اختتمت الاثنين الماضى فعاليات مهرجان القومى للمسرح المصرى، التى أقيمت بمشاركة 37 عرضا مسرحيا من مختلف الجهات الإنتاجية، وضمت لجنة تحكيمها كلًا من الفنان أشرف عبد الغفور (رئيسا)، وعضوية كل من: المخرج نادر صلاح الدين، الموسيقار طارق مهران، مهندس الديكور محمد الغرباوى، الفنان مجدى كامل، الدكتورة سحر الهلالى، الناقد جرجس شكرى، ومقرر اللجنة الفنان محمود حسن.. ولعل أبرز إنجازات هذه الدورة استقطاب شريحة أكبر من الجمهور التى ظهرت من خلال الحضور الهائل لمشاهدة العروض، وأعداد المتقدمين للورش الفنية، وكذلك حفلات توقيع كتب الفنانين.
أصدر المهرجان 12 إصدارًا لكبار النقاد يتصدرهم: كتاب عادل إمام الذى تحمل الدورة اسمه من تأليف الكاتب الصحفى أشرف غريب، والذى علق عن الكتاب قائلا :” الحقيقة دائماً أقف أمام عادل إمام بمنتهى التقدير ليس فقط لأنه فنان عصامى، ولا لأنه بدأ بالتدرج فى المسرح والسينما ولا لأنه أغلى نجم فى مصر لسنوات كثيرة ، ولكن لأن عادل إمام لديه القدرة على إدارة الموهبة ، كان يعلم متى يتحدث ومتى يصمت ، وهو لم يشتت نفسه وذهنه ولم يبدأ فى الاندماج فى الحياة العامة إلا بعد أن أكد على موهبته وحضوره ، هو الأطول عمرا والأكثر غزارة فى الأعمال وموجود طيلة الوقت.
وكتاب عن مهندسة الديكور الفنانة نهى برادة والكتاب من تحرير دكتورة مها فاروق، وتشير فى مقدمتها للكتاب، إلى أن “برادة” فنانة ذات طابع خاص، حيث تعد من أهم الشخصيات المعروفة فى عالم تصميم الديكور المسرحى فى مصر والعالم العربى، كما أنها تجمع بين العديد من الفنون التشكيلية والبصرية فى آن واحد إلى جانب تصميم الديكور للمسرحيات والمسلسلات، تجاوزت مسيرة عملها الـ 30 عامًا صممت خلالها ديكورات أكثر من 160 مسرحية لعمالقة هذا الفن.
وكتاب الفنان صلاح عبد الله تحرير جمال عبد الناصر الذى قال:” هذا الكتاب يهدف إلى الاحتفاء بالفنان صلاح عبد الله الذى يكرمه المهرجان القومى للمسرح المصرى”، أقر وأعترف أننى أمام فنان شامل ومتعدد المواهب، فعم صلاح ممثل ومخرج مسرحى، وشاعر وكاتب ساخر، وأحيانا سياسى. وهو رمز من رموز المسرح الجامعى فى جامعة القاهرة، وفى هذا الكتاب تناول منهج صلاح عبد الله فى التمثيل حيث له منهجه الخاص والمختلف عن الآخرين، وحاولت رصد كيف صنع هذا الفنان لنفسه طريقة ومنهجا خاصا فى التمثيل، وكنت حريصًا جدا فى الكتاب على رصد ذلك فى أحد فصول الكتاب، بالإضافة إلى رصد العديد من الجوانب الأخرى فى رحلة صلاح عبد الله، كما يتضمن الكتاب شهادات مهمة من أصدقاء ومرافقين وأصحاب فضل وتلاميذ للفنان صلاح عبد الله خلال رحلته الفنية الطويلة، كما أن الشاعر صلاح عبد الله مختلف جدا ولديه الكثير من الفكاهة، لذلك كنت حريصًا أن يتضمن الكتاب بعض أشعاره.
