تعاني بعض النساء من مشكلة الوسوسة والشك الدائم في نظافة بيتها وأولادها ونفسها، مما يجعلها تعيش في حالة من الرعب والتشكيك الدائم، ولذلك نوضح في السطور التالية أسباب شعور المرأة بالشك والوسوسة في كل حياتها، وأثر ذلك على الزوج والأسرة، وكيف تتخلص من الأثر النفسي لتلك الأزمة.....
تقول الدكتورة نورا رؤوف أخصائية الصحة النفسية والإرشاد الأسري، إن هناك فرق بين الوسواس القهري واضطراب الشخصية الوسواسية، والمرأة التي تشك في كل ما في حياتها من عدم كماله، تعاني من اضطراب الشخصية الوسواسية الذي يندرج تحت بعض الامراض النفسية، ويسيطر عليها فكرة متكررة وملحة، أنها بحاجه دائمة إلي الكمال والنظام والتحكم، وضروة الاهتمام الغير طبيعي بالتفاصيل والجداول والتنظيم، والخوف من استخدام المرافق العامة، و الاستحمام المتكرر، و غسل اليدين عدة مرات، و الخوف من الخروج من المنزل لجراثيم الهواء، و غسل الاسنان مرات متكررة، ومن المصافحة او الوجود في تجمعات، والخوف من الأكل في المطاعم، أو لمس المقابض، واستخدام المناشف، والمبالغة في استخدام المنظفات والمطهرات في المنزل، و كي الملابس عدة مرات لقتل الميكروبات، ويعد الرجال هم الأكثر شيوعاً للتعرض لوسواس النظافة.
وتضيف أخصائية الصحة النفسية، أن الأسباب وراء وسواس النظافة لدى المرأة، لا يوجد له سبب معرروف ومحدد حتى الان، فربما يرجع لبعض العوامل الوراثية وجينات العائلات، الذين يعانون من اضطراب الشخصية الوسواسية، أو التعرض لصدمة منذ الطفولة او معاملة الوالدين منذ الصغر والاهتمام بالنظافة بشكل مبالغ فيه والخوف من الامراض والجراثيم، مما جعلهم يشعرون دائما بالتوتر والقلق والسعي الدائم نحو الكمالية، و عدم الثقه في أحد لإحساسهم أنهم لن يفعلوا الأشياء كما يجب ان تكون من وجهة نظرهم، وأن الجميع لا يمتلكون الفكرة الصائبة.
واستكملت قائلة، إن من أهم الأعراض التي تنتاب المرأة التي تعاني من اضطراب الشخصية الوسواسية، التوتر والقلق الذي يصل لحد الاكتئاب، وخلل في كيمياء المخ الذي يستدعي التدخل الدوائي من خلال العقاقير المضاده للاكتئاب والتقلبات المزاجيه، والعلاج المعرفي السلوكي، وعدم النقد نهائياً للمريض، لأنهم لا يتقبلونه ويصابوا بنوبات غضب من الضغط ، كما أن من أهم طرق العلاج هي زيادة الوعي ومعرفة الاضطراب واسبابه والعمل علي اليقظه الذهنيه وتمارين التنفس والاسترخاء والتأمل ودعم الأسرة ومساعدتها في ذلك.
وأكدت الأخصائية النفسية، على أن هناك فروق في طبيعة افكار مريضى الوسواس القهري واضطراب الشخصية الوسواسية، فالأول تتسم أرائه بالهلاوس والافكار الغير عقلانية المتكررة المسيطرة عليهم والتي تؤثر على حياته، اما الثاني فيتحلى صاحبه ببعض الأفكار العقلانية بوعي متكامل، والتي تنعكس على علاقاته بالاخرين وتؤدي الي نجاحه المهني لاتجاهه الي النظام والتدقيق في التفاصيل ولكن لا يوجد مرونه في التعامل نهائي ولا يتقبل النقد ..