الثلاثاء 14 مايو 2024

«واشنطن بوست» ترجح هيمنة أزمة أوكرانيا على نقاشات قمة بريكس

بريكس

عرب وعالم22-8-2023 | 12:21

دار الهلال

 رجحت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن تُهيمن الأزمة العسكرية الراهنة بين أوكرانيا وروسيا على النقاشات، خلال القمة الـ 15 لدول البريكس التي تبدأ اليوم /الثلاثاء/ وتستمر لمدة ثلاثة أيام في مدينة جوهانسبرج بجنوب إفريقيا.

وذكرت الصحيفة ، في مستهل تقرير، نشرته عبر موقعها الإلكتروني في عددها اليوم ، أن قمة هذا العام ستكون بكل تأكيد مليئة بالقصص المثيرة للاهتمام، وسوف تلقي الحرب في أوكرانيا بظلالها على مجريات الأحداث رغم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي صدرت بحقه مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية سيكون زعيم مجموعة البريكس الوحيد الذي لن يحضر، حيث من المقرر أن يتحدث افتراضيا وأن يمثله شخصيا وزير خارجيته سيرجي لافروف، ومن المتوقع أن تحتج جماعات المجتمع المدني، بما في ذلك فرع منظمة العفو الدولية في جنوب إفريقيا، خارج مكان انعقاد القمة، للمطالبة بإنهاء العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وقالت إن الكتلة التي يُنظر إليها غالبا على أنها ثقل موازن للنظام الدولي الذي يقوده الغرب ويعني اسمها اختصارًا للحرف الأول من أعضائها (البرازيل وروسيا والهند والصين) تمثل أكثر من ثلث سكان العالم ونسبة متزايدة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، بغض النظر عن الاختلافات في التاريخ والجغرافيا والأنظمة السياسية.

وعُقدت قمة البريكس الأولى التي ضمت الدول الأربع في روسيا عام 2009 وبحلول عام 2011، أصبحت جنوب إفريقيا عضوًا كامل العضوية أيضًا، مضيفة حرف S إلى البريكس، لكن الكتلة في العقد الماضي كانت مشوشة وكان أداء الاقتصادات المكونة لها متفاوتا، وكانت بلدانها الأعضاء تتشاحن بين الحين والآخر، مع وقوع مناوشات عنيفة بين الهند والصين على طول حدودهما الوعرة المتنازع عليها.. حسبما أشارت الصحيفة.

وأضافت:" أن ثقل الاقتصاد الصيني ربما كان سبباً في حجب المشاكل التي ابتليت بها بعض دول البريكس الأخرى، وكان الإنجاز الملموس الوحيد للكتلة هو إطلاق ذراع تمويل التنمية الدولي، ومقره في شنغهاي، إلى جانب إنشاء بنك البريكس، المعروف الآن باسم بنك التنمية الجديدة".

وأوضحت الصحيفة أن دول البريكس الأخرى لم تقدم سوى القليل من الاحتجاج على قرار الكرملين بدخول أوكرانيا، فضلًا عن أن الصين والهند كثفت مشترياتهما من روسيا مع بدء تأثير العقوبات الغربية.

وأشار الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا إلى أن الغرب يتحمل المسئولية جزئياً على الأقل عن الصراع، وقدم اقتراحاً غامضاً للمساعدة في التوصل إلى هدنة بين كييف وموسكو، كما أبدت حكومة جنوب إفريقيا غموضا أيضا، حيث رفضت الإدانة الصريحة لنظام بوتين في حين أعربت عن تحسرها على التأثيرات المتتابعة التي خلفتها الحرب على سلاسل التوريد بالغة الأهمية للمجتمعات الأفريقية.

وتابعت "واشنطن بوست" تقول: في جوهانسبرج، سيكون الموضوع الرئيسي الآخر على طاولة النقاش هو التأثير الهائل للدولار الأمريكي في الاقتصاد العالمي، والحديث عن "إلغاء الدولرة" منتشر بين أنصار مجموعة البريكس، على الرغم من عدم وجوده على جدول أعمال القمة بشكل رسمي.

وقد طرح البعض عملة منافسة مدعومة من مجموعة البريكس لتحدي سيادة العملة الأمريكية، لكن اختراع عملة جديدة لمجموعة البريكس أمر طموح للغاية - وربما غير ممكن - ومن المتوقع أن تركز القمة بدلا من ذلك على خيارات لتوسيع استخدام العملات المحلية في التجارة بين أعضاء الكتلة، وقد بدأت الدول التي تعاني من ضائقة في الدولار مثل الأرجنتين التعامل باليوان الصيني في معاملات معينة.

وحول هذا الأمر، تساءل لولا مؤخرا:" لماذا تحتاج البرازيل إلى الدولار للتجارة مع الصين أو الأرجنتين؟! وذلك قبل أن يُصور بنك البريكس باعتباره جهة فاعلة محتملة أكثر عدالة على المسرح العالمي من المؤسسات التي تقودها الولايات المتحدة مثل صندوق النقد الدولي.. وقال:" إننا قادرون على التجارة بعملتنا.. يجب أن يكون بنك البريكس فعالا وأكثر سخاء من صندوق النقد الدولي. وهذا يعني أن البنك موجود للمساعدة في إنقاذ البلدان وليس للمساعدة في إغراق البلدان، وهو ما يفعله صندوق النقد الدولي مرات عديدة".

أما بالنسبة لبكين، رأت الصحيفة الأمريكية أن قمة البريكس تحمل ميزة جيوسياسية صعبة..وقالت إن الرئيس الأمريكي جو بايدن استضاف، خلال عطلة نهاية الأسبوع، نظيريه الياباني والكوري الجنوبي في كامب ديفيد، مما يمثل تحالفًا ثلاثيًا عميقًا على عتبة الصين - وهو ما وصفته افتتاحية صحيفة شينخوا التي تديرها الدولة الصينية بأنه "محاولة يائسة من جانب الولايات المتحدة لإنقاذ قوتها المهيمنة".
ورداً على ذلك يقوم الرئيس الصيني شي جين بينج برحلته الخارجية الثانية هذا العام إلى جنوب إفريقيا، حيث سيروج لكتلة البريكس - والدور الرئيسي الذي تلعبه الصين داخلها - كمثال لنظام عالمي مختلف!.

ويحرص المسئولون الصينيون على توسيع الكتلة إلى اختصار ربما يكون أكثر صعوبة بكثير، حيث تطرق دول مثل إندونيسيا ونيجيريا والأرجنتين والمملكة العربية السعودية الباب. ومن المتوقع أن يحضر القمة زعماء أكثر من 60 دولة، كما أنه بالنسبة للصين، فإن الكتلة المتوسعة من شأنها أن تقدم وسيلة لرؤيتها العالمية الأكثر "شمولية".

وفي حديثه عن نقاط الحوار في بكين، قال سفير الصين لدى جنوب إفريقيا، تشن شياو دونج، إن الكتلة "منصة مهمة للتعاون بين الدول الناشئة والنامية" و"العمود الفقري للعدالة والإنصاف الدوليين"..حسبما نقلت "واشنطن بوست" في ختام تقريرها.

Dr.Radwa
Egypt Air