أما الفنان رياض الخولى فقام بتحرير كتابه الناقد باسم صادق، ويقول فى مقدمته:” رياض الخولى واحد من هؤلاء الذين يملكون القدرة على الاستحواذ على قلوب الجمهور بجاذبية لافتة مهما تعددت الوسائط الفنية، فهو على المسرح كتلة متحركة من الحيوية والحضور سواء فى أدوار البطولة أو فى الأدوار الثانية، وفى أعماله التليفزيونية والسينمائية يجسد أدواره بثبات انفعالى”، وكانت هناك قضية أود طرحها فى الكتاب وهى شكل الحركة المسرحية من خلال مشوار رياض الخولى ، وكان هذا هم يشغلنى طيلة الوقت ، فلفت نظرى خلال مشواره أن خلال الدراسة الثانوية كان يخرج له العظيم جلال توفيق ، وقدم فى المرحلة الثانوية مسرحية “العادلون وزمن الحرية”، وكانت أعمالًا قوية أن تقدم فى مدارس ، وكذلك من الأشياء التى شغلتنى هو تحليل أداء رياض الخولى فى كل أدواره ، فأداؤه طاغٍ ومؤثر .
بينما الفنان محمد أبو داود فقد حرر محمد ثابت كتابه مشيرًا إلى أن الفنان محمد أبو داود فيلسوف فى حكمته وحكيم فى فلسفته يشع أخلاقا وطيبة وهدوءًا وصدقا، فهو فنان مختلف، وشامل، بدأ حياته فى المسرح، فى فرقة والده الفنان حسن أبو داود، وهو فى سن التاسعة، عمل بالمسرح فى كل شئ مثل: الديكور والتلقين ومساعد وتمثيل.. وغيرها، ولم يكتف بذلك رغم الخبرة الطويلة التى اكتسبها من سنوات عمله منذ الصغر، والتحق بالمعهد العالى للفنون المسرحية ودعم الموهبة بالدراسة، وقد عاشرته منذ أكثر من عشرين عاما، صادق بالفطرة، ولا يهاب أحدا غير الله، متصالح مع نفسه، فهو لا يعمل إلا ما يحب، ففى مجال الإخراج، أخرج لنا مجموعة من أجمل المسرحيات بمسارح الدولة والقطاع الخاص، أما عن التمثيل فهو السهل الممتنع فتصدقه من أول وهلة.
ووثّق مشوار الفنان سامى عبد الحليم الكاتب المسرحى أحمد خميس، الذى قال:” يعد الممثل والمخرج وأستاذ التمثيل بالمعهد العالى للفنون المسرحية سامى عبد الحليم، واحدًا من القلائل الذين جمعوا بين الموهبة بكل ما تحمله الكلمة من معنى والدراسة العلمية التى اختبرت المناهج وراجعت أهميتها ، ففى تعامله مع الطلبة كان يفك شفراتهم أولا بالطرق النفسية، أما هو كفنان فكان يهضم تكوين الشخصية والفكرة والمعنى الباطن والظاهر للحكاية ولم يترك لحظة فى التكوين”.
فيما حرر كتاب الفنان أحمد فؤاد سليم الكاتب أسامة الرحيمى الذى قال: “ الفنان أحمد فؤاد سليم فنان متأمل دائما وهذه أفضل حيلة يستخدمها لفهم الشخصيات والأدوار التى يلعبها فى التمثيل منذ بداياته، فهو لابد أن يقتنع بما يعرض عليه من شخصيات، ويدرس الشخصيات جيدا خاصة المركّب منها أو الشريرة، وحينما يرى فى المرآة الشخصية المعروضة عليه بدلا منه يقتنع بها ويوافق عليها فورا، كما أنه يهتم بالأفكار والمضامين فى الشخصية التى يقدمها، حيث يراهن طوال الوقت على ذلك، ويبذل جهودا كبيرة فى تفاصيل الشخصيات وفهم دوافعها وأبعادها”.
كما تناول مسيرة الفنان رشدى الشامى الكاتب أحمد محمد الشريف، الذى قال:” الفنان رشدى الشامى، فنان من طراز خاص، فنان قدير بمعنى الكلمة، استطاع أن يخطو خطواته الفنية فى هدوء ورصانة محققا حلمه فى اعتلاء خشبة المسرح، عشق الفن منذ شبابه، ولم يعرف الكلل وظل يعمل ويحلم، جاءت انطلاقته فى الدراما التليفزيونية لتؤكد موهبته وتلفت الأنظار إليه، ويتعلق به الجمهور فى المنازل، من خلال أدوار متميزة محببة إلى المتلقى”.
أما خالد الصاوى فقد تم بتحرير الكاتب الصحفى محمد عبد الرحمن زغلول، ويستهل فى مقدمة الكتاب: تعامل الصاوى مع نفسه منذ البداية باعتباره “بذرة” يرى فيها جنة كاملة الأوصاف، عمل أشياء ربما لا يحبها، وقبل بأشياء لم يكن ليقبل بها، ظهر على الهامش كثيرا مؤمنا بأنه سيحتل المتن كاملا ذات يوم.
