نحتفل باليوم العالمي للعمل الإنساني في 19 أغسطس من كل عام،  ومن المعروف أن تلك الأعمال لها تأثير إيجابي فعال على كل من يشارك بها من خلال دعمه أو تلقيه، وفي هذا الصدد نتساءل عن التأثير النفسي للعمل الإنساني في رفع الروح المعنوية ومحاربة بعض الأعباء النفسية لدى المرأة.

ومن جهتها، تقول الدكتورة إيمان عبد الله، استشاري العلاقات الأسرية والنفسية، أن العمل الإنساني يتميز بأنه يقدم يد العون والمساعدة لأي شخص، دون ارتباط بعقيدة أو جنس أو بلد أو عرق أو شخص، والذي يقدم في شكل ثقافي أو اجتماعي أو طبي أو غيره، بهدف إثراء المجتمعات بالعطاء والفخر والتناغم، مما يشكل قاعدة نواة أساسية لبناء المجتمعات المتماسكة، كما انه مذكور بالشرائع السماوية من أجل تحقيق الإخاء والمساواة واحترام الإنسان وتقديم طوق نجاة لكل من يطلب المساعدة، وهناك منظمات المجتمع المدني التي تقدم الخدمات والأعمال الإنسانية لرفع شأن المرأة سواء من تقوم بالمشاركة فيه، أو التي تتلقى الدعم والمساندة لمنع تشرد أفراد أسرتها وبناء جسر من التواصل، فضلاً عن الكثير من المبادرات التي تعزز العمل الإنساني للنساء من خلال حياة كريمة وصناديق دعم الأسر المحتاجة لضمان استقرارها، وذلك في ظل العصر الذهبي التي باتت تعيشه المرأة المصرية.

وأضافت استشاري العلاقات الأسرية والنفسية، انه عندما تشارك المرأة في تلك الأعمال الإنسانية وتقدمها لمثيلتها، التي تحتاج إليها، تشعر بعدم وجود الهشاشة النفسية، وتقلل لديها فرصة الإصابة بالتوتر والكآبة والعزلة الاجتماعية، وبالنسبة للنساء التي تتلقى المساعدات الإنسانية في شكل دعم مادي أو معنوي، تحس بأن هناك إسعافات نفسية لها ولأسرتها، ونوع من التمكين الاقتصادي الذي يضمن لها السلامة النفسية والصحية والمادية لأسرتها، كما تشعر انها فرد فعال بالمجتمع، من خلال تقديم عمل يليق بها سواء من داخل بيتها عن طريق الأسر المنتجة والتدريب على المهارات المختلفة، كي نستطيع في النهاية أن نقلل فكرة عدم الوقوع في بؤرة الفقر والجهل والأمية، ونغير الفكر السائد من كونها امرأة معالة لمعيلة، من خلال دعمها المادي لزوجها وأبنائها وإدارة موارد أسرتها، من خلال مساعدات طويلة الأمد تشعرها بأنها ليست كمالة عدد، بل لديها مهام ومسئوليات تقوم بها، كي تستمد ثقتها في نفسها.