظل ظروف اقتصادية خاصة بعد نقص السياح القادمين إلى القاهرة خلال السنوات الماضية بعد حادث سقوط الطائرة الروسية في شرم الشيخ وتحذير الولايات المتحدة لرعاياها في مصر وكذلك الأزمة مع إيطاليا بعد مقتل الطالب جوليو ريجيني قبل عامين.
وأضاف أن اعتماد الفاتيكان للمسار بمثابة إعلان للسياحة إلى مصر في أوروبا ودول أمريكا اللاتينية، مشيرًا إلى أن البابا فرانسيس بابا الفاتيكان له قداسة وتأثير روحاني على الكثير من الأقباط الكاثوليك والاعتماد يعتبر دعوة للسياح من مختلف بلاد العالم لزيارة مسار العائلة المقدسة في مصر.
وأوضح أنه يقرب أيضا العلاقات مع الجانب الإيطالي من خلال دولة الفاتيكان والتي ستدعو للسياحة الدينية إلى مصر وتحسن الأجواء التي شابها قضايا أخرى من قبل، مشيرا إلى أن تلك الخطوة الخارجية يجب أن يتبعها خطوات داخلية بالتعاون بين الوزارات مثل السياحة والداخلية للتأمين والخارجية لمخاطبة العالم.
وأشار إلى أن المسار يقع في مناطق مختلفة داخل مصر وفي الصعيد وهو منطقة صحراوية وجبلية بها خطورة وبالتالي يجب وضع خطط لتأمين السياح في جميع المحافظات الموجود بها نقاط مسار العائلة المقدسة والتحرك بفكر غير تقليدي وليس اعتمادا على مجندي الأمن المركزي الذين لا يدركون أهمية المسار والسياح فيجب تقديم الخدمات إلى السياح ليتعرفوا عن قرب على المسار والأحوال داخل مصر وتاريخها.
دعوة للسياحة الأوروبية
وقال السفير ناجي الغطريفي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، لـ«الهلال اليوم» إن الخطوة إيجابية في صالح مصر التي تحتضن العديد من المواقع والمزارات الدينية وتاريخها مرتبط بتاريخ كل الديانات السماوية، مضيفا أن الفاتيكان مؤسسة روحية تدعو للتآخي والتراحم وفي ظل المرحلة الحرجة التي يمر بها العالم حاليا تعمل على تقديم الدعم والتوجيهات الروحية للأقباط، ومصر هي مهد الحضارات وبها مواقع عديدة لها جذور دينية.
وأضاف أن الاعتماد سيكون دعوة للسياحة الأوروبية للرجوع إلى مصر والتعرف على الحضارات المختلفة إذا عادت تدعم التواصل وتحسن وضع السياحة المتضرر، موضحا أن مصر مطلوب منها الاهتمام بالأمن والاستقرار في الأماكن السياحية وبهذا التوجه الجديد يفتح الباب للسياح للاستمتاع بما تحتضنه من آثار وتاريخ عريق.