ندوات
تضمنت ندوات المحاور الفكرية العديد من الأبحاث التى ركزت على الممثل المسرحى المصرى من حيث كيفية التوثيق والمناهج التمثيلية المختلفة سواء المصرية او العالمية والكتاب تقديم الناقد المسرحى دكتور عمرو دوارة رئيس لجنة المحاور الفكرية ، ومن المقدمة نقرأ :” مما لا شك فيه أننا حينما نحاول توثيق جميع الإنجازات المسرحية السابقة، فإننا لا نهدف فقط إلى تخليد ذكرى كبار الفنانين الذين بذلوا كل الجهد فى سبيل ترسيخ أسس هذا الفن الرفيع، أو تقديم سيرتهم كقدوة للأجيال التالية فقط، ولكننا نستهدف أيضا بالدرجة الأولى الاستفادة من جميع الخبرات السابقة، وعقد المقارنات مع الحاضر للتطلع إلى آفاق المستقبل، خاصة وأن الفن المسرحى، جزء مهم وفعال ومؤثر فى المنظومة الفنية والثقافية، التى بدورها تتكامل مع كل المنظومات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لترسم لنا صورة متكاملة عن كل فترة من الفترات التاريخية، إننا نوثق الجهود والإسهامات السابقة لتتكامل مع الإسهامات الحالية ونستفيد بمقارنتها بالحاضر للتطلع لآفاق المستقبل، ورسم الخطط الاستراتيجية”.
ورش
كما صاحب الفعاليات 4 ورش وهى:” ورشة التمثيل للفنان أحمد مختار وورشة الإلقاء للفنان خالد عبد السلام وورشة الإدارة المسرحية للفنان صفوت حجازى وورشة الإخراج المسرحى للمخرج شادى سرور”.
مغامرات جيمو
والجدير بالذكر أنه تم عرض مسرحية «مغامرات جيمو» التى تشارك شرفيا ضمن فعاليات الدورة الـ 16، وحضرها عدد كبير من النجوم منهم: الفنان محمد رياض رئيس مهرجان المسرح المصرى، والمخرج ياسر صادق مدير المهرجان، وطارق عبد العزيز عضو اللجنة العليا، ووفاء الحكيم، هشام إسماعيل، ميرنا وليد، هانى كمال ،خالد محمود، نشوى حسن والمخرجان: هشام طه، محمد متولى مدير مسرح الشمس، والناقد الكبير محمد الروبى والناقد والشاعر الكبير محمد بهجت.
وعقب العرض كرم الفنان محمد رياض صناع العمل المسرحى المتميز «مغامرات جيمو» ومنحهم شهادات مشاركة وتقدير ومنهم نجوم صاعدون بقوة من ذوى الهمم، والعرض من إنتاج فرقة مسرح الشمس، وتأليف .. صلاح متولى، وإخراج .. محمد عشرى، وأشعار بلال إمام وألحان أحمد الناصر وديكور غادة شلبى وإضاءة عز حلمى وأزياء سماح نبيل ، ودعاية خالد مهيب. وبطولة.. كريم الحسينى، وإسراء حامد، عصام مصطفى، محمد أسامة، نيرة عصام، رندا جمال، شذى مصطفى، علاء هانى، كريم سعد، فجر الحسينى ، على الحسينى، نور عصام، عمرو سعيد، معتصم هاشم، وأحمد ومحمد الطحاوى، محسن مصطفى، جودة نبيل، ملك محمد ، هاجر محمد ، عبد الرحمن جمال ، شيماء السيد، ومحمد وعبد الله يحيى وسلمى سمرة، وخالد طلع.
يذكر أن وزارة الثقافة تقيم المهرجان القومى للمسرح المصرى ويعتبر أكبر ملتقى مسرحى على مدار العام ويضم أفضل العروض التى قدمت خلال العام من المؤسسات الثقافية المصرية المختلفة، ويهدف المهرجان إلى عرض نماذج متميزة مما قدم فى فضاءات المسرح فى مصر، من أجل تأصيل ملامح المسرح المصرى الذى يعبر عن شخصية مصر وينشر الرسالة التنويرية لبناء الإنسان المصرى، وكذلك تشجيع المبدعين من فنانى المسرح على التنافس الخلّاق، وتحفيز الفرق المسرحية.