سلط مقال نشرته صحيفة (الجارديان) البريطانية الضوء على الكلمة التي ألقاها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الثلاثاء أمام قمة "بريكس" في جنوب أفريقيا عبر تقنية الفيديو والتي اتهم فيها الدول الغربية بأنها المتسبب في اضطراب الأسواق العالمية بسبب العقوبات التي فرضها الغرب على موسكو في أعقاب العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا والتي بدأت في فبراير 2022.
وأشار كاتب المقال جوليان بورجر إلى أن الرئيس الروسي أكد خلال كلمته ضرورة تحويل مجموعة بريكس، التي تضم في عضويتها (روسيا، جنوب أفريقيا، الهند، الصين والبرازيل)، إلى تكتل تجاري دولي يمثل الغالبية العظمى من سكان العالم.
ولفت المقال إلى أن الرئيس الروسي أكد - خلال كلمته - أن اضطراب أسواق الغذاء وغيرها من السلع الأساسية في العالم يرجع إلى العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على بلاده، مشيرا إلى أنه يجب العمل لكي تصبح بريكس قوة عالمية لتحقيق العدالة والتوازن في العلاقات الدولية.
وأوضح بوتين - كما قال المقال - أن الدول الأعضاء في بريكس تتعاون من أجل تحقيق مبدأ المساواة واحترام المصالح المتبادلة فيما بينها، مشيرا إلى أن تلك التوجهات تمثل جوهر الاستراتيجية التي تتبناها بريكس بهدف تحقيق آمال وطموحات الغالبية العظمى من سكان العالم.
وأضاف المقال أن هناك انقساما داخل مجموعة بريكس حول تحويل التكتل إلى قوة اقتصادية كبرى من خلال قبول أعضاء جدد بهدف منافسة الدول الغربية، حيث يرى رئيس البرازيل لولا دي سيلفا أن الهدف من تكوين بريكس ليس منافسة الدول الغربية.
وتابع دي سيلفا - كما أشار المقال - أنه لا يجب أن تسعى المجموعة لمنافسة تكتلات أخرى مثل مجموعة السبع الصناعية أو مجموعة العشرين أو الولايات المتحدة وإنما "يجب التركيز فقط على تعزيز التعاون بين أعضاء المجموعة".
وأوضح المقال أن الدول الأعضاء في مجموعة بريكس تمثل ما يقرب من نصف سكان العالم كما أن اقتصاداتها تمثل حوالي 25 % من الناتج الإجمالي العالمي.
وأشار إلى أن قادة ما يزيد على 40 دولة من دول أفريقيا والنصف الجنوبي من العالم يشاركون في قمة بريكس التي انطلقت أمس في جوهانسبرج وتستمر لمدة ثلاثة أيام، موضحا أن العديد من قادة تلك الدول أعربوا عن رغبتهم في الانضمام لتكتل بريكس.
وأوضح المقال أن جدول أعمال القمة يتناول ضمن موضوعات أخرى مسألة الاستغناء عن الدولار الأمريكي في التعاملات التجارية الدولية والسعي لتكوين كيانات مالية عالمية بديلة للبنك الدولي وصندق النقد الدولي.