قال الدكتور أحمد شوقي، عضو الهيئة الاستشارية لمركز مصر للدراسات الاقتصادية، إن تجمع الدول الناشئة بريكس BRICS يعد أحد أهم التجمعات التي تتميز بتنوع مواردها سواء الموارد الطبيعية والموقع الجغرافي، فهناك توجه لدى العديد من الدول للانضمام في تجمع البريكس لكل من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا باعتبارهم الدول الناشئة الأكثر نمواً خلال الأعوام الماضية والذي يمتلك حوالي 22% من الناتج المحلي الإجمالي، فضلا عن وجود أكبر اقتصاد منافس لأمريكا عالميا.
وأضاف في تصريحات خاصة لبوابة «دار الهلال»، أن مع قيام الدول المؤسسة لدراسة طلبات عضوية ١٨ دولة وفقاً لتوجه تحالف بريكس لتوسيع معاملاته مع الاقتصاديات الأخرى فمن المنطقي أن نرى تحالف البريكس من اقوى التحالفات والتي تستحوذ على نسبة كبيرة من الناتج المحلي الإجمالي اعلى من مجموعة السبع على سبيل المثال والذي يعد الأقوى عالمياً.
وأشار إلى أنه هناك توجه التحالف الجديد نحو إطلاق عملة جديدة لتنظيم وتداول معاملتهم التجارية لتصبح عملة دولية لإتمام كافة المعاملات التجارية مع دول التحالف ومن المتوقع أن تلقى العملة الجديدة قبولاً دولياً وذات مركز قوي بين العملات في ظل كونها ستكون مدعومة بالذهب، والتي بدورها سيكون لها دور في تقليل التعامل بعملة الدولار والذي يستحوذ على حوالي 59% من الاحتياطيات الدولية عالمياً.
وأوضح أن هناك بالتحالف مجموعة من الشركاء الاستراتيجيين للاقتصاد المصري الصين الشعبية كأهم الشركاء التجاريين لمصر بحجم تبادل تجاري بلغ 2.8 مليار دولار، وروسيا بقيمة 1.2 مليار دولار بنهاية الربع الثاني للعام ٢٠٢٤
وأشار إلى أن مع دخول السعودية للانضمام في التحالف والتي تعد أيضا من أهم الشركاء الاستراتيجيين لمصر بحجم تبادل تجاري ١.٢ مليار دولار أمريكي فمن المتوقع أن يساهم التحالف في خفض الضغط في الاعتماد على الدولار الأمريكي وفي ظل الضغوط الحالية التي يمر بها الاقتصاد المصري.
وتوقع أن تواجه العملة المزمع طرحها بعض المقاومة من الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية حفاظاً على ريادة عملتها دولياً واستحواذها على النسبة الأكبر من الاحتياطيات الدولية عالمياً؛ وذلك للحفاظ على هيمنة الدول السبع الكبرى على الاقتصاد العالمي فضلا عن أن العملة الجديدة ستسهم في حالة التوازن الاقتصادي عالمياً وعدم هيمنة عملة واحدة على اغلب المعاملات التجارية دولياً، بالإضافة إلى ميزة دعمها بالذهب ستجعل عملية تقويمها بشكل مرن وواضح وذلك لكون الذهب من أكثر المعادن المتعارف على سعرها بشكل يومي.
وأشار إلى أنه سيكون هناك بنك التنمية الجديد والذي سيدعم من موقف العملة الجديدة وبالتالي فإن قبول العملة للسوق نرى أنها ستشهد قبولاً من المتعاملين مؤسسياً ودولياً، فضلاً عن تقديم البنك الدولي الجديد للتمويلات للدول الأعضاء لتنفيذ المشروعات التنموية والتي ستدعم من موقف العملة الجديدة من جانب آخر (العرض والطلب) بالإضافة إلى دعم الذهب للعملة.
يأتي ذلك تزامنا مع وصل رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، اليوم، إلى مطار أوليفر ريجنالد تامبو الدولي في مدينة جوهانسبرج بجنوب إفريقيا، للمشاركة نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، في اجتماعات القمة الـ15 تجمع "البريكس"، التي تُعقد في إطار صيغة "البريكس بلاس"، تحت عنوان "البريكس وإفريقيا: شراكة من أجل النمو المتسارع والتنمية المستدامة والعمل متعدد الأطراف الشامل"، وذلك في الفترة من 22 إلى 24 أغسطس الجاري، بحضور عددٍ من رؤساء الدول والحكومات.
ومن المقرر أن يحضر مدبولي مساء اليوم، مأدبة عشاء رسمية، احتفالية ثقافية، يقيمها رئيس جنوب إفريقيا سيريل راما فوزا، لرؤساء الوفود المشاركين.
ومن المقرر أيضا أن يلقي رئيس الوزراء غدا الخميس كلمة مصر في جلسة الحوار رفيع المستوى، ومن المُنتظر أن يُشارك بمُداخلات في بعض الجلسات الأخرى، إلى جانب عقد لقاءات مع عددٍ من ممثلي الشركات.