سلط مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الضوء على مناشدة الولايات المتحدة أمس الإثنين لجميع رعاياها في بيلاروسيا مغادرة البلاد "فورا" تحسبا للمخاطر المتزايدة للحرب في أوكرانيا.
وأوضح كاتب المقال برايان بيتش أن واشنطن طالبت جميع الرعايا الأمريكان المقيمين في بيلاروسيا بمغادرتها "فورا" على خلفية قيام روسيا بنشر قوات داخل أراضي بيلاروسيا مما ينذر بتزايد المخاطر الناجمة عن الحرب التي بدأت بين القوات الروسية والأوكرانية قبل عام ونصف العام.
وأضاف الكاتب أن السفارة الأمريكية في عاصمة بيلاروسيا أصدرت منشورا أمس الإثنين تطالب فيه الرعايا الأمريكان بتجنب السفر إلى بيلاروسيا بسبب استمرار مساندة مينسك لروسيا في حربها ضد أوكرانيا وقيام موسكو بنشر قوات عسكرية على أراضي بيلاروسيا.
ويتطرق المقال في سياق متصل إلى قيام ليتوانيا - وهي عضو في الاتحاد الأوروبي - بإغلاق منفذين حدوديين الأسبوع الماضي مع بيلاروسيا في الوقت الذي تفكر فيه أيضا بولندا ولاتفيا - وهما عضوتان أيضا في الاتحاد الأوروبي - في إغلاق المنافذ الحدودية مع بيلاروسيا.
وأضاف المقال أنه لا يوجد خطوط طيران مباشرة بين مينسك وواشنطن وهو ما دفع السفارة الأمريكية في مينسك أن تناشد الرعايا الأمريكان مغادرة البلاد عن طريق المنافذ التي مازالت مفتوحة بين بيلاروسيا و ليتوانيا أو عن طريق لاتفيا. وأضاف المقال أن السفارة حذرت رعاياها كذلك من مغادرة بيلاروسيا عن طريق أوكرانيا أو روسيا تجنبا لأي مخاطر.
وفي الوقت نفسه يوضح المقال أن بيلاروسيا أعلنت مساندتها لروسيا منذ بداية الحرب في أوكرانيا في أعقاب العملية العسكرية الخاصة التي شنتها موسكو في أواخر فبراير من العام الماضي، مشيرا إلى قيام موسكو بنشر أسلحة نووية على أراضي بيلاروسيا في الفترة الأخيرة. ويشير المقال في هذا الصدد إلى قيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالسماح لقوات فاجنر، التي كانت تقاتل في صفوف القوات الروسية في أوكرانيا، بالانتشار في بيلاروسيا.
ويوضح المقال أن بيلاروسيا لها حدود مشتركة من ناحية الغرب والشمال الغربي مع دول أعضاء في حلف شمال الأطلنطي (الناتو) وهي بولندا وليتوانيا ولاتفيا، كما أن لها حدود مشتركة من الجهة الجنوبية والشرقية مع كل من روسيا وأوكرانيا، مما يجعلها تشكل نقطة انطلاق للهجمات الروسية ضد أوكرانيا من خاريج الأراضي الروسية.
ويشيركذلك أن التوتر السائد في المنطقة بسبب الحرب في أوكرانيا أدى إلى تزايد المخاوف بشأن استهداف روسيا لممر سوفالكي الفاصل بين بولندا وليتوانيا، والذي يحيطه من ناحية الشمال منطقة كالينيجراد التابعة للسيادة الروسية ومن ناحية الجنوب بيلاروسيا.
ويلفت المقال في الختام إلى تحذير إيان برزينسكي المسئول السابق في وزارة الدفاع الأمريكية من أن استيلاء روسيا على ممر سوفالكي سوف يؤدي إلى عزل الدول الثلاث - ليتوانيا وبولندا ولاتفيا - عن باقي الدول الأعضاء في حلف الناتو، مطالبا الناتو بإجراء تدريبات عسكرية عند ممر سوفالكي للتأكد في جاهزية واستعداد قوات الناتو تحسبا لأي تطورات في الموقف.